إعلان

خبير في منظمة الصحة العالمية: ''إيبولا'' فيروس ضعيف بشرط التوعية به..(حوار)

10:14 ص الجمعة 24 أكتوبر 2014

دكتور علاء جاد مستشار في منظمة الصحة العالمية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- علياء أبوشهبة:

الحديث عن فيروس الإيبولا يثير الكثير من الفزع نظرا للزيادة العددية المستمرة في أعداد المصابين بالفيروس على مستوى العالم، فضلا عن عدم وجود علاج شاف حتى الآن، مصراوي حاور دكتور علاء جاد، مستشار في منظمة الصحة العالمية، والمتخصص في مكافحة العدوى وبالتحديد في مواجهة فيروسات إيبولا وكورونا، وتحدث بالتفصيل عن كيفية مواجهة إيبولا و طبيعة هذا الفيروس، فضلا عن تقييمه لاستعدادات وزارة الصحة لمواجهة شبح إيبولا.

وفي حواره أكد مستشار منظمة الصحة العالمية على أن مرض الإيبولا مرض قاتل، ولكن الوقاية منه بإتباع بعض الإجراءات السهلة كالحرص على النظافة الشخصية ونظافة الأيدي بصورة خاصه مع الالتزام بآداب السعال والعطس بتغطية الأنف والفم واستخدام منديل أحادي الاستخدام وغسل الأيدي، وهي في مجملها خطوات سهله وبسيطة ولكنها هي الوقاية من أقوى الفيروسات الفتاكة.

مضيفا أن فيرس الإيبولا من الفيروسات الضعيفة جدا، ومن الممكن أن يموت بسهوله إذا تعرض للشمس، و تم التنظيف باستخدام كحول أو ماء وصابون وهو خارج الجسم ولكنه فتاك إذا حدثت الإصابة به.

بداية ما هو فيروس الإيبولا أو حمى الإيبولا النزفية؟

فيرس الإيبولا أو مرض الحمى النزفية الناتج عن الإيبولا هو مرض عنيف في كثير من الأحيان يتسبب في الوفاة حيث تصل نسبة حدوث الوفاة بين المصابين في بعض الحالات إلى 90%، ويصيب الإنسان وبعض الثدييات الأخرى منها القرد والشمبانزي والغوريلا.

وتم اكتشاف المرض لأول مرة عام 1976 نتيجة تفشي مماثل لما يحدث هذه الأيام، ولكن بصورة أقل ضراوة، في منطقتين الأولى في قرية قريبة من نهر إيبولا في جمهورية الكونجو الديموقراطية، والأخرى في منطقة منعزلة في السودان، وهذا هو سبب تسمية المرض بالإيبولا.

ما هو تاريخ المرض متى وكيف تم اكتشافه؟

تم اكتشاف الإيبولا مع أول تفشي ظهر في زائير وجنوب السودان بالقرب من نهر إيبولا بزائير وذلك سنه 1976 ومذ ذلك التاريخ وتم حدوث العديد من التفشيات ولكن الأعنف والأكثر في عدد الاصابات والوفيات هو ما يشهده الغرب الأفريقي منذ مارس 2014.

ما هي أعراض المرض؟

تشمل الأعراض إرتفاع مفاجئ في درجة الحرارة ، في الغالب أكثر من 38، مصاحب بأعراض الصداع وآلام العضلات وضعف عام وإلتهاب الحلق، وهي أعراض أولية بالإضافة إلى أعراض الإسهال والقيئ وألام المعدة، وتأثر وظائف الكلى والكبد، وفي بعض الأحيان يحدث نزيف دموي داخلي أو خارجي، وذلك بعد فترة حضانة الفيرس والتي تتراوح بين يومين الي 21 يوم ولكن في المتوسط تتراوح بين 8-10 أيام.

وفي حالة إجراء تحليل صورة الدم سوف يوضح أن عدد الصفائح الدموية وكرات الدم البيضاء في تناقص بالإضافة إلى زيادة في نسبة إنزيمات الكبد، ولا يمكن إثبات الإصابة من عدمها إلا بإجراء تحليل معملي لاكتشاف الفيرس، حيث تتشابه الأعراض مع أعراض العديد من الفيروسات النزفية الأخرى.

ما هي الدول التي ظهر فيها الفيروس؟

تعتبر دول غرب افريقيا أكثر الدول المصابة بالفيرس حتى الآن، وتشمل على غينيا وسيراليون وليبيريا ونيجيريا، بالإضافة إلى بعض الدول الأخرى مثل السنغال والولايات المتحدة الأمريكية التى استقبلت خمسة أشخاص حتى الآن أصيبوا أثناء مشاركتهم في الأعمال الإنسانية في غرب أفريقيا.

ما هي طرق نقل العدوى؟ وهل يمكن أن تكون اللحوم سببا في انتقال الفيروس للجسم؟

يعتقد أن خفاش الفاكهة هو العائل للإيبولا ويصاب الإنسان في الدول المتضررة عند حدوث اتصال مباشر بينه وبين سوائل الحيوان المصاب أو الميت ثم يتم حدوث الإصابة من الإنسان للإنسان.

وفي الدول المتضررة وباقي الدول، تحدث الإصابة عن طريق الاتصال المباشر بين الأغشية المخاطية للجسم أو الجروح القطعية بالجلد عن ملامستها لسائل من سوائل الجسم المصابة بالفيروس كالدم والمخاط ولبن الام وباقي سوائل الجسم المختلفة أو عند ملامسته لسطح ملوث بالفيرس بصورة غير مباشرة.

كما أن تناول اللحوم المطهوة جيدا غير ناقل للمرض بصفة عامة، ولكن هناك واقعة حدثت في إحدى الدول المصابة أن بعض الأشخاص تناولوا لحوم حيوانات نافقة مصابة بالفيرس.

ما هي الفئات الأكثر عرضة للإصابة؟

يعتبر العاملين في مجال تقديم الرعاية الصحية هم أكثر الفئات عرضة للإصابة، وذلك لتعاملهم المباشر مع المرضى، ومن هنا تكمن خطورة تجاهل الإجراءات المثلى لتطبيق معايير مكافحة العدوى.

تطول الخطورة أيضا المشاركين في إجراءات دفن مصابي الإيبولا عند عدم اتباعهم الاجراءات السليمة الموصي بها، نظرا لخطورة التعامل مع سوائل الجسم المختلفة لاحتوائها على الفيروس.

كيف يمكن تجنب الإصابة به؟

من المتعارف عليه أن الفيروس لا ينتقل عن طريق الهواء كما الحال في فيروسات الحصبة أو الدرن، لكن في الوقت الحالي يصعب حدوث مثل هذا التغير في طبيعة الفيروس، فضلا عن أن الأعراض ليست تنفسية في الغالب، وانتقال الفيرس عن طريق السعال أو العطس لا بد أن يتم بعد الاتصال المباشر بين المصاب والشخص المعرض للإصابة.

هل يوجد تطعيم وقائي ضد الإصابة بالإيبولا؟

حتى الآن لم تصدر موافقة من هيئة الغذاء والدواء على وجود تطعيم للوقاية من فيروس الإيبولا القاتل، إلا أن هناك العديد من الجهود لإنتاج هذا التطعيم، ثبت نجاحه معمليا.

كما أن هناك خطوات جدية لإعطاء التطعيم المجاز معمليا للعاملين في مجال تقديم الرعاية الصحية المتعاملين مع المصابين بوصفه إجراء ضمن خطوات حمايتهم من الإصابة في البلدان التي يتواجد بها المرض.

كيف يمكن تجنب الإصابة بالفيروس؟

تجنب الإصابة يشمل في البداية تجنب السفر إلى المناطق المصابة إلا في حالة الضرورة القصوى مثل المشاركة في الأعمال الإنسانية أو للتمثيل الدبلوماسي.

ما هي التعليمات الموصي بإتباعها في حالة التواجد في المناطق المصابة بالإيبولا أو مع مريض مصاب؟

يتم مراعاة الحرص على النظافة الشخصية بشكل عام مع تجنب ملامسة الدم وسوائل الجسم المختلفة، مع تجنب استخدام أي أدوات أو أشياء تم استخدامها من قبل مريض بالإيبولا قبل تنظيفها وتطهيرها جيدا.

كما ينصح بعدم الاقتراب من الحيوانات المحتمل إصابتها، ويزداد الحرص في التعامل مع الحيوانات النافقة، وأيضا تجنب التواجد أثناء إجراءات الدفن للمصابين نظرا لما يشكله التواجد من احتمالية عالية للإصابة.

يفضل عقب العودة من الدول المصابة بمراقبة الحالة الصحية لمدة 21 يوما بشكل مكثف، ومراقبة ظهور أعراض أهمها ارتفاع درجة الحرارة، واستشارة الطبيب فورا عند حودث أي أعراض أخرى للمرض.

هل يوجد علاج مكتشف للإيبولا؟

هناك عده محاولات لتصنيع أدوية مقاومة، وبعضها نجح فعليا في طور التجريب وثبتت فعاليته نوعا ما ولكن حتى الآن لا يوجد بشكل عام علاج مجاز من هيئه الغذاء والدواء للقضاء على الفيروس مثل مضادات الفيروسات، وتشمل الخطة العلاجية معالجة أعراض المرض مثل معالجة حدوث أي عدوى ثانوية للمريض، ومراقبة وظائفه الحيوية المختلفة مع الاهتمام بعدم حدوث جفاف للمريض عن طريق إعطائه سوائل مختلفة عن طريق الفم أو الوريد عند الحاجة.

هل العلاج شافٍ؟

العلاج المساعد حتى الآن أدى لحدوث شفاء بنسبة تقترب من حوالي 50% من الحالات المصابة.

هل يمكن الإصابة بالفيروس مرة أخرى بعد الشفاء منه أم أن الجسم يكتسب مناعة؟

الجسم يكون أجسام مناعية عند الإصابة يعتقد أنها تظل مدى الحياة في جسم الشخص المصاب، ولكن حتى الآن لا يوجد تأكيد لذلك، ولكن الأجسام المناعية للفيروس تبقى في الجسم فتره من الزمن لا تقل عن 10 اعوام، لذلك توفر له الحماية من حدوث العدوى مرة أخرى لنفس الفصيلة من الفيروس طوال هذه المدة ويمنع من حدوث العدوى مرة أخرى لنفس الشخص.

هل الفيروس مميت؟

يعتبر الفيروس من الفيروسات الخطيرة. تصل نسبة الوفاة إلى حوالي 90% من المصابين، ولكن في المتوسط تصل إلى حوالي 50% وتعتبر نسبة عالية من نسب حدوث الوفاة.

كما أن المرض لا ينتقل من شخص مصاب إلى أخرين إلا عند ظهور أعراض.

كيف يمكن اكتشاف الإصابة؟

الاستقصاء الوبائي النشط هو أفضل الطرق لمحاصرة المرض. وكما اوضحت لا يمكن تأكيد أو نفي الإصابة إلا بإجراء اختبار معملي لتحديد الإصابة حيث تتشابه الأعراض مع العديد من الفيروسات الأخرى وخاصة في بداية ظهور الأعراض.

ما رأيك فيما نشرته وسائل الإعلام فيما يتعلق بالفيروس؟

المطلوب من وسائل الإعلام القيام بدورها الرائد في التثقيف والتوعية من خطورة المرض بلا تهويل أو تهوين، ونشر المعلومة السليمة للوقاية من المرض بصورة مبسطة للعامة لخلق وعي عام بالمرض وطرق انتقاله والوقاية منه، فضلا عن كيفية التعامل مع مصاب الإيبولا.

ولكن بدون الدخول بصورة فنية في خطط العلاج أو الأدوية التي لا تهم غير المختصين والحديث عنها يخلق نوعا من البلبلة في المعرفة.

ما هي رؤيتك لجهود وزارة الصحة في مكافحة إيبولا؟

المواد الإرشادية الموجودة على موقع الوزارة مواد محدثه وجيده جدا، وأتمنى أن تكون في متناول الجميع للتطبيق الفعلي على أرض الواقع.

هل يمكن علاجه في المستشفيات العادية أم يشترط الاحتجاز في مستشفيات الحميات؟

كما أوضحنا العلاج يشمل علاج مساعد للقضاء على الأعراض أو العدوى الثانوية الناشئة ولكن نظرا لطبيعة وخطورة المرض وإمكانية انتشاره فيجب إتباع إجراءات العزل المطلوبة للمريض وأفضل مكان لحدوث هذا هو مستشفى الحميات مع تخصيص مكان أو قسم لاستقبال هؤلاء المرضى.

ويراعى أيضا عدم حجز مريض مصاب مع مريض مشتبه في اصابته في قسم أو غرفه واحدة، أو حجز أي منهما مع مريض مصاب بمرض أخر وإتباع الإجراءات المتبعة للتعامل مع مثل هذه الحالات.

وعلى سبيل التحديد مستشفى حميات العباسية ومستشفى صدر العباسية، كليهما من المستشفيات الرائدة في التصميم المعماري المطلوب لتوفير أكبر قدر ممكن من إجراءات العزل الفعالة لمنع انتشار المرض بشرط إتباع الخطوات والإجراءات المتعارف عليها للتعامل مع هذه النوعية من الأمراض، لأن المكان وحده لن يكفي للعزل المطلوب الاجراءات المنفذة على أرض الواقع.

مؤخرا أعلنت وزارة الصحة عن اكتشاف وصول مريض مصاب بالإيبولا من سيراليون، كيف ترى تعامل وزارة الصحة مع هذه الواقعة؟

طالعت الخبر على موقع وزارة الصحة الذي أعلن عن عزل مريض ثبتت إصابته بالإيبولا في دولة سيراليون، وتم شفاؤه الشفاء التام قبل وصوله إلي مصر عن طريق إجراء التحليل المعملي الذي أثبت شفاؤه وخلوه من المرض عن طريق عينتين ثبت سلبيتهم للتحليل مرتين، وذلك قبل وصوله مصر بأكثر من ستة أسابيع، وبوصوله قام فريق من الحجر الصحي باستقباله في المطار ونقله بسياره اسعاف مجهزه إلى مستشفى حميات العباسية، وهو ما يطرح التساؤل حول طبيعة التجهيزات في سيارة الإسعاف، بعدها تم عزله للتأكد من خلوه من المرض.

وهو ما يحتاج إلى توضيح من المسؤولين بصورة عاجله حتى يطمئن الجميع إلى دقة المعلومات المنشورة في الوسائل الاعلامية، ومنها موقع وزاره الصحة، لأنه لم يكن هناك داعى لاحتجازه في مستشفى الحميات.

أيضا حجز المريض للاطمئنان عليه يحتاج إلى توضيح حقيقي حيث حجز مريض تم التأكد من شفائه احترازيا كلمه غير مفهومه أو مبرره وخصوصا أن البيان اشتمل على أنه تم شفاؤه في دولة سيراليون وتم حجزه وهم كلمتين متضادتين.

متى يمكن تصنيف المرض على أنه وباء؟

التعريف الأولي للوباء هو ظهور عدد إصابات اكتر من المتوقع حدوثه من عدوى معينه في فترة زمنية محدده، في مكان جغرافي محدد أو ظهور عدوى جديدة لم يسبق اكتشافها، وهذا يشمل كل الأمراض.

وبهذا فإن الإيبولا مرض معروف سابقا ولكنه ظهر بصورة كبيرة جدا في فترة زمنيه قصيره في مكان محدد، وهو غرب أفريقيا لذلك يندرج تحت تعريف الوباء.

ما هي الجهود المبذولة من جانب منظمة الصحة العالمية من أجل محاربة الفيروس؟

تهدف منظمه الصحة العالمية للقضاء على تفشيات الإيبولا باستمرار مساعدة الدول المتضررة لاحتوائه والقضاء عليه، وتوحيد الجهود من أجل الوصول بأسرع وقت ممكن لانتهاء التفشي عن طريق العديد من الخطوات على أرض الواقع، من خلال فرق من المنظمة في كل الدول التي تسجل إصابات تعمل على مدار الساعة لمساعدة جهود وزارات الصحة في هذه الدول لاحتوائه بتوفير الدعم اللوجيستي والفني والتقني.

ما هي الإجراءات الوقائية التي يجب إتباعها في المطارات؟

كما هو متعارف عليه عند حدوث وباء أو جائحه يتم إتباع إجراءات محددة تتفق في المجمل العام لها وتشمل:

• رفع الوعي العام تجاه المرض وطرق انتقاله بالإضافة إلى الوقاية منه

• تدريب الكارد الصحي بالموانئ المختلفة والمطارات على الأعراض العامة للمرض، بما تشمله من كيفية وقاية نفسه عند التعامل مع مريض مشتبه بإصابته بالمرض.

• إتباع إجراءات الاستقصاء الوبائي للقادمين والمخالطين، بلا ترويع أو تهوين للمصابين أو المخالطين.

• الاهتمام بتوعية أطقم الضيافة بالطائرات وخاصة مصر للطيران للتعامل مع الحالات المشتبهة المتواجدين على متن الرحلة.

• في حاله الاشتباه يتم التأكد بقياس درجة الحرارة للمشتبه به، ومعرفة التاريخ المرضي بدقة للمخالطين والدول التي زارها، والابتعاد عن جهاز الماسح الحراري المثبت في بعض المطارات حيث ثبتت عدم فعاليته في العديد من الأمراض المشابهة حول العالم.

• توفير أماكن مناسبه لعزل المريض بالحجر الصحي لحين نقلهم إلى مستشفى محدد لاستقبال هذه النوعية من الحالات في حاله ظهور أعراض.

• إجراءات لمتابعة المشتبه حتي 21 يوم من أخر تاريخ لتعرضه للإصابة مع متابعة المخالطين إذا ظهرت إيجابية العينة

• وجود وسائل لتطهير الأيدي في المطار حيث تعتبر الأيدي من أكثر الوسائل المساعدة لنقل العدوى فلابد من تطهيرها بصورة مستمرة.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج