إعلان

سليمان وجول.. حين جففت دماء حلب دموع مصر

06:06 م الأحد 01 مايو 2016

الأوضاع في حلب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – عبدالله قدري:

حلب الشهباء، زيتونة السوريين، منشأ العظماء، وفداء العروبة والوطنية ضد المحتلين، ما كانت يومًا متثاقلة إلى الأرض أمام نداء الواجب؛ فالتاريخ يشهد لرجالها الذين لبوا نداء المقاومة والجهاد ضد المحتلين تحت أي أرض وسماء.

وسط عجز دولي لحل الأزمة السورية -تجاوز الـ5 سنوات- تعيش المدينة السخية، قصف مستمر لليوم العاشر على التوالي، جراء استهداف الجيش السوري النظامي لمعاقل المعارضة في حلب. في ظل إغفال لما قدمته تلك المدينة من تضحيات للعروبة.

"سليمان الحلبي القرن العشرين"

هكذا استحق ضابط البحرية السوري جول جمّال هذا الاسم المستعار، فرغم مولده في مدينة اللاذقية، إلا أنه نُسب إلى مدينة حلب وبطلها التاريخي سليمان الحلبي، لما قدمه من بذل للنفس أثناء العدوان الثلاثي على مصر 1956.

القواسم المشتركة بين سليمان الحلبي، وجول جمال كثيرة، فكلاهما سوريان، درسا في مصر، وقاوما الاحتلال الفرنسي، ولقيا حتفهما – أيضًا- على يد الفرنسيين.

أما جول جمّال، ضابط البحرية السوري، درس في الكلية البحرية المصرية، ونال شهادة البكالوريوس في العلوم البحرية، في عام كان العالم فيه متحزب ضد الإرادة المصرية.

حين أعلن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس 1956، كان جول قد تخرج من الكلية البحرية المصرية، وقتها لم يرحل الضابط السوري إلى موطنه كما كان مقرر بعد تخرجه، وشارك في الحرب ضد العدوان الثلاثي.

___-____

بدأ دور جول جمال، حينما التقط بث فرنسي للبارجة الفرنسية العملاقة جان بار في قناة السويس، هنا اقترح جول أن يقوم وأقرانه باعتراض تلك البارجة، وذلك في مخالفة واضحة للوائح.

كانت اللوائح العسكرية لا تسمح بخروج أجنبي في دورية بحرية، إلا أن إصرار جول جمال على الخروج، منحه موافقة قائده جلال الدسوقي، حيث أقدم جول، وركب زورقًا في مواجهة البارجة العملاقة، و استطاع تدميرها وإخراجها من ساحة العمل، قبل أن يلقى حتفه.

قال عنه الرئيس السوري الراحل شكري القوتلي "أراد أن يسجل اسمه شهيدًا من أجل مصر"، كما زار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أسرته في سوريا، وقام بتكريمهم على الدور الذي قام به جول، فاستحق منح لقب"سليمان الحلبي القرن العشرين".

فما قصة صاحب الاسم الأصلي؟

سبق الإشارة إلى أن جول جمال وسليمان الحلبي بينمها قواسم مشتركة، وأما سليمان الحلبي، فهو شاب سوري من حلب، درس في الأزهر، أثناء الحملة الفرنسية، لكن أمر ما جعل اسم سليمان محفورًا في صفحات التاريخ.

عندما قامت ثورة القاهرة الأولى ضد الحملة الفرنسية بقيادة الشيخ الأزهري أحمد الشرقاوي، فرقت جنود فرنسا تلك المظاهرات، واقتادت الشيخ الشرقاوي زعيم الثورة، وقطعت رأسه.

كان الحلبي تلميذًا للشيخ الشرقاوي، وعندما بلغه ما حدث، أقسم على أخذ ثأر شيخه من الحملة الفرنسية، فتنكر في زي شحاذ، وذهب إلى مقر قيادة الحملة الفرنسية، حيث الجنرال الفرنسي كليبر وأقرانه، ومد إليه يده.

SlemanAlwlbe-SoreaEgypt-73b70

عندها جذب الحلبي يد كليبر بشدة، وطعنه عدة طعنات أردته قتيلًا، وحوكم الحلبي أمام جنرالات الحملة الفرنسية، وتم إعدامه.

ولا يزال الحلبيان، رمزًا للتضحية والفداء، تشد سيرتهما من عزيمة أهالي حلب الذين راح منهم أكثر من 200 مدني خلال 10 أيام، في ظل ترقب عربي ودولي لوضع حل للأزمة السورية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان