إعلان

قبل ساعات من الصيام.. كيف تابع "الأهلاوية" مباراة فريقهم؟

07:33 م الأربعاء 21 يونيو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:
على مقهى شعبي بحي المطرية في القاهرة، بعد ساعة واحدة من بدء اليوم الأربعاء، كان موعد مشجعي الكرة مع مباراة الأهلي المصري أمام نظيره الوداد البيضاوي المغربي، والتي انتهت بفوز الأخير على الأول بهدفين مقابل لا شيء، في الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الرابعة ببطولة دوري الأبطال الإفريقي. غير أن انتهاء المباراة الإفريقية قبل دقائق قليلة فقط من بدء ساعات الصيام، أعطت لمشاهدة المباراة على المقهى أجواء مُغايرة.

مع بدء أحداث اللقاء، كان المقهى الكائن في منطقة المطرية يعج بالزبائن وأعينهم مشدوهة نحو الشاشة الكبيرة الموضوع في صالة المقهى. حماس الفوز يلهب محبي الساحرة المستديرة فيما يتناقلها اللاعبون، فيما آهاتهم تُنتزع مع كل كرة فيها شبهة خطورة على المرمى المغربي.

يزداد زبائن المقاهي الشعبية في مصر، تزامنًا مع نقل شاشاتها المباريات الإفريقية والبطولات الرياضية الكبرى، والتي تبثها حصريًا قنوات "بي ان سبورت". في الوقت الذي تقل فيه اشتراكات القناة الرياضية في المنازل نظرًا لارتفاع أسعار خدماتها.

بعد انتهاء شوط المباراة الأول، ينشغل الأصدقاء في حساب موقف الأهلي من النقاط، يُحدثهم أحمد حسن عن قدرة الأهلي في العبور إلى المرحلة التالية لدور المجموعات، وقبل ساعة واحدة من بدء الصيام يتداول الأصدقاء الحديث عن توفير "السحور قبل الشوط التاني ما يبدأ".

يُطالب حسن أصدقائه بجمع المبلغ المطلوب لشراء الطعام، يتوجه سريعًا إلى أحد المطاعم القريبة، يتحدث عن أهمية المباراة التي تُعزز صدارة الأهلي للمجموعة "الماتش في ميعاد السحور، لكن أحنا بنستنى الماتش من الأسبوع للأسبوع، فهنجيب كل واحد سندويتشين نأكلهم وخلاص.. المهم الأهلي يكسب".

شوط المباراة الثاني يبدأ، يلتهم الأصدقاء وجبتهم السريعة، يتحدث محمد حسين عن ضعف مستوى لاعبي الأهلي مع بداية الجولة الثانية من المباراة، يشجعه صديقه بالتشبث بالأمل في الفوز بالمباراة الصعبة، بينما يمر "القهوجي" على زبائنه "عشان ألم الحساب".

يتحرك أحمد سطوحي بين مقاعد المشاهدين، يجمع ثمن المشروبات، يناديه زميله بالمقهى "عشان أكل أي لقمة قبل ما الفجر يأدن"، يقطع سطوحي كلمات زميله بهز الرأس في موافقة، يتحرك نحو مائدة تحمل الطعام، يلتقط "سندوتش فول"، يستكمل المرور بين زبائن المقهى "عشان ألم حسابي وأقفل وأروح".

المباراة في طريق الانتهاء، فريق الأهلي مهزوم بهدفين لا شيء، حسابات النقاط لا تغيب عن رأس المشجعين "بخسارة الأهلي دي؛ الوداد يبقى عنده 6 نقط، والأهلي هيستقر على 7 نقط، وهيتساوى مع زاناكو الزامبي اللي لسه عنده ماتش في الجولة الرابعة ولو كسبه هيبقى أول المجموعة".

ضيق الهزيمة في المباراة يلازم المشجعين، ينادي محمود علي على سطوحي "عشان إزازة مياه نشرب قبل الصيام"، يٌسارع سطوحي في طلبية طلبات زبائنه، بينما يبل جوفه بشربة ماء.

قبل دقائق من نهاية المباراة، يُغادر البعض المقهى للحاق بالمنزل قبل بدء الصيام، بينما يٌغادر مشجعي فريق الزمالك المقهى بعد أن تأكدوا من انتهاء المباراة دون أمل في تغيير نتيجتها "أنا كنت ناوي أتفرج على الماتش كله، لكن جونين دي صعب تعويضها في أخر الدقايق، عشان كده همشي أكمل سحوري في البيت" يقولها هيثم ماهر ضاحكًا.

المباراة في لحظاتها الأخيرة، النتيجة في غير صالح الفريق المصري، الضيق يسيطر على المشجعين، حكم المباراة ينهيها مُعلنًا فوز الوداد المغربي، تمر دقائق، يدوي في المكان صوت آذان الفجر، يغادر حسين مقعده بالمقهى ويقول ساخرًا "كان نفسنا الأهلي يكسب يا جدعان، ما هو مفيش في البلد دي حاجة بتفرحنا غيره"، قبل أن يشارك سطوحي زملائه لمّ مقاعد المقهى لإغلاقها.

فيديو قد يعجبك: