إعلان

السفارة المصرية في اليمن "هربت" والمصريين هناك: إحنا بنموت

09:03 م الإثنين 30 مارس 2015

الأوضاع فى اليمن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - دعاء الفولي وإشراق أـحمد:

منذ 8 سنوات شدت أسرة نجلاء محمود الرحال إلى مدينة صنعاء، عاصمة اليمن، كي يعمل الزوج في المستشفى السعودي هناك، ويصبح سكن الأسرة في نفس مبنى المشفى، كانت الأوضاع مستقرة، الأيام تمر عادية، الجيران اليمنيون لطفاء، لا يعكر صفو الحياة شيء، حتى شهر مضى، بدأت الأقاويل تتردد عن احتمالية دخول مصر في حرب على جماعة الحوثيين باليمن، لكن ذلك لم يهم السيدة الثلاثينية "عشان مسئولين السفارة قالولنا مفيش قلق وإن احنا في أمان"، غير أن الوضع تغير عقب عودة موظفي السفارة على رأسهم السفير المصري في اليمن، يوسف الشرقاوي.

قرابة 10 آلاف مصري هو تعداد الجالية المصرية في اليمن بشكل عام، أغلبيتهم يسكنون العاصمة، باتوا يعانون جراء القصف من ناحية، وتغير معاملة اليمنيين لهم من ناحية أخرى، يتساءلون "ليه ما اتقلناش قبلها عشان نمشي؟"، مقابل التصريحات التي جاءت على لسان عمرو معوض مساعد وزير الخارجية لشؤون المصريين في الخارج بأن هناك خطة متكاملة لإجلاء المصريين من اليمن.

بالقرب من مطار صنعاء تقطن "نجلاء" وزوجها وأولادها الثلاثة، أكبرهم سنا في الصف السادس الابتدائي، والأصغر في الرابعة من العمر "أصوات القصف متبعة نفسيا.. الأولاد مبيناموش من الخوف"، منذ ذهابهم إلى اليمن فتلك المرة الأولى التي يعايشون فيها أجواء الضرب، الذي يبدأ عادة بعد غروب الشمس، ويكون على فترات حتى الثانية صباحا، ثم يستمر حتى الضوء الأول للنهار.

معاملة الحوثيين كانت جيدة قبل الحرب "مكنش فيه مشاكل بينا وبينهم" على حد تعبير "نجلاء"، غير أن زوجها حاليا يتعرض لخطر بمجرد النزول إلى الشارع، فهم يحتمون بمبنى المستشفى من القصف، آملين ألا تُنفذ التهديدات التي تأتيهم "من يومين زوجي واحد قال له في الشارع إنهم هيدبحونا واحد واحد لما عرفوا إنه مصري".

حال "انجي عبد الغفار" لا يختلف عن "نجلاء". خمس سنوات ونصف، استقرت بها أسرة "انجي" في صنعاء، تكيفوا مع الحياة بالعاصمة اليمنية، من أجل عمل رب الأسرة بالمستشفى السعودي الألماني كانت الأمور هادئة حتى مساء الأربعاء 25 مارس المنصرف، أم وأب في ريعان شبابهم، طفلين يبلغ أكبرهم 4 عوام، تبدلت أحوالهم إلى الرعب، بعد تنفيذ عملية "عاصفة الحزم"، "زينا زي اليمنيين عرفنا" بصوت هلع قالت "انجي"، فلم يتم إخطار المصريين بحدوث قصف سينال من المدينة، التي لا يجد أهلها مشكلة مع "الحوثيين" حسب قول السيدة.

قبل شهر اجتمع السفير المصري في اليمن يوسف الشرقاوي مع الجالية المصرية، في لقاء عبروا فيه عن قلقهم بعد نبأ عودته والبعثة الدبلوماسية إلى مصر، غير أن السفير طمأن الأهالي "الوضع لا يستدعي القلق إحنا نازلين لدواعي سياسية وليس أمنية.. والقنصلية هتفضل مفتوحة"، فعدد من الدول العربية أصدرت قرار بسحب سفراءها من اليمن ومصر من بينها، تقبل المصريون الكلمات، خاصة أنه لم يكن هناك أي مظاهر لوقوع مشاكل.

مساء الأربعاء "العمارة اتهزت.. الإزاز اتكسر" هكذا أبصرت "انجي" وعائلتها القصف الذي نال من مطار صنعاء، وكجميع المصريين الساكنين لتلك المنطقة، لجأوا إلى المستشفى السعودي الألماني واحتموا به.

دون سابق إنذار أدركت "انجي" وزوجها، أنهما بين رحى حرب، فلجئا إلى شركة مصر للطيران للعودة إلى مصر بأي طريقة ممكنة، فأخبروهم أن جميع الرحلات تم إلغائها، وحينما سألوا عن السبب قيل لهم "عندنا تعليمات من المخابرات إن الرحلات تتوقف من غير توضيح"، في الوقت الذي علموا فيه أن القنصل والدبلوماسيين المتواجدين غادروا صنعاء فجر الأربعاء.

استغاثة هي كل ما تملكه السيدتان، خاصة بعد أن وصل أسرتهما تهديد بالقتل من قبل بعض اليمنيين الغاضبين حسب قول "انجي"، فالمعاملة من اليمنيين بشكل عام تبدلت معهم "الناس بدأت تقول لنا مصر بتضرب اليمن.. حتى اللي مش عاوزين الحوثيين زعلانين أنهم بيضربوا"، وما زاد من قلقهم وضيقهم كلمات السفير عمرو معوض، مساعد وزير الخارجية لشئون المصريين بالخارج في مداخلته الهاتفية مع مقدمة برنامج هنا العاصمة "لميس الحديدي"، حيث قال إنه تم إبلاغ المصريين "من بدري" لكي يرحلوا لكن عدد كبير منهم فضل البقاء، وهو ما لم يحدث وفقا لـ"انجي".

العودة برا عبر الحدود السعودية أو عمان هي الإجابة التي تأتي للأسرتين طيلة الأيام المنصرفة، فيما تتساءل "انجي":"إزاي نتحرك وسط الضرب ده؟".

"موقف سفارتنا مخذل للغاية.. الجالية الباكستانية سفيرها مرضيش يمشي إنما احنا السفير سابنا ومشي ولو قعدنا أكتر من كده هنموت"، قالت "نجلاء" بصوت يملأه الألم الممزوج بالغضب، من كونها بين 10 آلا مصري يرودون العودة نافية ما تم التصريح به أن المصريين المستمرين في البقاء بصنعاء يحملون الجنسية اليمنية، وهم الراغبين في المكوث "أنا مش متجنسة بأي جنسية غير المصرية.. ليه بلدي مش عايزة ترجعني؟".

من جانبه قال يوسف الشرقاوي سفير مصر في اليمن إن السفارة تحاول توفير طرق بديلة لإجلاء المصريين من اليمن، حيث تم التوصل إلى اتفاق مع سلطة عمان أن يتم تيسير عبور المصريين عن طريق ميناء المزيونة العماني، والشحن اليمني، لكن لم يتم تحديد ميعاد للإجلاء بعد حسب قوله.

وعن الاتهام بعدم إخطار المصريين مسبقا بالرحيل ومغادرة مسؤولي السفارة قبل ساعات من القصف، نفي "الشرقاوي" ما تردد، قائلا "سفارتنا من أهم السفارات في اليمن ولدينا وجود عسكري وتجاري قوي ولا يمكن أن نمنع أحد من الرحيل عن السفارة".

ذكر "الشرقاوي" أنه لا يستطيع تحديد عدد المصريين في اليمن، فهو في تغير مستمر منذ عدة أشهر، ويصعب معرفة العدد حاليا بسبب العمليات العسكرية.

"الجسر الجوي ليس خيارا مطروحا في الوقت الحالي" هكذا قال السفير عن الخطوة التي تردد طرحها، موضحا أن صعوبة الجسر الجوي تأتي من تكرار قصف المطار "فالوضع حاليا صعب جدا" حسب تعبيره، مما أدى إلى تكوين "خلية أزمة" بوزارة الخارجية، تتلقى استغاثة المصريين داخل اليمن وأقاربهم من الخارج، مضيفا أن كثرة الاتصالات تجعل الخطوط مشغولة معظم الوقت.

تتلقي لجنة الأزمة بوزارة الخارجية البلاغات والاخطارات علي أرقام التليفونات التالية:
01211113235 – 01211113236 – 01220463333 – 01220473333 – 01220423333 – 01220403333
السفير عمرو معوض مساعد وزير الخارجية لشؤون المصريين بالخارج يصرح أن الخارجية أخطرت المصريين بالرحيل من اليمن

1]

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان