إعلان

ما حدود إصلاح سيارتك بنفسك؟

03:11 م السبت 26 مايو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

برلين - (د ب أ):

تزخر السيارات الحديثة بالعديد من الأنظمة والتقنيات، التي جعلت من إجراء عمليات الإصلاح أمراً معقداً بالنسبة للسائق العادي. وبوجه عام توجد بعض المكونات التقنية، التي يمكن للشخص العادي فحصها وإصلاحها في بعض الأحيان بكل سهولة، وهناك مكونات أخرى تستلزم توافر معرفة وخبرة تقنية، فضلاً عن أن هناك مكونات ينصح الخبراء بعدم الاقتراب منها، مثل الأجزاء المتعلقة بسلامة السيارة والركاب بشكل مباشر.

وأوضح يورغن فولتس، الخبير لدى الهيئة الفنية الألمانية لمراقبة الجودة (TÜV Süd)، أن صعوبة إجراء أعمال الإصلاح بالسيارات الحديثة ترجع إلى تعقيدات الأنظمة التقنية بها، بالإضافة إلى اعتماد السيارات الحديثة بشكل أكبر على الشبكات.

تقنيات حديثة .. مخاطر جديدة

علاوة على أن التقنيات الحديثة تجلب أحياناً مخاطر جديدة؛ حيث يوصي توماس كاسمان، الخبير لدى هيئة الفحص الألمانية (GTÜ)، بالابتعاد عن أضواء الزينون بسبب الفولطية العالية؛ إذ يصل الجهد الكهربائي بها إلى 20000 فولط.

ومن جانبه، قال ديتمار كلايسترس، من الرابطة الألمانية لصناعة السيارات KFZ، إن المهام، التي تبدو بسيطة مثل تغيير البطارية، قد تؤدي إلى مشاكل صعبة؛ حيث تتطلب بعض السيارات بعد تغيير البطارية إعادة برمجة آلية رفع النوافذ الكهربائية، أو مفتاح التشغيل الإلكتروني.

وبالطبع تختلف كل سيارة عن أخرى من حيث تعقيدات مكوناتها التقنية. وأضاف كلايسترس أن المرء أمامه فرصة أكبر لإجراء إصلاحات بنفسه مع السيارات الصغيرة مقارنة بموديلات الصالون الفارهة. ومع ذلك يلزم توخي الحرص والحذر؛ فالأجزاء الإلكترونية غالباً ما تكون أقل سعراً من الحلول الميكانيكية. لذا فإن المكونات تعوض بمثيلتها إلى حد ما، كما أن تغيير شمعات الإشعال يتطلب بعض المعرفة والخبرة عند العمل على جميع السيارات تقريباً.

وأضاف كاسمان أن الهواة قد يقودون إلى مشاكل لا يمكن التغلب عليها عند إصلاح كشافات السيارة، والتي يتم تصميمها في الغالب بحيث يتم فك جميع الأجزاء قبل الوصول إلى اللمبات. ويتعين على هواة الإصلاح، الذين يشكون في قدرتهم على تغيير المصابيح بأنفسهم، الرجوع إلى دليل السيارة، والذي يوفر معلومات حول إمكانيات وكيفية تغيير لمبات الإضاءة.

ومن خلال ذلك يتضح قيام الشركات العالمية بتصميم أجزاء موديلاتها بشكل معقد نسبياً، كي تحقق أرباحاً من خلال أعمال الصيانة والإصلاح اللاحقة على السيارات في الورش الفنية المتعاقدة معها ومن خلال بيع قطع الغيار الأصلية. وفي الكثير من الحالات ترجع صعوبات الإصلاح إلى أولويات التصميم. وبالنسبة لحالة المصابيح الكهربائية فقد تحسن الوضع نسبياً منذ الالتزام بمواصفة الاتحاد الأوروبي، التي تنص على ضرورة أن يتم استبدال مصابيح ولمبات الإضاءة بسهولة نسبياً.

وأوضح كلايسترس أنه يمكن فحص ضغط الهواء والماء ومستوى الزيت بشكل شخصي، ولكن لابد من معرفة مكان عصا قياس مستوى الزيت، كما يتم وضع خزان الماء في بعض الموديلات تحت المصدم، ويمكن الحصول على أنصال مساحات الزجاج دون الرجوع إلى دليل السيارة، وحتى إجراء عملية الاستبدال دون مشاكل.

ومن الأعمال، التي يمكن للسائق القيام بها بنفسه، تغيير فلتر الزيت والهواء وتغيير زيت المحرك، علاوة على أنه يمكن تغيير أو ملء مادة التبريد، وأضاف الخبير الألماني كلايسترس أن تغيير فلاتر المقصورة الداخلية أو فلتر حبوب اللقاح من الأعمال غير المعقدة، ويعتبر الخبراء أيضاً أن تغيير كاتم الصوت بنظام العادم من الإصلاحات البسيطة.

مكابح يكتنفها الغموض

وتعد المكابح من مكونات السيارة، التي يكتنفها بعض الغموض؛ فعلى الرغم من أن تغيير أقراص وتيل المكابح لا يعتبر من الأعمال الصعبة في حد ذاته، إلا أن العمل في هذه المكونات يحمل مخاطر تتعلق بالسلامة، على حد قول كلايسترس؛ حيث ينصح بالابتعاد عن جميع الأجزاء المتعلقة بسلامة السيارة والركاب. ولكن فولتس ليس بهذا التشدد؛ حيث يرى أن الهواة يمكنهم إجراء مثل هذه الأعمال، ولكنه يشترط توافر بعض الخبرة والمعرفة التقنية اللازمة.

ويتشابه هذا الوضع مع نظام تعليق السيارة؛ حيث أوضح كاسمان أن العمل بها صعب، ولكنه في نفس الوقت ممكن، ولكن يلزم الحذر؛ لأن النوابض لابد أن تكون تحت الشد المسبق، كما أنها تتطلب أدوات خاصة. ويحذر فولتس في الوقت ذاته من الاقتراب من أنظمة التعليق المعتمدة على نظام التحكم الإلكتروني بممتص الصدمات.

وينصح الخبراء الألمان بالابتعاد عن المشاكل التقنية الصعبة، إلا التي تتطلب بعض المعرفة التقنية البسيطة، حتى أن بعض الموديلات لا يمكن التدخل في تغيير العجلات بها؛ حيث أنها تكون متصلة بإلكترونيات السيارة. كما يمكن الإضرار بأنظمة مراقبة ضغط هواء الإطارات (RKS)؛ حيث يلزم تغييرها لدى الورش الفنية المتخصصة.

فيديو قد يعجبك: