إعلان

من منافع الحج الدنيوية

02:01 م الأحد 14 سبتمبر 2014

من منافع الحج الدنيوية

بقلم – هاني ضوَّه :

عندما أمر الله سبحانه وتعالى نبيه إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام أن يؤذن في الناس بالحج، بيَّن له سبحانه أن من يلبون تلك الدعوة المباركة فإنهم سيشهدون منافع لهم، يقول تعالى: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ).

لذا فقد عد العلماء الكثير من منافع الحج الدنيوية والأخروية، ونتعرض في هذا المقال لبعض من منافع الحج الدنيوية.

وإذا تأملنا في رحلة الحج والاجتماع فيه، حيث يأتي الناس للحج من كل فج عميق نجد أن الله سبحانه وتعالى قد أراد أن يكون الحج ملتقى للمسلمين جميعاً، من مشارق الأرض ومغاربها، من أجل تحقيق التّعارف والتّواصل بينهم، وتحصيل المنافع الاقتصاديّة والاجتماعيّة لمن حجّ ولمن لم يحجّ، وتبادل التّجارب والخبرات المتنوّعة التي يملكها كلّ شعب من الشعوب أو قبيلة من القبائل.

ومن المنافع الدنيوية للحج أن في أبواب رزق كثرة تفتح وتجارة تروج، ووظائف تطلب، مما يعود بالنفع على المسلمين سواء من حجاج بيت الله الحرام أو من غير الحجاج، وقد أباح الشرع الشريف للحجاج أن يبتغوا فضلًا من ربهم، وورد في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان ذو المجاز وعكاظ متجر الناس في الجاهلية، فلما جاء الإسلام كأنهم كرهوا ذلك حتى نزلت الآية: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ).

وكذلك من منافع الحج الدنيوية التكافل الاجتماعي عند ذبح الأضاحي والبُدن والنذور وغيرها، فيكون في هذا فرحة للفقراء والمساكين والمحتاجين، يقول تعالى: (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ).

كما تؤدي فريضة الحج وشعائره إلى حالة اتحاد المشاعر والأحاسيس الدينية بين المسلمين جميعًا من بقاع الأرض المختلفة، وبذلك تتحد القلوب وتتوافق الأقوال والأفعال، ويعيش الكل حالة الأمة الواحدة، ويحملون هما واحداً بعد أن تخمد النعرات وتذوب الاختلافات والقوميات والعرقيات وما أشبه في بحر من الانسجام والاجتماع والتآلف وقضاء الحوائج والاعتناء بالآخرين.

فيديو قد يعجبك: