إعلان

وجدي الحكيم .. مكتشف النجوم و"مؤرخ الفن" في الزمن الجميل – فيديو وصور

09:48 م الإثنين 16 يونيو 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

رحل عن عالمنا اليوم، الاثنين، الإعلامي وجدي الحكيم، عن عمر ناهز 80 عاما، عقب إجراء عملية جراحية في أحد المستشفيات بالعاصمة البريطانية لندن، ليترك لنا إرثا مليئا بالذكريات لكبار الفنانين والفنانات.

يعتبر بمثابة الصندوق الأسود، للكثير من الشخصيات سواء من الفنانين أو السياسيين، والمؤرخ لحكايات الوسط الفني في الزمن الجميل، حيث يعرف عن أبطاله الكثير، وشاركهم السعادة والألم.

كان وجدي الحكيم، الذي رحل عن عالمنا اليوم عن عمر ناهز الثمانين عاما، من أكثر الأصوات المميزة في الإذاعة، حيث قضى حوالي 60 عاما خلف الميكروفون، فانتظر المستمعون برامجه في الإذاعة بشغف شديد، ليستمعوا إلى المعلومات والأسرار التي يكشف عنها.

كان الحكيم يعتز بكونه فارسا من فرسان الزمن الجميل، الزمن الذي بذل فنانوه ونجومه كل جهودهم لتقديم فن هادف راقي، يسعد الجمهور ويرتقي بأفكارهم وأخلاقهم، فتحول هو إلى وسيلة للتقريب بين الفنانين وعشاقهم، عن طريق قلمه وميكروفونه.

- الحكيم والذبابة:

التحق الحكيم بالكلية الحربية تلبية لرغبة والدته، إلا أنه لم يستطع تحمل شدة وقسوة الحياة الحربية، فانتقل إلى كلية الشرطة، وبسبب ذبابة في طابور الصباح، أثار غضب أحد الضباط والذي أطلق عليه الكلاب عقابا على حركته المتكررة لهش الذبابة، فقام بالركض والقفز مع على سور الكلية، راحلا بلا عودة، مودعا الحياة العسكرية التي رغبت فيها والدته.

تحول بعدها إلى طالب في كلية الآداب قسم الاجتماع، وتعرف هناك على عدد كبير من اصدقائه الذين كانوا فنانين صاعدين في ذلك الوقت، ومن بينهم "فؤاد المهندس، وبليغ حمدي، ويوسف عوف، وسمير خفاجي، وعبد المنعم مدبولي، وأبو لمعة".

الحكيم والإذاعة

سمع الإعلامي الكبير أحمد طاهر عن جلسات الحكيم وأصدقائه في كافيتريا كلية آداب، فقام بزيارة مفاجأة لهم، وتعرف عليهم فأعجب بهم، وحاول وضع كل منهم في مكانه المناسب، ليستفيد من موهبته.

اكتشف طاهر موهبة "الحكيم" في الاستماع، وقدرته على خلق جو من المرح في كتابة ما يقصوه عليه، فحدد موعدا لمقابلته في الإذاعة، ومن هنا انطلقت مسيرته الإذاعية.

الحكيم وعبد الوهاب

كان أول تكليف للحكيم في الإذاعة، هو إجراء مقابلة مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وحضور تسجيله لأغنيتين، ولم يكن لقائهما الأول جيدا كما رغب الحكيم، فبسبب تأخره عن موعده لأكثر من ساعتين استاء عبد الوهاب كثيرا، ولامه على تأخره، إلا أنه أجرى معه المقابلة، ونصحه باحترام مواعيده، والابتعاد عن الأعذار والحجج.

الحكيم وثومة

بدأت علاقة الحكيم بكوكب الشرق أم كلثوم عن طريق الصدفة، ففي إحدى حفلاتها بحديقة الأزبكية، طلبت ثومة رؤيته، وكانت تعتقد أنه الإعلامي أحمد فراج، فأصلح لها الخطأ وبدأت علاقتهما معا، حتى أقنعها الحكيم بتسجيل مشوار حياتها بصوتها، ويعد هذا التسجيل هو الوحيد لكوكب الشرق.

وأكد الحكيم في أحد حواراته أن أم كلثوم كانت شخصية متواضعة جدا، لم تحاول ابدا إخفاء ماضيها، أو طمس معالمه، فكانت تعترف بفقر عائلتها عندما كانت صغيرة، ولم تحاول انكار اصلها أو كونها من قرية صغيرة، بل على العكس كانت دائما فخورة دائما بمسقط رأسها، وكانت ترعى ابناء قريتها وتعرفهم بالاسم، وتسأل دائما عن أخبارهم.

وقال الحكيم عن أم كلثوم، إنها تتسم بعادات المرأة المصرية الفلاحة الأصيلة، التي ترفض استقبال رجل غريب وهي بمفردها في المنزل، ولم تختلط بنجوم الوسط الفني، وغيرها من العادات.

حكايته مع العندليب

جمعت بين وجدي الحكيم وعبد الحليم حافظ، علاقة صداقة قوية، فقال عنه: "كان المطرب الذي استطاع جمع الصفوة حوله، ومن بينهم بليغ حمدي، كمال الطويل، محمد الموجي، وغيرهم"، مؤكدا أن حليم كان يسعى لخلق عائلة ثانية لنفسه، بسبب حرمانه من والده ووالدته، والمعاناة التي عاشها منذ الطفولة.

ومن شدة قربهما وقوة علاقتهما، كانت الحكيم أخر من سمع صوت عبد الحليم، وأسمعه للجمهور، فجمعت بينهم مكالمة على الهواء مباشرة، وروى الحكيم قصة هذه المكالمة في حوار له، فقال "إن بعد اشتداد مرض حليم في الفترة الأخيرة، انتشرت الشائعات حول وفاته، فطلب منه حليم أن يذيع مكالمة تليفونية تجمع بينهما على الهواء مباشرة.

وهذا ما ورد في المكالمة التي لم تتجاوز الدقيقة ونصف "يا وجدى.. إزيك يا وجدى.. وحشتنى ووحشتني كل حاجة في مصر.. كل حاجة.. سلم لي على مصر أوى يا وجدى.. بوس لي كل حاجة فيها.. بوس لي تراب مصر يا وجدى.. بوس لي الكبير والصغير، وأنا إن شاء الله هعمل عملية صغيرة يوم 26 ولا 27 وراجع.. وفي تقدم كبير يا وجدي، وبعد العملية جاي على طول.. بوس لي مصر يا وجدى".

الحكيم والسندريلا

أكد وجدي الحكيم، أن سعاد حسني كانت خجولة جدا، موضحا أن اسعد لحظاتها كانت عندما طلب منها المخرج صلاح أبو سيف تجسيد دور "فاطمة" في فيلم "الزوجة الثانية، فيقول: "كادت سعاد في ذلك الوقت أن تطير من السعادة، ورغبت في الرقص طوال الوقت لفرحتها الشديدة، لاعتراف أبو سيف فنيا بها".

ولفت إلى معاناتها الشديدة في ذلك الوقت، لأنها دخلت الفن في فترة كانت مليئة بالنجوم والنجمات الكبار، مثل فاتن حمام وشادية، وغيرهن من النجمات، لخص الحكيم احساس السندريلا بالحياة، قائلا "كانت تشعر دائما بعدم الأمان، والوحدة، وبعد وفاة صلاح جاهين زاد هذا الإحساس بداخلها".

الحكيم وعبد الناصر

كشف "الحكيم" في إحدى ندواته عن عشق الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لكوكب الشرق أم كلثوم، فكان يحرص على تواجدها، في كل الحفلات والمناسبات، كما طلب منها إحياء حفل زفاف ابنته هدى في حديقة الأزبكية، وبحسب الحكيم، فقد عشق ناصر فريد الأطرش، وفضل صوته وموهبته عن عبد الحليم، كما منحه قلادة النيل تقديرا لجهوده في الفن.

جرأته

اتسم وجدي الحكيم بالجرأة، فكان ينتقد وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف، ويقول أنه يكره النجاحين، ويحقد ويغير من الجميع، ووصف الإعلام المصري من بعد ثورة يوليو عام 1952 بالإعلام الموجه، الذي يضع خطوط حمراء وقيود أمام العاملين به.

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان