أستاذ شريعة يوضح الحكمة من ذبح الأضحية

كتبت - سماح محمد:

ورد سؤال إلى الدكتور محسن محمد أحمد على - أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الفيوم - من أحد متابعي برنامج "بريد الإسلام" المذاع عبر إذاعة القرآن الكريم يقول: "ما حكم الأضحية وما مدى مشروعيتها؟".

فاجاب محسن قائلاً: إن الأضحية هى ما يذبح أيام عيد الأضحى تقربًا لله عز وجل، لقول الله عز وجل: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}.. [الحج : 34].

وتابع فضيلته أن الأضحية تكون من الإبل والبقر والأغنام، أما سبب تسميتها بالأضحية فهو نسبة لوقت الضحي، وهو الوقت المشروع لبداية الأضحية، مشيرًا إلى تعدد الأدلة على مشروعيتها ومنها قول الله عز وجل: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}، ولما روي عن أنس قال ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن ذبَحَ قبل الصَّلاةِ فإنَّما يذبحُ لنَفْسِه، ومَن ذَبَحَ بعد الصَّلاةِ فقد تَمَّ نسُكُه وأصاب سُنَّةَ المُسْلمينَ".

وأضاف أن العلماء اختلفوا في حكم الأضحية، فعلى قول الجمهور أنها سنة مؤكدة واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم "إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئا"، وقال صلى الله عليه وسلم "ثَلاثٌ هُنَّ عَلَيَّ فَرَائِضُ وَهُنَّ لَكُمْ تَطَوُّعٌ النَّحْرُ، وَالْوِتْرُ، وَرَكْعَتَا الضُّحَى"

وذكر أن الحنفية قالوا إن الأضحية سنة واجبة على القادر، واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم لأن الأصل الاقتداء بالنبي، موضحًا أنه ليس على الحاج أضحية.

وأكد أن الحكم من الأضحية كثيرة؛ ومنها شكر الله عز وجل على نعمه، والتقرب إلى الله عز وجل بامتثال أوامره سبحانه وتعالى بذبح الأضاحي، أيضًا إعلان التوحيد بذكر اسم الله عز وجل عند ذبحها، ودليل على التصديق المطلق بما أخبر الله عز وجل والإيمان المطلق وطاعة الله عز وجل، وإطعام الفقراء والمساكين، والتوسعة على الأهل، وإحياء سنة إبراهيم عليه السلام حين أمره الله عز وجل بذبح الفداء عن ولده اسماعيل عليهما السلام.