إعلان

رأيت يافا.. "منيرة" عادت لفلسطين بعد 69 عاما ولم تجد وطنها

06:19 م الإثنين 15 مايو 2017

منيرة عادت لفلسطين بعد 69 عاما ولم تجد وطنها

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أحمد الليثي وإشراق أحمد:

25 ألف و114 يومًا انقضت على احتلال يافا عام 48. العمر يمر، والحنين يزيد، 69 عامًا مرت بها الأهوال، كبرت الطفلة والحلم لم يكبر "أموت في أرضي"، لذا اعتزمت الخالة منيرة شيحة أن تعود لوطنها قبل شهور، تُلازم فلسطين ما بقي من السنين؛ جمعت أغراضها كلها، أغلقت منزلها بمصر، حملت تذكرة الذهاب بلا عودة، لكن الاحتلال لم يمهلها.

مبانِ حديثة، شوارع مرصوفة بدقة، خضرة وحدائق جديدة هنا وهناك، انضباط مروري، أجواء مدينة على طراز أوروبي. اختلفت يافا عما تركتها الخالة منيرة "مش مخليين عمارة فيها عرب إلا وهم فيها، البنات بلبس الجيش في الشوارع.. أسماء الطرق والمحلات كلها انجليزي وعبري مش عارفة أفهم الناس. كل الجيران القدامى والذكريات محاها اليهود". غُصة سكنت قلب السيدة منذ اليوم الأول لعودتها، لم تعد مدينتها كما كانت.

خلال 7 عقود لم تتح للجدة الزيارة سوى مرتين سبقت وجهتها الأخيرة، لا تزل تذكر التفاصيل كأنها اليوم.. شوق الدنيا كله لم يكن كافيًا لما حواهُ فؤاد الخالة منيرة وقدميها تطأ أرض طفولتها لأول مرة بعد غياب دام 43 عاما منذ التهجير.

كان ذلك في شتاء 1991، بوقت لم يكن يزل أهل الأرض يدركون شيئًا من معالم ديارهم "أخويا وجوزي كانوا لسه معلمين أماكن وجودنا"، على أعتاب "البيارة" –الحديقة- بقرية "يبنا" الفلسطينية الموجودة جنوب شرق يافا، هطل الدمع مع عين الخالة منيرة لا إراديًا، تبدلت الأماكن وحولتها السنون وأفعال الصهاينة فيما بقيت هي لا يهزها ريح؛ شجرة الزيزفون الضخمة بكامل هيبتها ظلت راسخة "كنا نعمل من فروعها مرجيحة.. وورقها حتة مني"، ركضت العجوز نحوها ببراءة، في لحظات عادت صاحبة الـ52 عاما –حينها- "صبية" بضفائر، انسلت يديها من معصم زوجها وشقيقها وراحت تتذكر الجنان التي كانت أسفل الأقدام.

كيف كانت أرض البيارة لوحة فنية تبهج الناظرين، أشجارها التي تعج بكافة أنواع الفواكه، التفاح والرمان، البرتقال واللارنج "كنت أحط البشمَّلة –نوع فاكهة- في جيب جلابيتي الصغيرة ونلعب به في خناقتنا الطفولية"، غير أن لحظات الحنين تبددت وهي ترى أرض الحديقة تئن من العطش، هُدم البير وقُتل هديره، حتى "يافا" صارت في تعاريف اليهود "يافونا"، سويت المنازل العتيقة بالأرض وبُنيت ثلاث فيلل تليق بمحتل يبدل الهوية، حتى شجرة الزيزفون حاولوا غير مرة كسر عنفوانها فأبت إلا أن تكون شاهدًا على عهد مجيد "وإحنا صغيرين كانوا يقولونا تحت الشجرة دي ولي وخيره بيعم علينا".

لم يدم استرجاع الذكريات طويلاً بالزيارة الأولى، قطع وتيرتها ذلك اليهودي الذي آلت إليه الأرض، مهندس هولندي، بملابس تشبه أبطال أفلام الكاوبوي ظهر متعجرفًا وهو يردد "كلها 99 سنة وملكية المكان تتحول لابني بالقانون"، نطقت عين الخالة منيرة بالمرارة ودت لو قتلته، كظمت غيظها وراحت تنبش الأرض، عثرت على عبوة سجائر فارغة، نزلت على ركبتيها وراحت تغرف من التراب، استنكر اليهودي الأمر فردت عليه بشمم "ده عليه دم أبويا هيفضل معايا عشان منساش حقه".

1

أقصى مدة قضتها العجوز في زيارتين لبلدتها القديمة لم تتخط الـ10 أيام، ورغم شوقها للبقاء أبدًا في المرة الثالثة فقد ثقلت على ابنة يافا أجواء وطنها؛ سقطت مع أول اختبار "كان نفسي أزور طالبات ليا في الضفة معرفتش قلت هروح لأختي في نابلس مش هستنى ابني أروح معاه"، استقلت الحافلة، غير أن الركاب العرب أخبروها أنه سيتم منعها من الدخول لأنها لا تحمل هويةً؛ عادت الخالة منيرة إلى المنزل خاوية الوفاض، عقدت الآمال أن ترى شقيقتها بعد غياب 20 عامًا، كانت فيها الاتصالات الهاتفية وحدها ما تربط على القلوب.

حتى زيارة القدس زالت بهجتها في تلك الشهور الأخيرة؛ لم تهنأ بالأقصى، المكوث به لا يدوم أكثر من وقت الصلاة. حاكت الخالة لأول مرة ما يعيشه أهل القدس بشكل شبه يومي. قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال 10 تجار من المتواجدين عند باب العمود، انفعل شاب فلسطيني بعمر 17 عامًا جراء المشهد، سحب سكينًا وأصاب جنديين، أغلقت أبواب الأقصى العشرة، وقتها وقفت ذات الثامنة والسبعين ربيعًا لنحو ساعة، ومع فتح باب العمود، اندفع المنتظرون خلفه، فيما كان جنود الاحتلال "واقفين زي الكلاب المسعورة بالأحصنة يقولنا يلا يلا أمشوا"، حينها لم تتمالك الخالة نفسها، صرخت "بتطردونا من بيتنا وبلادنا دي بلدنا مش بلدكم يا كلاب".

القصة تعود لمطلع 1948، لم يكن الصهاينة أعلنوا دولتهم المزعومة بعد في 15 مايو من العام ذاته، المناوشات مع الجيش البريطاني حامية الوطيس، بدأت المؤامرة وما كانت منيرة، الابنة الصغرى لآل شيحة تتجاوز التاسعة من العمر. احتل اليهود يافا في 26 إبريل عام 48، سلم الإنجليز ما لا يملكون من أرض فلسطين إلى مَن لا يستحقون، الحاج شيحة رجل طاعن في السن ومريض، رأى أن يحمي أسرته من بطش الضربات، لاسيما أن ابنه البكري محمد، 26 عامًا، احتفظ ببندقية وقنابل ليوم يُعتدى فيه عليهم، والواشون في الأرجاء متربصون، لذا ترك الوالدين وأبنائهم السبعة منزلهم وذهبوا إلى "البيّارة"، تبعد نحو ثلث الساعة عن منزلهم، فيها سكنوا "فيلا" خاصة بهم.

تقترب المعارك يومًا بعد الآخر، بدأت بتفجير خط سكة حديد القنطرة المار قبالة منزلهم، زُلزلت الأرض من تحت أرجل أهل يافا "كان في حب كركم يوميها كله اتبدر في الأرض"، منذ ذلك الحين تعلمت الطفلة لملمة تفاصيل الدم والرصاص المرشوش على الأرض كما تلملم حباب الزيتون والعنب من "البيّارة".

في إحدى الليالي التي امتزجت فيها نسمات البرد بالخوف، تسللت أيدي الصهاينة لقتل عجوز جلس بعزبة جيران آل شيحة، مع الصباح خرجت الصغيرة وأخواتها لتفقد المكان، فعادت تصرخ، لم تعلم أنه مشهد استباقي لما ينال أبيها.

استجاب الحاج شيحة لنصيحة حارس الحديقة بأن يرحلوا قبل أن يدركهم اليهود؛ في جوف الليل غادرت "منيرة" مع والدتها وأشقائها، فيما بقي الأب قرب بركة مياه "طلعنا استخبينا على أساس لما يخلصوا الضرب نرجع ووالدي قال لأ أنا خلوني هنا"، بقوا بين التلال حتى صباح الأول من مايو الذي جاء بالحزن؛ عاد الابن الكبير و"البيّاري" إلى المنزل، من الشرفة يطل جنود يحتفلون في ساحة المنزل، هرع محمد لتفقد أبيه، لمحه مفترشًا الأرض، كان مقتولًا، صرخ عليه بصوت مكتوم "يابا يابا، دفعته يد الحارس ليرحلا قبل أن ينتبه المسلحون.

عاد الابن الأكبر لوالدته وأشقائه قائلاً "لو رجعنا هيقتلونا.. أبونا مات ومش هنقدر نرجع ناخده"، ابتلع آل شيحة القهر، صار طعامهم في ليالي الارتحال مشيًا بين التلال "خرجنا بهدوم البيت اللي علينا ما في شيء تاني". تغريبة بدأت بأيام صاحبهم فيها صوت "البيّاري" مرشدًا "يا ولاد فوق التلة دي ماي"، ليجدوا مّصاص عنب "نبلعها تجرح الزور"، وامتدت لشهور وسنوات هبطوا فيها مصر، بمعاونة أصدقاء أبيهم، الذي عمل بتجارة الحبال بين مصر وفلسطين.

2

ظلت الأرض عالقة في ذهن الجدة منيرة ما حييت، تقلدت منصب المسئول عن التراث داخل اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة، في منزلها بحي مصر الجديدة تبدو فلسطين حاضرة في كل شبر، الشال المميز يكسو المرايا، التطريز على طريقة أهل يافا يزركش ملابسها، المنضدة من روح القدس، وكذلك صوت التلفاز يصدح بأغان الوطن المسلوب "بتابع كل اللي بيحصل كأني هناك.. قناة فلسطين شغالة 24 ساعة"، حتى بيت الطالبات الفلسطينيات الذي كانت تديره يحوي تاريخ لا ينسى من وثائق تتقدمها صورة الرمز الأشهر الشيخ أحمد ياسين.

على طول الدوام كان منزل الخالة منيرة مستقرا لأهل فلسطين أينما حلوا بأرض مصر، تقول إن الفلسطينيين إخوة، يهلون بروائح القدس وحكايات الأحبة، وفي إحدى الزيارات عام 2002 كانت البشرى، قال الضيف القادم من يافا "ابنتي لا تريد الزواج من عرب إسرائيل"، فوقع اختيارها على الفور "ما رأيك في ابني فوزي عريسا لك؟"، فكانت الزيج، تهللت أساريرها؛ سيكون لها فرعًا في أرض الميلاد، سيضحي فوزي رسولًا يتنفس نسائم بحر يافا "قلت له روح هناك وخد روح أبوك وجدودك"، فيما بقي هاجس يؤرقها "هل يوافق الصهاينة على دخوله الضفة الغربية، وإن رضخوا بسبب زواجه، كيف لي أن أعيش دون ولدي؟"، كان قرارا مؤلما.

أرسلت الأسرة الأوراق المطلوبة وصورًا لقوات الاحتلال تخبرهم أن "فوزي" سيصير زوجًا لفلسطينية من يافا لاستصدار تصريح بالزيارة، عقدوا القران في يافا وكانت الخالة منيرة على الهاتف من القاهرة "هما يزغرطوا وأنا مموتة نفسي من البكا"، ناجت ربها "قلت يعني اليهود استكتروا عليّ أشوف فرحة ابني"، غير أن أسرة العروس أقسمت ألا يقيموا العرس إلا في وجودها، فكانت زيارتها الثانية ليافا في 2002، بعد عشرة أيام قبّلت ابنها وهي تعلم أن عودته للقاهرة لم تكن باليسيرة، ودخولها الأراضي المحتلة دون رضا الصهاينة في حكم المستحيل "يومها قلت لو في يدي أعمل 100 واحد زي ابني والله ما أقصر في حق فلسطين، بدنا نملى الأرض بأصحابها".

تستعيد الخالة كيف كانت بنت 9 سنوات تجر أذيال القهر وهي تهرب من جبروت الصهاينة بعدما قتلوا والدها المريض، في الوقت الذي تجبر قوات الصهاينة اليهود في بقع شتى من الأرض أن يتجهوا صوب فلسطين كي تؤسس دولة زائفة بشعب مصطنع، ومن بينهم كان ذلك اليهودي صاحب الأصول المغربية الذي حل بمنزل عائلة منيرة، ولم يكن بيد الخالة وقت لقائه، إلا أن تُراجع المُحتل في بديهياته، لكنه كان صريحًا بما يكفي حين أعلنها "هما جابوني هنا عنوة.. لكن إسرائيل صارت أرضنا".

3

خلال 90 يوما بالزيارة الأخيرة قررت الخالة منيرة أن تستقصي الأحوال عن قرب، في جلسات المسجد وحوارات الناس بالشوارع، وجدت التغلغل الإسرائيلي مهيمنا، فلسطينيات تعملن في خدمة اليهوديات بأجور مغرية "قلت لهم محروقة فلوسهم، قالولي بدنا نعيش، حياتنا قاسية"، وحين كانت تختلي بنفسها لتختلس نظرات ترد روحها عبر نسائم بحر يافا سد اليهود أمامها كل أفق "العراة محتلين الشط.. خلاص بقت بلدهم يعملوا فيها اللي عاوزينه". 

معرفة قهر الاحتلال لم تمنع شعور الصدمة والندم عند الخالة "اللي تشوفه على الطبيعة غير لما تسمع.. تحس في الظلم اللي عايشينه أهل البلد"، فأين سبيل البقاء والألم يزيد يومًا تلو الأخر بين حياة يخبرها فيها أهل زهرة المدائن عن ويل ما يلاقونه وكيف أن الاحتلال "موّت القدس"، وتحكي جارة مطلقة عن مساعدة الحكومة الإسرائيلية لها "اليهود بيدفعولي 3 آلاف شيكل أجرة البيت ويعلموا ولادي ويدفوا إلهن تأمين"، وكذلك تفعل إسرائيل مع بعض المطلقات الفلسطينيات، انزعجت الخالة لما تفطنه عن الصهاينة "بيصرفوا عليهم عشان يبقى ولاء عيالهم لإسرائيل بعد كده ويحاربونا.. هم بدهم يهدوا العرب" لكن أسفًا لم تِرد الجارة أن تصدق.

تغيرات عدة نالت من الحجر والبشر في يافا، غير أن ما شهدته العائدة لوطنها قبل أسبوع مما اسمته إسرائيل "يوم الاستقلال" كان الأقسى على نفسها خلال الشهور السابقة؛ الرايات الزرقاء تملأ شوارع يافا "مفيش حتة لا بيت ولا تاكسي كله عليه أعلام إسرائيل"، وفي الأول من مايو الجاري هجر اليهود المنازل، سكنوا الطرقات للاحتفال، لم تصدق السيدة ما يحدث، صحبها ابنها في جولة ليلية "في الميادين طلعانين سهرانين بيرقصوا"، هاجمها حزنًا جمًا، بكت كما كانت طفلة في التاسعة من عمرها، أخذت تُتمتم "هم مستقلين وأحنا منكوبين.. أبويا زي اليوم قتلوه في الـ48".

صباح اليوم التالي لاحتفال إسرائيل ببوادر دولتهم، شعرت الخالة منيرة باختناق، وجه كل يهودي بات يُذّكرها بأبيها الذي لم يتمكنوا من دفنه، صارت تتفرس في ملامح كبار السن منهم، تصيح "هو ده اللي قتل أبويا عايزة اقتله".

4

كان استقلالهم القشة التي قسمت أمل الخالة منيرة في البقاء؛ ودعت "يافاتها"، أسكنتها في روحها صورةٌ بهيةٌ لإحدى أقدم مدن فلسطيني، بعد ثلاثة أشهر إلا 4 أيام، تحصيها الخالة عددًا " قعدتهم على عنيا كأنهم 3 سنين"، قررت الرحيل "قلت لابني لو فضلت قاعدة هعمل حاجة روحني أحسن".

دون معرفة ابنها، توجهت إلى شركة سياحة، حجزت رحلة العودة إلى مصر، علم الابن فانهار باكيًا، يخبرها أنه "توسطت طوب الأرض عشان أجيبك"، وترد أنها تشعر بالكبت "البلد مبقتش بتاعتي"، انقطع رجاء السيدة من التأقلم.

قبل نحو 3 أشهر كانت الخالة منيرة تقف أمام منزلها بيافا من جديد، عقدت العزم أن تنهي ما بقي لها من أيام بأرض الوطن، بعد محاولات مضنية من الابن "كان بدي أرفع قضية على اليهود واسترد بيتي"، ذهبت إلى منزلها القديم من جديد فإذا به مستشفى لضباط الجيش الإسرائيلي "قالولي يا أمي هنحاكم مين دول صهاينة.. هنرمي فلوسنا ع الأرض"، تملكها اليأس، فيما حملت لها الأيام مزيدًا من الأسى، لذا كان قرار العودة للقاهرة حتميًا.

"الجيل اللي طالع أنسى إنه يعرف فلسطين" ترددها بعين ذابلة، تحكي وقلبها يتمزق كيف تمكن الاحتلال من نزع تلابيب الوطن من العقول "التعليم محى فلسطين، كله عبري، وحتى التاريخ شوية كلام عن الصحابة ومفيش ولا أرض ولا عرض"، تحاول الجدة السبعينية أن تحيي الأمل في جوانحها وهي تروي أنها علمت أجيال تحفظ العهد، وأن أحفادها في مصر وبلاد متفرقة لا زالوا قابضين على جمر القضية "ولاد بنتي في أمريكا لسه باعتنلي صورهم بالعلم الفلسطيني عشان ذكرى النكبة".

في المطار تُعاود التغريبة، تتحجر الدموع في عين الأم أمام حزن آخر أولادها بينما يُسمعها كلماتٌ أخيرة "أنت رايحة من عنيا المفروض تكملي هنا وأشيلك ع كفوف الراحة"، تحتضن السيدة موطنها الذي حملته في حقائبها، الذكريات ورؤية فلذات الأكباد، ومعهم مستقبل مجهول في العودة، تركب الطائرة مودعة كل شيء، حتى صورة زوجها محمود نديم شهاب الدين تركتها هناك كي تخلد روحه في يافا، فيما استبدلتها بصورة ابنها في القاهرة، بينما لا تزال تقبض على حفنة التراب الذي أحضرته من أرض المهد عسى تكون لها روحًا تؤنس غربة الباقين والراحلين كرهًا عن فلسطين.

فيديو قد يعجبك: