إعلان

إلى الأمان.. أطفال الإرهاب

دكتور لواء محسن الفحام

إلى الأمان.. أطفال الإرهاب

05:56 م الأحد 12 أكتوبر 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – دكتور لواء محسن الفحام:

في لقاء جمعني مع أحد السادة المستشارين الأجلاء الشرفاء المحبين لوطنهم المختصين بنظر قضايا الإرهاب في محاكم الجنايات اشار بانه تزايدت في الآونة الاخيرة اعداد المتهمين المقبوض عليهم في قضايا الارهاب من الاطفال (وهنا نشير ان القانون يعتبر كل من لم يتجاوز 18 عاما طفلا ) وذلك من خلال متابعة بعض القضايا في دوائر محاكم الجنايات التي خصصت لنظر قضايا الارهاب في عدة محافظات ،حيث تبين ان بعض قيادات الجماعات الارهابية يتعمدون استخدام الاطفال في معركتهم مع الدولة لخلق جيل مستقبلي مدرب علي الاعمال الارهابية والتخريبية ويكون في حالة عداء دائم مع الدولة والنظام مستغلين في ذلك اوضاعهم المادية المتردية وحالة البطالة التي يعانون منها وسهولة استمالتهم والسيطرة عليهم واقناعهم بكراهية المجتمع وضرورة الخلاص من القائمين علي ادارة شؤن البلاد اياً ما كان وضعهم او دورهم سواء كانوا من القيادات التنفيذية او رجال الشرطة او القوات المسلحة...وتستغرق الاجراءات الجنائية التي تتخذ قبل هؤلاء الاطفال من بداية القبض عليهم واحالتهم للنيابة للتحقيق معهم وحبسهم احتياطيا واستيفاء التحقيقات ثم احالتهم للمحاكم الجنائية في المتوسط من 6 الي 9 اشهر علي احسن تقدير حتي صدور حكم السجن او البراءة في حق هذا الطفل .

خلال تلك الفترة يلتقي هؤلاء الاطفال حال تواجدهم بالحبس الاحتياطي ببعض قيادات الجماعات الارهابية المحبوسين علي ذمة قضايا ارهابية أخرى حيث يتعايشون معهم طوال اليوم كما يختلطون بالمجرمين المحكوم عليهم في قضايا المخدرات او التزوير .. الخ من القضايا التي تخلق منهم من خلال تلك المعايشة جيلا محترفا للعمل الارهابي او الاجرامي ويبث في نفوسهم العداء الكامل للدولة والسعي الي زعزعة امنها واستقرارها.

اننا نري انه قد ان الاوان لتتبني القيادة السياسية مبادرة مجتمعية تتناول كافة الجوانب ( الاجتماعية – الدينية – القضائية - النفسية ) تساهم فيها كافة المؤسسات والجهات ذات الصلة لوضع تصور لمعالجة تلك المشكلة.

كما نري ضرورة الاسراع في اصدار قرار بقانون او ادخال تعديلات علي قانون الطفل القائم حالياً يقوم علي فكرة معاملة الطفل المتهم مرتكب الجرائم الارهابية والخطيرة باعتباره طفلا قبل ان يكون مجرما وذلك في كافة مراحل الاجراءات الجنائية التي تتخذ قبله...وفي المقام الاول عزله عن باقي المتهمين الارهابيين والخطرين من البالغين ووضعه فترة قضاء عقوبته بأحد الاماكن المناسبة ( المعسكرات العسكرية التابعة للقوات المسلحة مثلا ) حيث يتم من خلالها استخدام قواعد العسكرية والجندية لإعادة تأهيله سلوكيا و دينيا واجتماعيا ونفسيا و تقنيا ثم إعادة دمجه كمواطن صالح في المجتمع عقب التأكد من تحقيق ذلك بمعرفة الخبراء المختصين و ذلك للمساهمة في رفعة شأن وطنهم و تحقيق الاستقرار و السلام له.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان