إعلان

عرض ''الأمعاء الخاوية''.. ''احنا بنضرب عشان نعيش''

06:33 م الإثنين 20 أكتوبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

كانوا سبعة بعمر الشباب إلا أن النظرة الجامدة على وجوههم، الرعشة في عيون بعضهم والدمع الذي سال على خد أحدهم في صمت، جعلتهم يكبرون أعوامًا فوق أعوامهم، جلسوا صامتين مستكينين بكراسيهم، أمام جمع جاء في السابعة مساء أمس يحضر عرض حكي ''حكايات الأمعاء الخاوية'' بمبنى الجامعة الأمريكية القديم.

تنبعث موسيقى تحيط بأجواء العرض، صراخ، دق على أعمدة الإنارة، صوت هرولة أرجل عديدة، وفي نهاية المقطوعة الصوت المميز لمدرعات الأمن المركزي، كلها أصوات يعلمها من شارك باشتباكات علم اليقين، بينما جلس الشباب صامتين، انتهت المقطوعة، كان خريجي مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان في وضع الاستعداد، ليبدأ عرض ''الكانيولا'' ''العرض محاولة إننا نشوف المضربين كبني آدمين، نقل لتجربتهم الإنسانية''، يقول ''شادي عبدالله''، مخرج العرض.

أربعة عشر قصة عن المحتجزين أكثريتهم مضربين عن الطعام، أناس مجهولين لم ينوهوا عن أسمائهم ''عشان ميحصلهمش مشاكل في السجن''، تقول ''منى نادر'' مدير وحدة الإعلام بمركز القاهرة لحقوق الإنسان، الكلّ يعرف دوره ومكانه، يقوم ذو القميص الأزرق، فتلبسه شخصية أحد المضربين، صارخًا يحكي عن معاناته عندما خبأ ورقة مليئة بأسماء الشهداء أثناء فض رابعة خوفًا من اعتقاله، ليذهب فجر اليوم الثاني ولا يجدها، يقول منهارًا ''كنت جبان''، ويقبض عليه في أحداث مسجد الفتح بينما يعالج أحدهم، وكان اضرابه نتيجة المعاملة المهينة ''عشان أقول لا''.

تصبح الإهانة هي الشيء المشترك بين حكايات المضربين المختلفة، معاملة سيئة وضرب هما العاملان الأساسيان في عزوفهم عن الطعام، بين الفتاة المتهمة بارتدائها دبوس رابعة، الطالب الجامعي، المصور الصحفي وإلى الناشط السياسي.

اختلفت التيارات السياسية التي انتمى إليها هؤلاء ''وفيه ناس مالهاش تيار سياسي''، يقول ''محمد زارع'' مدير مركز القاهرة، أكد على ذلك أحد الممثلين للعرض، متلبسًا بشخصية الفتى الذي لم يرى اختلافًا بين السجن والخارج، حيث سأل أحدهم ذات مرة ''انت تعرف مين سيد قطب؟''، فرد عليه ''أنا معرفش غير القديم عبدالوهاب وأم كلثوم إنما الجديد مليش فيه''.

لم يكن يعني الإضراب لهؤلاء سوى رد فعل قاموا به سببًا في المعاملة التي لاقوها، رغم رؤية أهاليهم لهم في شحوب مستمر، كزوجة أحد المعتقلين التي ما إن رأته ''مش عارف يمشي ولا يتكلم'' تجمد الكلام على لسانها، ورسمت ابنته الشمس ''مكسورة'' لأن أباها لم يعد بعد، وآخر رأى قريبته فأرسل لها خطابًا يقول فيه ''أنا مش عارف الابتسامة اللي على وشك دي خوفتني، شبه الناس اللي لما بيقربوا يموتوا بيتحسنوا''.

الإصرار على الإضراب كانت القوة التي جمعتهم رغم ما لاقوه في سبيل الاستمرار ''عندي أمل إني أشوف يناير جديد''، تحكي رواياتهم مواقف من إدارة سجونهم عما لاقوه منهم من ضرب وإهانة ولين أحيانًا بتذكيرهم بأن الإضراب ''حرام''، بعضهم توقف عن الإضراب مما لاقاه في السجن من عذاب ''ضرب وإهانة كل يوم''، ولم تستمر إحدى المعتقلات عن الإضراب قائلة ''هددوني بكشوف العذرية''.

قص السبع متطوعين أربعة عشر رواية، من خطابات المعتقلين وشهاداتهم ومقالاتهم المنشورة على الإنترنت، تبادلوا حكايات الأشخاص، يلبسون كل شخصية فيهيأ لك أنه هو، نازعًا عن ملابسه ذلك القميص ومرتديًا آخر ليقص حكاية مضرب جديد، وفتاة ترتدي حجاب فتغير من طريقته لتحكي قصة أخرى، أصوات مُعذبة برواياتها التي استأذنوا فيها أصحابها أولًا ليحكوها على الملأ.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: