إعلان

فيسك: السعودية تدمر التراث الإسلامي والعالم يدين داعش فقط

01:42 م الإثنين 12 أكتوبر 2015

الكعبة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - هدى الشيمي: 

رأى الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن المعالم التاريخية تمحى في الشرق الأوسط، فمن تجريف وهدم وتفجير للمعابد والأضرحة، والحصون التاريخية التي تعود إلى عصر العثمانيين، ومع ذلك كيف يتعامل العالم مع ذلك؟ كيف يمنع العالم ذلك التدنيس من الاضرار بالتراث الذي ينتمي للبشرية كلها؟ ويوضح اشارته إلى المتمردين الوهابيين السلفيين، السعوديين.

يشير فيسك -في مقاله المنشور بصحيفة الاندبندنت البريطانية-، إلى عدم قيام العالم بأي فعل،أو اتخاذ أي اجراء، مشيرا إلى أنهم سيكتفون بالإدانة، والغضب لهؤلاء الوهابيين السلفيين، على الرغم من فعلهم أكثر من ذلك عندما هدم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" للأثار الرومانية في تدمر السورية، ولكنهم لا يجرؤون على الاحتجاج على تشويه السعودية للمقابر والمنازل والأضرحة الإسلامية، والخاصة بالنبي محمد – صلى الله عليه وسلم- وأقربائه وأصحابه، مما يجعل الجميع يستنتج بأن بقايا الآثار الرومانية أكثر أهمية من وقيمة من الإسلامية، ويترتب على ذلك أن العالم ينظر للأمر نظرة عنصرية، ويرى الإمبراطورية الرومانية أكثر أهمية من الإسلامية.

يرى فيسك أن السبب الحقيقي لتجاهل العالم لعبث السعودية في الكثير من المواقع الإسلامية، إنه لا يستطيع أو لن يقدر على انتقادها، لثروتها الفاحشة، والتي أجبرت الحكومة البريطانية على اعلان حزنها عند وفاة حاكمها الملك عبد الله آل سعود.

ويقول فيسك إن العالم إذا ألقى نظرة على ما مرت به السعودية، فهناك مكتبة بنيت على المنزل الذي ولد فيه النبي محمد، ومن الممكن أن تٌستبدل الآن بناطحات سحاب، وجٌرف مسجد بلال، والمنزل الذي عاشت فيه السيدة خديجة، الزوجة الأولى للنبي محمد، تحول إلى دورات مياه، وبٌني فندق هيلتون مكة على منزل أبو بكر الصديق، وتدمير مئات المنازل العثمانية في السعودية، والتي كانت بالقرب من المسجد الحرام، وهناك خمسة مساجد من أصل سبعة بنتهم ابنة الرسول، وأربعة من الصحابة هدموا من 90 عام، بالإضافة للتوسعات المستمرة في الحرم المكي، وعندما نشر الكاتب اللبناني كمال صليبة كتابا عام 1985، يقول فيه إن أغلب القرى السعودية تحمل أسماء يهودية، قامت السلطات بتجريفهم.

يشير فيسك إلى أن تدمير التاريخ الإسلامي مرتبط بتنظيم داعش وما له من علاقات بالوهابية، والتي تتبناها السعودية منذ القرن الثامن عشر، الذي بدأه محمد بن عبد الوهاب، ونشر مبادئه.

وذكر أنه عند انتقال الأمير عبد العزيز ابن سعود لمكة عام 1920، كان أول قرار له هو هدم ضريح السيد خديجة، الموجود بجانب مقابر أعمام الرسول، ومن المتوقع أن يلاقي ضريح السيدة فاطمة، ابنة الرسول، نفس المصير.

وهكذا بدأت عمليات التخريب للقبور والمقابر والأضرحة، والمباني التاريخية في جنوب غرب آسيا، من المزارات الشيعية في باكستان، لتماثيل بوذا، والمكتبات القديمة في تمبكتو، ومن الاثار في مكة إلى المساجد في الموصل، وبقايا الاثار الرومانية في تدمير، بالإضافة إلى المساجد الواقعة في البوسنة لمئات السنين، حتى الجميلة منها، هُدموا لصالح السعودية ومبانيها الموجودة في البلقان الآن.

ويؤكد فيسك أن كل تلك الكراهية تعد جزء لا يتجزأ من العقيدة الوهابية، والذي لا يوجد منه الآن سوى الوجود الروحي، أما وجوده المادي فما يزال غير كامل.

فيديو قد يعجبك: