حوار- مخرج "القطط الصغيرة": الفرقة رمز للرومانسية وفكرت في نهاية كئيبة بسبب "الإخوان"
حوار- منى الموجي:
عمل لفترة صحفي في "الأهرام ويكلي"، بعد أن درس الصحافة في الجامعة الأمريكية، إلى جانب دراسته للمسرح. بهرته قصص سمعها عن فرقة موسيقية وظن أنها خيال، فبحث ودقق حتى تأكد أن كل ما سمعه ليست حكاوي مبالغ فيها، هو المخرج الشاب شريف نخلة الذي أخرج فيلما وثائقيا طويلا عن فرقة "Les Petits chats" أو "القطط الصغيرة"، واحدة من أشهر الفرق الموسيقية التي تكونت مع نهاية الستينات واستمرت لسنوات طويلة محققة نجاحا يُضرب به الأمثال.
ورغم أنها تفككت، إلا أن كل عضو انضم إلى الفرقة نجح بعد الخروج منها في تحقيق نجاحه الشخصي، فتيمور كوتة أسس شركة "صوت الدلتا التي أنتجت ألبومات لكبار المطربين من بينهم عمرو دياب ومحمد منير. هاني شنودة حقق نجاحات تجارية مع عدد كبير من المطربين إلى جانب تكوين فرقة المصريين، لوكس عازف الساكسفون فتح أول شركة للأجهزة الاليكترونية، التي تُستخدم كـ"ون مان شو"، وكانت أحد الأسباب التي قتلت مجال الفرق، حيث بدأت المطاعم تستعين بفرد أو اثنين يمتلكان هذه الأجهزة بدلا من الاستعانة بفرقة كاملة، وهناك من احترف الغناء في الخارج وشارك المغني الإيطالي الشهير بافاروتي الغناء.
يقول شريف في حواره مع "مصراوي": "كتبت أكثر من مقال عن الفرقة، وعندما كنت أرى صور أعضاءها وطريقة لبسهم كنت أظن أنه في لبنان لا في مصر، وزادت دهشتي عندما قيل لي إن الشعب كله كان يرتدي هذه الملابس، وفكرت في عمل فيلم وثائقي، بعدما انتهيت من فيلمي الأول المعجزة، ورغبت ألا يكون فيلم تعليمي تقليدي، وبعد الإعلان عن عودتهم في 2009، قررت تأجيل مشروع الفيلم الروائي الطويل الذي فكرت فيه، والبدء في تنفيذ فيلمي عن الفرقة".
يشير شريف إلى أن مؤسس الفرقة "يوسف فرنسيس" هو أبوه الروحي، لافتا إلى أنه اعتقد أن تنفيذ الفيلم لن يستغرق أكثر من شهرين، وخطط لتصوير الحفل الذي سيشهد عودتهم، والبروفات التي يستعدون فيها للحفل، إلى جانب وضع بضعة دقائق من لقاءات مع أعضاء الفرقة، وحصل على الاتفاق باستغلال الحفل فيلمه، إلا أن الحفل تم إلغاؤه وتأجل الحلم.
"فرقة فظيعة"، يعتبرها شريف أحسن فرقة تكونت في مصر، ارتبط بها الجمهور لفترة طويلة، رغم أنها لم تقدم مؤلفات خاصة بها، ولا تغني أغاني عربية، ويعتبرها الجمهور رمز لأيام الرومانسية في السبعينات، "وحتى أنقل هذه الروح كان عليا البحث عن تلك الفترة والاقتراب منها، لمعرفة سر نجاحها رغم أن تأسيسها جاء في أيام صعبة، نكسة 1967 وحرب 1973، وهو ما يثبت أن الأوقات الصعبة أحيانا تتسبب في خروج أشياء حلوة".
وحول سبب اختياره لفرقة "القطط الصغيرة" تحديدا دون غيرها، يقول "بعدما غادرت الفرق الأجنبية مصر، التف الجميع حول القطط الصغيرة، وأكثر ما جذبني لها أنها فرقة مختلفة عن الفور إم والمصريين، مختلفة عن ثقافة المجتمع والجمهور، عزفت في أحسن المطاعم، وكان يأتيها أسبوعيا حوالي 4 آلاف متفرج لمدة سنين".
يراهن شريف على أن الجمهور سيحب مشاهدة فيلمه، من منطلق الرغبة في المعرفة والوقوف على تفاصيل الفرقة التي يعرفون بعض أعضاءها، مثل الفنان عمر خيرت والفنان عزت أبوعوف، مضيفا "سيتساءلون كيف جمعت الفرقة بين خيرت وأبو عوف، والفيلم خفيف وفرايحي وكله مزيكا، ويحمل قصة نجاح مجموعة شباب، كانوا يأكلون وجبة واحدة في اليوم، حتى جاءتهم الفرصة للشهرة، ثم احترف كل منهم وأخذ طريق مختلف، بعد توقف نشاط الفرقة".
يتابع "لم أصدق أن عمر خيرت كان يلعب على الدرامز لا البيانو، وبحثت عن تسجيلات قديمة للفرقة وانبهرت من أدئه، وأثناء تصوير الفيلم عندما بدأ اللعب لم يستطع أن يجيده، لكن بعد أسبوعين من التدريب وجدته درامر رهيب"، ويلفت شريف إلى أن فترة الإعداد للفيلم استغرفت 6 سنوات، خاصة وأنه لم يجد منتج يتحمس لتمويل الفيلم، فأسس شركة لخدمات فنية، يحقق منها الربح المادي الذي يمكنه من إنتاج الفيلم.
كان القطع الأول للفيلم ساعتين ونصف، "فكرت في جعل النهاية وهم يجلسون على أريكة في بيت أحدهم ويشاهدون فيديوهات لهم وهم يبكون، وكنت وقتها متأثر بما تعيشه مصر من أحداث في فترة الإخوان لكن تراجعت، لأنها نهاية كئيبة، وقررت أن يكون الفيلم موسيقى ومرح بعيدا عن السياسة، وتمكنت من الوصول به إلى 80 دقيقة"، مشيرا إلى أن الفيلم عُرض في أكثر من مهرجان والجمهور في عدد من الدول حتى الغير عربية تأثروا به، وساهم في نقل صورة مختلفة عن العالم العربي، الذي يتخيلونه لا يعرف شيئا سوى الإرهاب والدم، لكن في الفيلم رأوا موسيقى وروح حلوة، بحسب تعبيره.
يطرح الفيلم سؤال، هو هل سينجح أعضاء الفرقة بعد عودتهم في إعادة الرومانسية التي اشتهروا بها، وهو ما شجعهم على العودة بتقديم عدة حفلات –بدون عمر خيرت-، وبالفعل زاد عدد جمهورهم، ولا يقتصر الحضور على من يعرفونهم ويريدون استعادة ذكريات الشباب معهم، بل انضم جمهور جديد من الشباب يملأ القاعات التي تستقبل أعضاء الفرقة.
يشعر شريف بالفخر لكونه كان سببا في عودة الفرقة، واستمرارها، لافتا إلى أنهم يقدمون حفلة كل شهرين، تشهد إقبالا كبيرا من الجمهور.
شريف نخلة انتهى من كتابة سيناريو مسلسل كوميدي اسمه "فلافل الشيخ"، ويخطط لإخراج أول فيلم روائي طويل، يحمل اسم "بنت الجيران" من بطولة أحمد الفيشاوي، وهو فيلم تجاري فولكلوري، يجهز له منذ عام 2009، وأجرى أكثر من تعديل على نسخته الأولى، ويتحدث عن عالم الموسيقى العربية القديمة والجديدة، وعن مشاكلها.
فيديو قد يعجبك: