إعلان

انتخابات 2014.. بطعم ''الانتظار'' و''الخناقات'' و''الخوف''

11:19 ص الأحد 18 مايو 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – دعاء الفولي:

حتى فترة قريبة لم تعلم ''ريهام عصمت'' أن الاختلاف في الرأي يُفسد للود قضية، ولم يطرق الخوف نفس ''عمرو الحلبي'' بناءًا على شواهد تُحيط به تدفعه لذلك، ''أحمد صبري'' لا ينتظر شيئًا من ''البلد'' رغم أن ''سيد هارون'' يزداد ترقبه لما سيحدث بعد 26/5/2014، الأربعة تتناثر أحوالهم، بين علاقات أسرية أهلكتها انتخابات الرئاسة التي لم تأت بعد وخوف من انعدام الأمان عند الذهاب للتصويت، انتظار مختلط بتمني لآمال ربما تتحقق بعد مجيء الرئيس، وحالة من اليأس لن تغيرها انتخابات تبدو للبعض مُفخخة بأشياء لن تنصلح في القريب العاجل.

اُصيبت علاقة ''عصمت'' السيدة الثلاثينية، التي تقطن بمدينة الإسماعيلية بالجفاء مع أبناء أعمامها، تؤيد المرشح ''عبد الفتاح السيسي''، بينما يتخذون هم الاتجاه المعارض ''فكرهم مؤيد للإخوان وشايفين اللي حصل انقلاب''، لم تتصاعد وتيرة الخلافات إلا عقب 30 يونيو بين الموظفة بجامعة قناة السويس وبينهم، نقاشات حادة كلما اجتمعت العائلة بأحد المناسبات ''بتقلب بخناقة في الآخر وأنا مبسمحش إنه حد يتكلم عن الشرطة أو الجيش وحش قدامي''، تنأى السيدة أحيانًا بنفسها عن السياسة أمامهم مخافة أن يزداد التباعد ''لكنهم بيفتحوا الموضوع كل مرة حتى لما أنا بحاول أبعد''.

في الانتخابات السابقة ''اخترت مرسي في الجولة التانية بس أدينا جربناه ومعملش حاجة''، لم يتقبل أقاربها رحيل مرسي عن الحكم، على حد تعبيرها، مايزيد الأمر وطأة هو أن أباها وزوجها ينتميان لمؤسسة القوات المسلحة ''بيعيبوا في جوزي ووالدي اللي هو أخوهم''، أجج ذلك العلاقة بين الأب وإخوته، حتى دخلت في مرحلة شبه انقطاع ''مبنقابلهمش غير في المناسبات الرسمية فقط لما يحصل فرح''، لم تتخيل ''عصمت'' أن ''سياسة'' ستفرق يومًا بينها وبقية العائلة ''لو كل واحد تنازل ولو قليل عن تعصبه لرأيه مكناش وصلنا للحالة دي''.

''الأمر ملوش علاقة بالعائلة بقدر عدم وجود ثقافة حوار بين المواطنين''، قال مدحت عبد الهادي، خبير العلاقات الأسرية، عانى المصريون قبل الثورة عدم قدرة على التعبير عن آراءهم، وبعد الثورة وبداية مسار الانتخابات انفجرت حالة الكبت، زادت عن حدها وظهر ذلك في خلافاتهم، يرى ''عبد الهادي'' أن التعليم هو أساس كل شيء ''لازم أولًا ندرس نسيج المجتمع بتاعنا لأنه متداخل ومزدحم''، ثم تأتي مرحلة زرع التعايش بين الاختلافات في عقول الناس منذ صغرهم بالمدارس وحتى الكبر، ولذلك وسائل عدة، أهمها علم العلاقات الذي يقوم بتلك المهمة.

اختلف الأمر مع الحلبي، فالطمأنينة التي صاحبته حال انتخابات 2012، وحتى في ثورة يناير رغم الموت المحدق به، اختفت مع الوقت، حل محلها التوجس، ينوي التوجه لصندوق الانتخاب لاختيار ''حمدين صباحي''، على مضض يفعل ليشارك ''لو مش هيقفشوا اللي رايحين ينتخبوا حمدين هنزل'' رغم أن المنصورة في أغلب الوقت حيث يقطن المهندس العشريني ''أمان لحد ما''، لكن يقلقه القبض العشوائي بعدما حدث بها الفترة الماضية، خاصة بجانب الجامعة، عندما يفكر أن هناك تظاهرات تسعى للخروج أثناء الانتخاب لا يخاف ''مظاهرات الإخوان مش هتأثر بحاجة''، كذلك التفجيرات وما شابه ''لو حاجة زي كدة هتبقى قبلها''، منطقه في ذلك أن التفجيرات قد تحدث بأي مكان وأي وقت.

صباح الاثنين الموافق 11 فبراير 2014، انهار جزء من كوبري الشيخ منصور الواصل بين عزبة النخل والمرج، أسر كانت عششها أسفله، رحلتهم المحافظة من الأرض بحجة تملكها إياها، ''هارون'' من الذين اُخرجوا من ديارهم قسرًا، لم تتوقف محاولاته للحصول على شقة بمؤسسة الزكاة التي خصصتها الحكومة لبعض الأسر ''اسمي مجاش في الحصر''، أكثر من شهرين قضاهما الرجل الأربعيني وأسرته المكونة من أربع أبناء تزوجت إحداهم في بيوت الأقارب والشارع، ثم بدت في الأفق انفراجة مؤقتة ''أخدت شقة في المؤسسة بس بإيجار وتأمين كأني ساكن عادي''، عقد مؤقت مدته عام، ينتظر بعدها سائق التاكسي الرحيل أو البحث عن حل جديد.

''انا عملت توكيل للسيسي وربنا يسهل''، لم يفعل الرجل ذلك فقط من أجل الحصول على شقة فيما بعد ''كمان عشان مصر''، أيا من كان الرئيس فهو ينتظر منه ما وُعد به على مدار الثلاث سنوات ''عيش'' و''عدالة اجتماعية'' بالأخص، ''انا بشتغل سواق بالقطاعي على تاكسي ساعات ألاقي وساعات مفيش''، ما يقارب الخمسة وخمسين مترًا هو حجم شقة ''هارون''، يدفع 300 جنيه إيجار شهري، لا تتوقف أسباب انتظاره على شقة وعمل دائم فقط، بل ''يبقى فيه أمان''، لم يسلم من محاولة بعض البلطجية الاعتداء عليه والحصول على السيارة، وأن تنخفض أسعار السلع، رغم ذلك يحاول والد الأربع أبناء التمسك بالأمل، مُصبرًا ذاته بكلمات من قبيل ''لو الرئيس جه ومعملش اللي نفسنا فيه هنثور عليه ونمشيه''، .

''يسري عبد المحسن'' أستاذ الطب النفسي بطب قصر العيني، أكد أن أحلام البسطاء تتمحور في الغالب حول العوامل المادية، التي يخاطبهم بها المرشحون في كل مرة، كرفع الأجور والمعاشات ومستوى معيشي أفضل، لكن ومع كل صدمة يتلقونها حال عدم تنفيذ تلك الوعود الوردية ''تصيبهم حالة من القهر الذي يولد غضب''، فيؤجج ذلك احتمالية حدوث ثورة ولو بعد وقت.

منذ عام سافر صبري لمنحة دراسية بإيطاليا، من وقتها قرر ألا ينتظر شيئًا من الدولة، لا تعنيه أخبارها، حتى الأحداث السياسية الكبيرة كالانتخابات لا يهتم بها ''بسمع أخبار مصر زي ما بسمع أخبار كوريا والصين''، قبيل انتخابات 2012 كان الأمل يعرف طريقه لطالب الهندسة ''كنت مستني إن دولة مبارك تقع بعد الانتخابات''، هذا ما لم يحدث على حد قوله، لذلك ''لما أرجع هيكون عشان مفيش في إيطاليا شغل.. بس أول ما تجيلي فرصة أسافر تاني هعمل كدة''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان