إعلان

إلى الأمان: ويبقى الرهان على الشعب المصري

إلى الأمان: ويبقى الرهان على الشعب المصري

10:38 ص الإثنين 23 نوفمبر 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - اللواء الدكتور محسن الفحام:

في الوقت الذي يمر فيه الوطن بظروف استثنائية غير مسبوقة وتحديات اقتصادية وسياسية نتيجة هذا الاستهداف الذي أصبح واضحاً للجميع .. يبقى الرهان دائماً على الشعب المصري الأصيل .

انطلقت المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب القادم وسط أجواء من الزخم الإعلامي والشحن المعنوي لجميع فئات الشعب رجالا ونساءً وشبابًا لحثهم على المشاركة بفاعلية في تلك المرحلة بنسب أفضل من سابقتها مستغلين في ذلك ما تتعرض له البلاد من مؤامرات خارجية وداخلية جعلتها مادة دعائية يستغلها بعض المرشحين لتدعيم موقفهم الانتخابي .

وللمرة الثانية كانت هناك العديد من الجولات التي قام بها قيادات حزب حماة الوطن لمؤازرة وتدعيم مرشحيهم في تلك المرحلة ولكنني لا أخفي على حضراتكم انني رأيت العجب العجاب خلال تلك الجولات وصل إلى حد الضحك المبكي أحياناً والذي تسبب فيه بعض المرشحين الذين كانوا يتبارون لبيع الوهم لأبناء دوائرهم معتقدين أنهم بذلك سوف يكسبون تأييدهم ودعمهم ولكنه غاب عليهم ان هذا الشعب قد استفاق من غيبوبة استمرت عدة سنوات كان خلالها المرشح لعضوية البرلمان يفرض على أهل دائرته شاء من شاء و أبى من ابى .

رأيت أحد المرشحين المفوهين سياسياً يهاجم سياسة الرئيس الروسي بوتين بالأمس وفي اليوم التالي مباشرة يعلن أنه "راجل من ظهر راجل" – لقد رأيت و سمعت ذلك بنفسي – والغريب أنه كان يتحدث في أحد المؤتمرات الجماهيرية الحاشدة التي يئن أهلها من مشاكل الصرف الصحي وتلوث مياه الشرب وبطالة الشباب والإهمال الصحي ولم يسمع معظمهم عن بوتين أو عن روسيا أصلاً.

رأيت أحد المرشحين يباهي بالولائم والعزومات الفاخرة و السيارات الفارهة لكي لا يعطي فرصة لأحد بعدما ينجح في تلك الانتخابات ان يسأله عن اي طفرات او مكاسب يحصل عليها مستقبلاً من منطلق انني غني اصلا.

رأيت أحد المرشحين يباهي بإظهار علامات العوز والاحتياج و الفقر ليستدر تعاطف الناخبين معه وهم يعلمون أنه يظهر ما لا يبطن ويحاول ان يسعى إلى إقناعهم بأنه يهدف إلى تحقيق منافع ومكاسب في المستقبل يغدق من خلالها على ناخبيه .

على صعيد أخر فقد رأيت وجوهاً مشرقة من المرشحين خاصة الشباب والنساء يجاهدون بأقل الامكانيات للنجاح لتحقيق آمال وطموحات يشعرون من خلالها انها سوف تكون البداية الحقيقية لانطلاق هذا الوطن إلى افاق المساواة والحرية و العدالة الاجتماعية.

سألت إحدى السيدات المرشحات عما تسعى إلى تحقيقه فكان جوابها دون تفكير أسعى إلى تأمين مستقبل أبنائي وأحفادي – وهي تقصد بذلك الشباب والأطفال من الاجيال القادمة - وسألت أحد الشباب فكان جوابه لأنني اشعر أننا غيبنا عن اداء دورنا في هذا الوطن سنوات طويلة تم خلالها تجريف شعورنا بالانتماء والولاء له جعل همنا الأول الهجرة إلى الخارج للبحث عن فرصة عمل في هذا العالم الخارجي الذي أصبح مجهولاً لنا تماماً حالياً وذلك بسبب تلك الهواجس التي زرعت في نفوس الدول الاوربية تجاه اي قادم من دول الشرق الاوسط حتى لو كان بسبب السياحة أو العمل.
وفي الحقيقة فأنني لم اهتم بسؤال رجال الأعمال أو الشخصيات العامة التي دفعت بنفسها للدخول في تلك المعركة الانتخابية لأنني أنا وحضراتكم تعرفون الإجابات الجاهزة على هذا السؤال ولعل أبرزها أننا نسعى إلى النهوض بعجلة الإنتاج وتشجيع الاستثمارات والانطلاق نحو العالمية و اللحاق بركب الحضارة.. تلك امانيهم ولهم أقول "أفلح إن صدق".

إذن فليكن الرهان أيها الشعب المصري الفاهم الواعي على من ترونه أميناً مخلصاً في أهدافه .. صادقاَ منطقياً في وعوده.. يعرف الحدود والإمكانيات التي يمكن ان يتحرك فيها و يحقق من خلالها امال من انتخبوه .

هذه المرحلة هي الأخيرة من استحقاق الدولة ليكتمل بها أركانها الثلاثة ( الرئاسة – الدستور – البرلمان ) فليكن اختياركم دقيقاً وحاكماً حتى ولو كان صادماً للبعض طالما رأيتم أن من ستختارونه هو الأجدر والاكفأ للدفع بعجلة البلاد إلى التنمية والرخاء والاستقرار.

إن الرئيس عبد الفتاح السيسي في أشد الحاجة إلى برلمان قوى جرئ قادر على إصدار قوانين وقرارات حاسمة وحازمة طالما جاءت في صالح البلاد والعباد لتعبر به و معه هذا الجسر من مرحلة التشكك و التشكيك إلى مرحلة البناء والتعمير والعطاء بلا أهداف أو أهواء شخصية بل إلى مرحلة الانصهار في حب هذا الوطن وحمايته من دهاليز الظلام وأعداء الحياة في الداخل و الخارج.. وتحيا مصر.

إعلان