إعلان

بالصور.. معدية ''القرصاية''.. وما ''العبور'' للانتخاب إلا ''أمل''

01:22 م الأربعاء 28 مايو 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- إشراق أحمد:

على الحافة يعيشون، من وإلى البر ترسو حياتهم، لا وسيلة أخرى إلا ''العبور''، يلتمسون احتياجاتهم اليومية عبر مركب خشبي فعل الزمن به كما فعل بهم؛ متهالك، ينتظر التغيير، في طي النسيان رغم دوام رؤيته، يتعب كثيرًا لكنه مستمر في المياه ذهابًا وإيابًا، لا ينقطع عن تلبيه أهله إلا يأسًا أو انشغالًا. هكذا حال أهل جزيرة القرصاية في الانتخابات، إذا كان الجميع يذهب إلى اللجان الانتخابية إما سيرًا أو مستقلاً سيارة فلا بديل عن ''المعدية'' في الجزيرة.

تخلو ''القرصاية'' من المدارس، الصغار في أيام الدراسة على قلة التحاق أبناء الجزيرة بالتعليم، يذهبون للمدارس في ''البر الغربي'' كما يطلقون عليه، وحينما تأتي الانتخابات يتوجه الكبار إلى تلك المدارس التي لم يطرقوا أبوابها في إلا ذهابًا مع الأبناء عبر ''المعدية''.

على ''مصطبة'' خشبية كان يتكأ ''معتصم مدحت''، 60 عامًا قضاها الرجل بالجزيرة، ''في عز النار'' - حسبما قال - ذهب للإدلاء بصوته عصر أول يوم تصويت، لا زالت آثار الحبر الفسفوري بإصبعه، لم ينقطع والد الأبناء الست عن الانتخابات التي تشهدها البلاد طيلة 3 سنوات، اعتاد العجوز على استقلال ''المعدية''، فهي جزء من حياته التي يصفها ''بمنتهى الاختصار.. منعزلين عن اللي بيحصل''، يذهب في كل مرة إلى الانتخابات عابرًا إلى ''البر الغربي'' حيث مدرسة ''محمد كُريم'' قاطعًا ما يقرب من نصف الساعة من أجل ''واجب''، وأملاً أن يتغير الحال الذي انتظره منذ نشأته ''يكون في صرف صحي ومدرسة ومستوصف''.

جلست ''أم يوسف'' على جذع نخل جوار مرسى ''المعدية'' عند مدخل الجزيرة جوار أختها، تلاعب ابنها الصغير، لم تذهب للانتخابات قط، بل لم تفكر ''لسه هركب المعدية وأعدي الناحية التانية''، السيدة العشرينية يتطلب ذهابها البحث عن لجنة للمغتربين، فالإسكندرية موطنها لكنها تزوجت وسكنت الجزيرة، وذلك بالنسبة لها ''مشوار''، فضلاً عن ذلك لا تجد جدوى من صوتها ''إحنا مالناش في الكلام ده هيفرق إيه صوت واحد''.

لم تستطع ''فوزية محمد'' إحصاء سنوات عمرها، لكنها تعلم أن ما يقرب من 45 عامًا قضتها على الجزيرة منذ وفدت من أسيوط لتسكن مع زوجها في بيت صغير جمعها معه وأبناءها الثلاث، انقطعت السيدة العجوز عن ''المعدية'' منذ عام، ما عادت تحتمل السير، تمنت أن تستند على أحد أبنائها مثل سابق الأيام لتعبر إلى ''البر الغربي'' وتدلي بصوتها، ترى ''فوزية'' الأمر مهم ''الناس الغلابة كتير'' في القرصاية لذلك واصلت الذهاب عسى يتغير الحال، ويتواجد مخبز ومستشفى بدلاً من العبور في كل مرة تحتاج فيها أو أحد الجيران إلى ''رغيف عيش'' أو الاسعاف السريع إذا ما مرضوا.

أملت ''رشا حسين'' لو استطاعت الانتخاب لتذهب مصوتة من أجل ''كوبري مشاة'' يقام في الجزيرة، لا تملك السيدة العشرينية هوية شخصية ''بعد شهرين هتطلع''، ''كنت هموت وأنا بولد'' تشير إلى ابنها ''محمد''، تألمت الأم كثيرًا حيث جاء مخاضها ولم تكن هناك وسيلة ''شالوني مربعة وعدوني بالمعدية''.

من السابعة صباحًا ومثلها في المساء، يمكث ''أحمد عويس'' في المياه طيلة شهرين، ينقطع لعطلة أربعة أيام ويواصل بعدها، من وإلى ''القرصاية'' يعود، بيدين سمراوين انهكهما العمل حتى فقدت الشعور بقسوة الحديد، يقبض على السلسلة المربوطة بين الحافتين، يجذبها فتنكشف عروق ذراعيه، قدماه ثابتة على سطح المركب، كوب صغير يضع به الركاب الأجرة، لا يطالب أحدهم بذلك، فأهل الجزيرة هم العابرون والغريب بيّن على مقاعد ''المعدية''.

عشر سنوات بـ''القرصاية'' يعيش الشاب العشريني منذ وفد من ''الفيوم''، ليعمل في مهنة أخيه وأبيه من قبلهم، ''أبويا عودنا على الشغل والالتزام'' قال الشاب العشريني رغم عبوره اليومي يتأسف على عدم قدرته الذهاب للانتخاب ''زميلي مش جاي واللجنة بعيدة مش هينفع أسيب الشغل''.

لم يذهب ''عويس'' للتصويت قبل الاستفتاء الأخير، عدل عن رأيه بعد إصابته بطلق خرطوش بصدره في 30 يونيو أثناء عودته من عمله الثاني في المعمار ''بشيل طوب''، ما كان يعلم الشاب عن المظاهرات والأحداث السياسية شيء ''كنت مشغول بأكل العيش''، قرر الشاب المشاركة منذ ذلك الحين أملاً في ''السيسي'' كما قال ''حسيت أنه هيجيب لي حقي'' راغبًا في أنه ''يراعي الناس الغلابة''.

 

لمعرفة مكان لجنتك الانتخابية..اضغط هنا

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان