إعلان

لعب الأطفال حبيسة المحلات بسبب الغلاء.. في العيد "كفاية بالونة"

10:36 ص الأحد 25 يونيو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – شيماء حفظي:

تعبر حنان الشارع باتجاه محل لبيع لعب الأطفال، تقلب عينيها في الألعاب المعروضة، يبدو عليها مهتمة كثيرا بتفاصيل الأشياء، لكنها سرعان ما تغادر، ليتضح بعدها أنها كانت تقرأ الأسعار.

يناديها "سيد" – بائع المحل - إلا أنها لا تعيره اهتمامًا وكأنها تهرول، يقول سيد إن هذه ليست الحالة الأولى "أهو كل الزباين على كده.. ييجوا يبصوا وما يشتروش".

ويضيف سيد صاحب الأربعة وثلاثين عامًا:"بقالي 5 سنين في المحل ده مشفتش الناس كده..الغلا عما العينين.. العيل بييجي يفضل يختار في حاجات ولما أمه ولا أبوه يعرفوا سعرها يأخدوها من ايده ويرجعوها تاني ويمشوا".

"اشتري عروسة لحتة عيّلة 4 سنين بـ 80جنيه!" تقول أم أماني، مضيفة أن المعيشة أصبحت مرهقة جدًا، وربما لا يكفي الدخل مصاريف الشهر من الاحتياجات الرئيسية للمنزل.

وضرب الغلاء كل أسعار السلع والخدمات في مصر خلال الشهور الماضية بعد تعويم الجنيه وزيادة أسعار الوقود في نوفمبر الماضي، وهو ما أثر سلبا على حركة الاستهلاك، بعدما تراجعت القوة الشرائية للمواطنين، الذيم لم ترتفع دخولهم بنفس قدر الزيادة في الأسعار.

وتقول أم أماني – 27 عامًا – "أنا جوزي بيشتغل ورديتين علشان نقدر نمشي البيت، وفي موسم العيد كفاية أقدر أجيبلها لبس .. كفاية يوم العيد بالونة تفرح بيها ..زمن اللعب ده راح عليه".

علياء – أم لطفلين وتعمل مدرسة – قالت إنها تحاول قدر استطاعتها ألا تحرم أبنائها من عادات العيد سواء الملابس الجديدة أو اللعب :"عملت حسابي على لعبة لكل واحد، لكن اتفاجئت بالأسعار، لكن هختار أقل حاجة أقدر أجيبها".

"كفاية العيدية" تقول سماح – إنها منعت شراء لعب الأطفال، بعد حالة الغلاء التي شهدتها البلاد منذ التعويم، "أخدنا قرار في البيت أنه مفيش أي حاجة من الرفاهيات دي.. كفاية أكل وشرب ومصاريف مدارس 3 عيال..لكن العيدية دي مفيهاش كلام".

تنظف عبير – 20 عامًا- أرفف المحل يوميا كجزء من روتين عملها – ربما يدفعها الملل وعدم وجود زبائن لتغيير أماكن البضاعة من باب التسلية.

تقول عبير التي تعمل بدوام جزئي، إن أسعار اللعب تختلف حسب نوعها وحجمها :"فيه لعبة بـ 125 جنيها، هتلاقي منها حجم أصغر بـ 95 جنيها"مضيفة أنه بسبب الغلاء، الناس بقت تشتري المسدس المية اللى بـ 25 جنيها".

وأضافت أن "البيع واقف رغم إن ده موسم"، وأن السوق أصابها ركود بسبب ارتفاع الأسعار، وهو ما دفع صاحب المحل للتخلي عن زميلتها في العمل، فيما أبقى عليها لأن راتبها أقل.

في منطقة شعبية، يفترش محمد جزءا من الرصيف، يرص عددًا من السيارات والعرائس، وشخصيات كرتونية كـ"بات مان" فيما ينتظركثيرا أن يميل عليه أحد الزبائن، يدخل في نوبة "فصال" مع أحدهم ليتركه الأب وهو يردد :"دي بلاستيك آخرها يومين وتتكسر".

يقول محمد:"أنا بشوف الأطفال الصغيرين وهم بيبصوا للعب ونفسهم فيها علشان كده ببيع الحاجات الرخيصة يعني أكبر عروسة عندي بـ 45 جنيه، وعلبة المكعبات بـ 20 جنيه".

ويبدو أن التدرج في الأسعار والجودة يسير باتجاه نزولي، فبين "فرشة" محمد و "ترابيزة أحلام" فارق كبير رغم أن كليهما في الشارع، تقف أحلام وأختها بجوار "تربيزة"، وضعتا عليها عددا من اللعب صغيرة الحجم، تبدأ أسعارها من 3.5 جنيه، وأغلاها يصل إلى 20 جنيها، إلا أن ذلك لا يغير شيئًا من طبع الزبائن في الفصال – على حد تعبيرهما.

تقول أحلام:"احنا بنبيع أحسن من المحلات علشان الحاجات أرخص، الحاجات دي بتتعمل هنا علشان كده مش غالية، والأمهات بيقولوا أهي كلها لعب".

وعن اتهام أصحاب المحلات بأنهم سبب حالة ركود بضائعهم، قالت أحلام:"احنا منقدرش نشتري بضاعة غالية، تمنها غالي علينا قبل ما يكون غالي على الزبون".

فيديو قد يعجبك: