إعلان

البابا وشيخ الأزهر.. أخطاء تستدعي التدقيق

الكاتب هاني سمير

البابا وشيخ الأزهر.. أخطاء تستدعي التدقيق

01:46 م السبت 27 ديسمبر 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - هاني سمير:

طفل في بداية عقده الثاني من العمر يرتدي جلبابه، ينظر يسارا يجد كاهن الكنيسة وكأنه رأى مرشده وأبيه وقدوته، ينتفض من على الأرض ويهرول نحوه ليقبل يده ليأخذ بركته يستمع لنصيحته في أمر ما.

حينها ربما لا يستطيع هذا الطفل النوم من سعادته وإن حدث واستطاع تراوده الأحلام السعيدة كم هو محظوظ فقد رأى اليوم قس الكنيسة.

هذا هو الحال للمواطن المصري المسيحي لا يختلف عنه كثيرا لدي المواطن المسلم، نحن نبجل رجال الدين ونحترمهم، نحن شعب يحب الدين ويجب رجاله.

لكن على رجال الدين أن يدركون ذلك وأثره جيدا، كلمة واحدة منهم ربما تجعل أشخاصا أكثر حبا للوطن وبكلمة أخري تحوله لشخص يقتل زعما منه أنه بذلك سيرضي الله.

الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، تحية لموقفكم المناهض لأفعال داعش من رفض وتنديد، وأن هذا لا يمت للإسلام بصلة، لكن كل ذلك ذرته الرياح برفض الأزهر تكفير هذا التنظيم البغيض كان ذلك كارثة بكل المقاييس.

أنا أرفض تكفير أي شخص لكن لا أقبل أن يتوارى هؤلاء الشواذ فكريا خلف ستار الدين، ويكون موقف أكبر مرجعية إسلامية في الشرق الأوسط والعالم وهو الأزهر الشريف رفض تكفيره هذا ما يحتاج للمراجعة.

أتذكر فتوى الشيخ الغزالي - أحد دعاة الفكر الإسلامي، بأن العلمانيون أعداء الإسلام، وكانت تلك الفتوى بمثابة إهدار لدم المفكر فرج فودة الذي قال وهو يلتقط انفاسه الأخيرة : ''يعلم الله أنني ما فعلت شيئا إلا من أجل وطني''، أتذكر تكفير الأزهر للمفكر الكبير نجيب محفوظ.

في الفترة الأخيرة خرج البابا تواضروس الثاني - بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بعدة تصريحات تبعث على القلق بداية من تأييده الإفراج عن مبارك وأن الأخير لا يستحق كل ما يتعرض له ويكفي ما عاناه طوال 4 سنوات حبس.

وقال نصا - في حوار له مع صحيفة ''الموندو'' الإسبانية - ''أؤيد الإفراج عن مبارك بعد أن قضى 4 سنوات في السجن، بسبب عمره، وحسن ما فعله خلال فترة ولايته''، وأن ''الأقباط نعموا خلال 3 عقود من حكم مبارك بالسلام''.

لا أعرف كيف يرى بطريرك الأقباط الأرثوذكس أن الأقباط نعموا في عهد مبارك وبأي شيء نعموا - لا أتحدث هنا مسيحيين لكن عن مواطنين مصريين لهم كافة الحقوق وعليهم كافة الواجبات، أذكر قداستكم فقط أن المسيحيين لم يكونوا يستطيعون ترميم دورة مياه في كنيسة دون قرار جمهوري.

قداسة البابا أود أن أقول أن جميع المصريين انتهكت حقوقهم في عهد الطاغية مبارك على كافة الأصعدة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وصحيا وتعليميا، أما عن الأقباط لم يتم محاكمة جان واحد أحرق كنيسة حتى اليوم في عهد مبارك.

أما تصريح قداستكم أنه ليس من الحكمة فتح ملف حادث ماسبيرو الذي راح ضحيته 27 مواطنا، أي حكمة تطالبنا فيها قداستكم!

ومن هدموا كنيسة مارجرجس في قرية الماريناب التي خرج بسببها الأقباط في الحادث الشهير بمذبحة ماسبيرو - الهدم مسجل بالفيديو صوت وصورة وجميع الجناة وجوههم واضحة لكن لم يحل أي منهم للمحاكمة بعد أن هدموا الكنيسة وأتوا على كل ما فيها بل وصلوا على حطامها صلاة المغرب.

أرجو منكم فضيلة الإمام وقداسة البابا أن تراجعا موقفيكما، عسى أن نتكاتف لبناء وطن سوي قادر على الفرز بين الغي والرشد.

رجاء لا تنسيا ما قاله عبد الشافي رمضان - قاتل فرج فودة خلال التحقيق معه عند سؤاله لماذا قتل فرج فودة، أجاب لأنه مرتد، وكيف عرف أنه مرتد قال لأنه سمع فتوى أنه مرتد وفي أي كتاب قرأ الفتوى أجاب بأنه لا يقرأ ولا يكتب.

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن موقع مصراوي

للتواصل مع الكاتب:

Email: hsamir22@gmail.com

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان