إعلان

قصة انفجار مفاعل نووي بدأ بنسف 2000 طن فولاز

02:54 م الأحد 26 أبريل 2015

26 أبريل 1986 .. انفجار مفاعل تشيرنوبل فى اوكرانيا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هاني سمير:

مفاعل تشرنوبل محطة طاقة نووية شيدت لتوليد الطاقة الكهربائية. يقع مفاعل تشرنوبل بمحاذاة مدينة برابيت الأوكرانية وعلى بعد 18 كم شمال غرب مدينة تشيرنوبيل المهجورة حالياً والواقعة في مقاطعة كييف.

يبعد موقع المحطة 18 كم عن مدينة تشرنوبيل و16 كم عن حدود أوكرانيا مع بيلاروسيا ويبعد بحوالي 100 كم عن مدينة كييف وبمحاذاة مدينة برايبت التي انجزت في البداية لايواء العمال و عائلاتهم.

احتوت المحطة 4 مفاعلات من نوع آر بي إم كي -1000 (RBMK-1000) القادرة على توليد 1000 ميجاوات من الكهرباء في الساعة انطلاقا من الطاقة النووية و كانت ثالث محطة طاقة نووية ( بعد محطتي لينيغراد و خورسك) ينشأها الاتحاد السوفيتي باستعمال هذه المفاعلات و الأولى في أوكرانيا.

بدأ انشاء المفاعلات سنة 1971 حيث تم انشاء المفاعل 1 و 2 و شرع المفاعل رقم 1 في العمل سنة 1975 و المفاعل 2 سنة 1976.

وسنة 1977 شرع في انشاء المفاعلين 3 و 4 ليتم بدأ استغلالهما سنة 1981 و 1983 على التوالي، وبعدها شرع في انشاء مفاعلين آخرين 5 و 6 و اقتربت الاشغال من نهايتها بالمفاعل 5 الذي كان من المقرر بداية استغلاله سنة 1986 لكن كارثة تشرنوبيل التي سببها انفجار المفاعل 4 أوقفت ذلك.

كانت المحطة قبل الحادثة تمول أوكرانيا التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي بحوالي 10% مما تحتاجه من كهرباء.

في سنة 1982 وقع حادث انصهار لب المفاعل 1، ولم يتم الإعلان عنه للرأي العام إلا بعد مرور عدة سنوات.

و بدأت عمليات اصلاحه وإرجاعه للخدمة سنة 1985 واستمرت عدة شهور.

شهد مفاعل تشيرنوبيل أكبر كارثة نووية عرفها العالم وقعت يوم السبت 26 أبريل من عام 1986 على الساعة 1:24 ليلا.

كان ما يقرب من 200 موظف يعملون في المفاعلات(3،2،1) بينما كان يتم إجراء تجارب السلامة في المفاعل 4 فوقع انفجار كبير نجم عن انصهار لب المفاعل نتيجة ارتفاع درجة حرارته بشكل كبير جدا نتجت عن اخطاء تقنية ارتكبها عمال المناوبة الليلة الذين كانوا شبابا لا يملكون خبرة كبيرة و نتج عنه تعطل احدى المحركات التوربينية و فشل نظام التبريد الخاص بالمفاعل وادى الانفجار إلى توقف جميع أنظمة التحكم بالمفاعل.

قوة الانفجار نسفت سقف المفاعل الذي يزن 2000 طن من الفولاذ وانطلق ما يوازي 8 طن من الوقود النووي إلى السماء.

تدخلت بعدها فرق الإنقاذ لإطفاء الحريق والتي كانت تجهل تسرب مواد خطيرة مثل اليورانيوم والبلوتونيوم والسيزيوم واليود ونتج عنه تعرضهم لمستويات خطيرة من الاشعاع الذي وصل آلاف أضعاف المستوى العادي تسببت في الأشهر اللاحقة في وفاة 36 شخصا أغلبهم من عمال الاطفاء وعمال المحطة.

بعد التكتم على الحادث في اليومين الأوليين أعلن الاتحاد السوفيتي أن منطقة تشرنوبل منطقة منكوبة، وبدأت عمليات إجلاء مئات آلاف السكان من المناطق المحيطة بالمفاعل.

وقد جند أمهر الخبراء و المختصين في المجال النووي لدى السوفيتيين لتقليل خطر الانعاثات الاشعاعية واستمرت عمليات مكافحة الحرائق و تخفيض درجة الاشعاع لمدة 10 ايام و نصح الخبراء باستعمال الرمال والطين ومواد أخرى منها الرصاص والبور لإطفاء الحريق وتخفيف مستويات الاشعاع حيث تم رميها من المروحيات والتي خاطر من كانوا على متنها بحياتهم لانقاذ حياة الملايين.

وكان انبعاث المواد المشعة التي عادل تأثيرها ما لا يقل عن 200 قنبلة كتلك التي ألقيت على مدينة هيروشيما سببا في تلوث أجواء جزء كبير من أوروبا بالاشعاعات، لا سيما أوكرانيا، بيلاروسيا، روسيا، ألمانيا وحتى السويد.

بعد نجاح عملية التحكم في الحرائق تنبه الخبراء إلى ان هناك خطر وشيك اخر و هو تسرب المادة المنصهرة المشعة إلى التربة ونهر دنيبر ما كان سيحدث كارثة حقيقة لأن النهر كان يمول ملايين السكان بالمياه الصالحة للشرب اضافة إلى امكانية وصول الاشعاع إلى المياه الجوفية ما يعني كارثة اخرى تستمر لمئات السنين لذلك تم اللجوء إلى بناء غرفة من الخرسانة المسلحة تحت المفاعل لمحاصرة صهارة المواد المتفاعلة المشعة بدرجة خطيرة و منعها من التسرب إلى باطن التربة وتشييد غلاف خرساني من 700 ألف طن من الحديد الصلب والاسمنت حول المفاعل بغرض إحكام الإغلاق على حوالي 200 طن من خليط الوقود المشع والأسمنت والرمال التي انصهرت.

حشد حوالي 600 ألف شخص من كل الانحاء أغلبهم كان من أفراد الجيش بالاضافة إلى قوات الاطفاء والدفاع المدني وعمال المناجم شاركوا في عمليات اطفاء الحرائق وازالة مخلفات الانفجار التي كانت مشبعة بالاشعاع اضافة إلى إخلاء المدن المجاورة وقتل كل الحيوانات بعد إصابتها بالاشعاع.

أدى الحادث وما نجم عن الاشعاعات إلى وفاة حوالي 2000 شخص حسب أرقام الاتحاد السوفيتي و8000 آلاف حسبما صرحت به أوكرانيا بعد انفصالها وذلك في الأشهر والأعوام التي تلت الحادثة اضافة إلى إصابة مئات الآلاف بالاشعاعات بدرجات متفاوتة ما سبب للكثير منهم الأمراض خصوصا السرطان والاعاقات والتشوهات وبلغت الخسائر المادية أكثر من ثلاثة مليارات دولار، إضافة إلى تهجير أكثر من 200 ألف ساكن وتحولت مدينتي شرنوبيل وبرايبت إلى مدن خاوية.

وقف العمل
بعد انفجار المفاعل 4 استمر بعدها العمل بباقي المفاعلات المتواجدة بالمحطة، لكن حادث 1991 بالمفاعل 2 اخرجه من الخدمة و في سنة 1996 توقف العمل بالمفاعل 1 و تبعه ايقاف المفاعل 3 في 15 ديسمبر 2000 تصديقا لوعد الرئيس الأوكراني ليونيد كوتشما بإيقاف المحطة كليا.

20150423_171459_969

هذه الصورة من saf7aone

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: