إعلان

كيف يجب تغذية مريض الغيبوبة الكبدية

مريض-الغيبوبة-الكبدية

كيف يجب تغذية مريض الغيبوبة الكبدية

12:06 م الإثنين 08 سبتمبر 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كتب: د/ شريف البحيرى

استشاري التغذية الاكلينيكية بجامعة إيست كارولينا. الولايات المتحدة


هل لاحظت يوما ما على احد من أصدقائك او أقاربك يعاني من مرض في الكبد انه بدأ يفقد تركيزه ، ويقوم بحركات لا إرادية ، يثقل لسانه عن الكلام تارة او عن التعبير تارة اخرى ، ينام لساعات طويلة او يفقد الوعي تماماً بعض الأحيان. اذا تأكد انه يعاني من أعراض الغيبوبة الكبدية.

ويعد ارتفاع نسبة الأمونيا بالجسم نتيجة فشل الكبد من التخلص منها هو من اهم أسباب هذه الأعراض ، تصدر الأمونيا عن تكسير الأحماض الامينية (المكونة للبروتينات) اللازمة للجسم واللازمة للعمليات الحيوية للإبقاء على الجهاز المناعي.

قد يستعيد المريض وعيه تماماً بعد عدة ايام من العلاج وقد تصاحبه بعض الأعراض لفترة مزمنة او قد تعود الغيبوبة من جديد ووقتها قد تكون أشد من التي قبلها. وفي هذه الأثناء ينصح من الأطباء بنظام غذائي معين .

وشائع خطأ في مصر ان منع استهلاك المريض لأي بروتينات حيوانية يقلل من نسب الإصابة بأعراض الغيبوبة. ولكنه على العكس ، حيث ان المريض بعد ذلك يدخل في مرحلة عدم توازن في نسبة النيتروجين المطلوبة ونقص في مناعة الجسم مما يجعله عرضة لالتقاط عدوى وحدوث التهابات حادة في اجهزة الجسم المختلفة ويكون اكثر عرضة لحدوث حالات الغيبوبة .

حسب تقرير الجمعية الامريكية لدراسة أمراض الكبد فإن ٧٥٪ من مرضى الغيبوبة الكبدية يعانون من سوء تغذية خاصة للبروتينات وفقدان للكتلة العضلية. حظر البروتين الحيواني عن مرضى الغيبوبة الكبدية بصفة خاصة والتليف الكبدي عامةً ضار جداً للمريض حيث ان متطلباته في هذه المرحلة من البروتين تكون اكثر من متطلبات الشخص الصحي. وتحديد النسبة العضلية للمريض في هذه المرحلة استناداً على الوزن والطول هو خطأ آخر شائع نظرا لوجود عوامل أخرى تعطي نتائج مغلوطة مثل تجميع المياه في الأنسجة والاستسقاء وزيادة هرمون "الاستيروجين" ، ولذلك يجب الاستناد الى قياس القوة العضلية وسمكها في أماكن مخصصة في الجسم لتحديد وجود سوء تغذية من عدمه . اذا كيف تتم تغذية مريض الغيبوبة الكبدية ؟

هناك معايير وضوابط دولية لتغذية مرضى الغيبوبة الكبدية سواء اثناء الغيبوبة او بعد الإفاقة منها وتنصح بما يلي:

- يتم اختيار طريقة تغذية المريض حسب درجة وعيه ويجب ان تتم بدون اي تأجيل وبمتابعة دقيقة من أخصائيين التغذية الاكلينيكية .
- يحتاج المريض من ٣٥ الى ٤٠ كيلو سعر حراري لكل كجم من وزنه الجاف يوميا‪.‬
- الجلوكوز هو اسهل وأوفر مصدر للسعرات الحرارية المطلوبة ولكن لا يجب الاعتماد عليه منفردا في تغذية المريض.
- إمداد المريض بوجبات غذائية صغيرة الكمية موزعة خلال اليوم مع الحفاظ على وجبة صغيرة في الليل.
- يجب الابتعاد تماماً عن وجود فترات طويلة من دون طعام‪.‬
- إمداد المريض بالفيتامينات والمعادن اليومية الاساسية(وأهمها الزنك) و تعويض اي فاقد منها بحسب نتائج التحاليل‪.‬
- الإقلال من إعطاء سوائل قليلة الصوديوم حتى لا يصاب المريض بنقص الصوديوم في الدم‪.‬
- هناك إجماع في التوصيات الدولية انه لا مكان لجملة "غذاء قليل البروتين الحيواني" في علاج مرضى الغيبوبة الكبدية ، وعليه فإن إعطاء المريض مشتقات الحليب ومنتجاته مع بعض البروتين النباتي في خلال اول يومين من حدوث الغيبوبة قد يفيد المريض مع الحفاظ على الحد الأدنى من متطلبات البروتين اليومية من ٠.٥ الى ٠.٨ جم لكل كجم من وزنه الجاف.
- بعد استخدام كل طرق العلاج للغيبوبة وفي حالة استمرار حالة الوعي بدون تحسن يتم استبدال البروتينات بمكملات غذائية مليئة بالأحماض الامينية متفرعة السلاسل للحفاظ على الحد الأدنى من متطلبات البروتين اليومية والحفاظ على توازن النيتروجين في الجسم حتى يسترجع المريض درجة وعيه
- بعد ذلك يحتاج المريض الى بروتين يوميا وباستمرار من ١.٢ الى ١.٥ جرام لكل كجم من وزنه الجاف .
أخيرا يجب على كل من تم تشخيصه قبل ذلك بالغيبوبة الكبدية ان يحافظ على الحد الأدنى اليومي من متطلبات البروتينات الحيوانية لضمان عدم نقص الكتلة العضلية والمناعة مع استمرار استشارة الطبيب لأنسب طرق العلاج والتغذية . مع تمنياتنا لكم بدوام الصحة.

إعلان

إعلان

إعلان