إعلان

مؤسسة وطنية.. النجاح تحت أقدام "اللي بيعافروا"

12:13 م الإثنين 13 أبريل 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:
لم تكن فكرة مؤسسة "وطنية" وليدة الصدفة؛ عام 2006 كانت رئيس مجلس إدارتها الحالي عزة عبد الحميد تتمنى ومن معها من رجال أعمال أن يقدموا شيئا للأيتام في مصر، ظلوا عامين بين تنقيب في دور الرعاية لمعرفة أهم المشاكل التي يغوصون فيها، وفي عام 2008 ولدت الفكرة؛ بأن تكون هناك مؤسسة تقدم الدعم الفني لدور الرعاية، وتساعد على إرساء معايير للجودة تسير عليها مؤسسات رعاية الأيتام.

"الفكرة كانت جديدة.. الناس كانوا بيقولولنا انتو مجانين ربنا معاكوا"، قالت ياسمين الحجري، مدير العلاقات الخارجية بالمؤسسة، لكن فريق "وطنية" والذين يبلغ عددهم 22 شاب وفتاة بالإضافة للمتطوعين ورئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي، لم ييأسوا، كان الصبر مفتاحهم حتى ثبتوا أقدامهم في مجال تنمية الطفل بمصر؛ فأرسوا معايير لجودة الرعاية اعتمدتها وزارة التضامن في يونيو الماضي ليتم العمل بها على مستوى الجمهورية.

كان سلاح آل المؤسسة الدائم حال تعاملهم مع دور الرعاية هو اكتساب الثقة "كنا بنقولهم إننا شركاء في تحسين دورهم لرعاية الأيتام وإننا ملناش سلطة عليهم"، تيقن العاملون بـ"وطنية" أن مقدمي الرعاية للأيتام وحتى الأيتام أنفسهم لن يستجيبوا للتدريب إلا برغبتهم المحضة في التغيير.

بين رحى العمل اكتشف الفريق أن مشاكل دور الأيتام بمصر عديدة، لا تتعلق بمدى غنى أو فقر الدار "كان بيبقى فيه دور سبع نجوم وفيها مشاكل"، كانت الأزمات تتفاوت من مكان لآخر؛ هناك عدم التفاهم بين الأيتام ومقدمي الرعاية، عدم قدرة الطفل على الاندماج في مجتمعه بعد خروجه من الدار، أو مشاكل تتعلق بصحته النفسية، لذا فالحل في وجود معايير جودة يتم تطبيقها بصرامة لمنع وقوع الأزمات.

ست سنوات كانت المدة التي استغرقها فريق العمل للاستقرار على نسخة أولية من معايير الجودة "في السنين دي كنا بنعمل ورش في دور الرعاية عشان نسمع من الناس عن مشاكل بيواجهوها"، بالإضافة للاستماع ممن لهم باع طويل في رعاية الأطفال على مستوى دولي، والاستعانة بنماذج ناجحة في نفس المجال ومحاولة تطويع معاييرهم لظروف المجتمع المصري.

كان التطبيق جزء هام من تجربة آل "وطنية"؛ تقول ياسمين: "بعد نسخة المعايير الأولية حاولنا نشوف تطبيقها مع 7 دور أيتام اخترناهم كتجربة"، وذلك لمعرفة مدى صلاحية المعايير على الأرض، ثم دعوا المؤسسات صاحبة الخبرة في مجال رعاية الأطفال لإبداء رأيها في النسخة الأولية من معايير الجودة، إلى أن أصبح هناك تعاون بين "وطنية" ومنظمة اليونيسيف وأكثر من مؤسسة أخرى.

 يقوم تمويل مؤسسة وطنية على تبرعات الشركات الخاصة كمسئولية اجتماعية من قبلهم، وبعض الأفراد الراغبين في المساعدة بمجال التنمية، مصدر آخر لدخل المؤسسة هو مشروع "امان" الذي يهدف لإعطاء ورش تدريبية لمقدمي الرعاية وتأهيلهم، ورغم أن تلك الورش تكون مدعمة ماديا، غير أن الجمعيات التي تحصل عليها تدفع جزء مقابلها "الجمعيات لازم تستثمر في العاملين  فيها حتى ولو هتدفع أموال بسيطة".

التعاون مع وزارة التضامن بدأ قبل عام وعدة أشهر، عندما انتهى آل المؤسسة من نسخة المعايير النهائية وقرروا طرحها على "التضامن"، وبعد عام أصبحت تلك المعايير قومية حين اعتمدتها الوزارة في قرار، لتبدأ رحلة تفعيلها على أرض الواقع.

رغم أن هدف مؤسسة وطنية هو منع وقوع المشاكل في دور الأيتام، إلا أنه أحيانا ما يتوجه لهم البعض بمشاكل داخل الجمعيات "هنا بنبقى وسيط بينهم وبين وزارة التضامن لأن الإشراف والمحاسبة هو دور الوزارة إنما احنا دورنا استشاري"، على حد قول ياسمين.

فريق الجمعية يعمل كخلية نحل، يواجه المجتمع الذي ينبذ اليتيم، لا يقتصر اهتمامهم على فاقدي الأب والأم "أي طفل فقد الرعاية هو يتيم بالنسبة لنا"، على حد تعبير ياسمين، موضحة أن تغيير تلك النظرة الذهنية الخاطئة كان من أكبر العقبات التي تواجههم، فالتغيير في دور الرعاية ومجال تربية الأيتام في مصر ليس أمرا هينا، بل يحتاج لوقت وجهد.

بعد سنوات من التعب كان القدر يخبئ للفريق مفاجأة جيدة؛ مسابقة تستضيف فيها دولة دبي 400 تجربة من 95 دولة على مستوى العالم، لتحسين الظروف المعيشية داخل بيئتهم "قدمنا فيها لأننا حسينا إننا أنجزنا شيء كويس جدًا"، كان طموحهم أن يصلوا إلى المائة تجربة الأولى، غير أنهم نافسوا الآخرين حتى أصبحوا ضمن أفضل ست تجارب عالمية لتحسين الظروف المعيشية "ودي تاني مرة مصر تفوز بالجائزة دي خلال عشرين سنة عُمر المسابقة".

كانت الجائزة التي حصلوا عليها نهاية مارس الماضي دفعة ضخمة لهم، بعدها تم استضافة المؤسسة في دبي مع الخمس مشاريع الأخرى لتبادل الخبرات "بقى لينا شبكة علاقات أوسع من مصر".

تطبيق معايير الجودة هو الهدف الذي تطمح له المؤسسة في الوقت الحالي، لذا كان مشروع منحة "سند" الذي يهدف إلى تحسين جودة الرعاية المقدمة للأطفال في المؤسسات الإيوائية عن طريق تطبيق المعايير التي أقرتها وزارة التضامن، فتحت "وطنية" باب التقدم للمؤسسات الراغبة للتقدم في تلك المنحة، واضعة شروط بعينها "زي إنها تكون في إطار القاهرة والجيزة وتكون مسجلة في وزارة التضامن".

آلية عمل المنحة تقوم على اختيار عشر مؤسسات كبداية، ليكون هناك مؤسسات نموذجية بمصر طبقت المعايير، تشرف "وطنية" بتمويل من مؤسسة "دروسس" السويسرية على رحلة التطبيق بالتعاون مع وزارة التضامن، من خلال التدخلات الاستشارية في إدارات تلك الجمعيات أو إعطاء ورش عمل وزيارات ميدانية "أول مؤسسة بدأنا معاها منحة سند كانت بيت الحلم"، طبقا لقول ياسمين.

من جهة أخرى فإن فريق وطنية يسعى حاليا لتدريب طلاب كليات الخدمة الاجتماعية ورياض أطفال، لتأهيلهم على التعامل فيما بعد داخل دور الرعاية، فهناك نظرة خاطئة بمصر أن مهنة مقدم الرعاية ليست ذو أهمية، كما يعمل الفريق على تطوير أداة إلكترونية تصبح جاهزة للاستخدام آخر 2015، هدفها تمكين الجمعيات المختلفة من تقييم أداءها طبقا لأسئلة معينة، وكذلك تطوير أداة أخرى لتمكين أفراد المجتمع من تقييم دور تلك الجمعيات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان