تحليل .. ميسي وافساد كرة القدم فى خسارة صلاح "غير المستحقة" من برشلونة

02:39 م الخميس 02 مايو 2019

ميسي

كتب - محمد يسري مرشد:

ربما لما تواجه كرة القدم خطراً على فلسفتها وهويته الجماعية كما تواجه فى حقبة الأرجنتيني ليونيل ميسي"نسخة برشلونة" الذى نسف ثوابت فى اللعبة الأكثر شعبية فى العالم بقدرات خارقة للطبيعة جعلته يسلب اللعبة أعز ما تملك.

"كرة القدم لعبة جماعية النجم فيها الفريق" قاعدة عتيقة أولية تسمعها وأنت فى حداثة عهدك فى عالمها ولن تخلو محاضرات الفنية من هذه القاعدة فى محاولة لاقناعك بهذه المبدأ الراسخ ، المبدأ الذى كسره ميسي فى "الكامب نو".

فعل ليفربول كل ما فى وسعه للسيطرة والتسجيل، دفع كلوب بمحمد صلاح هداف الدوري وزميله وملاحقه مانى، فان دايك الأفضل فى البريميرليج فى الدفاع وعلى الجبهة اليسرى اندرو روبرتسون واحد الأكثر صناعة للأهداف من بين كل الأظهرة فى العالم، استحواذ الريدز، هدد، ضغط عالي ،فرص، ولكن ميسي ضرب كل هذه ببساطة، مر من تحت أنوفهم وهم يعلمون أنه لا يمكنهم العبث معه.

كلوب بدأ المباراة بطريقة أقرب إلى 4-3-3 لعب فينالدوم دور أقرب للمهاجم الوهمي، ماني على اليسار وصلاح يلعب ما بين ألبا ولينجليت على اليسار وفى وسط الملعب كيتا وفابينيو وميلنر، روبرتسون فى اليسار ، ماتيب وفان دايك مدافعين جوميز يعوض أرنولد على اليمين فيما لعب البارسا بنفس طريقته 4-3-3 وترجمتها على الملعب تير شتيجن - ميسي.

سواريز خطف من تحرك رائعة هدفاً، ماني أهدر فرصتين، صلاح أرهق لينجليت ألبا يصمد مع زميله الفرنسي، اصابة كيتا استحواذ للريدز ، والعالم يترقب مواجهة ميسي - فان دايك .

المواجهة الخاصة الجانبة اعتبرها البعض مبارزة شخصية جزء من حلقة لكابتن ماجد يصارع فيها الأخير بسام وسط مراقبة من لاعبي الفريقين ، كرة قدم افتراضية كارتونية يسعي البعض فيها الى تدخل بقوة من الهولندي ومراقبة على يستطيع ميسي المرور أما لا وهو المشهد الهزلي الذي ليس له مكان إلا حلقات مخصصة للأطفال.

كرة القدم أعمق وأهم من ذلك، ليس مطلوب من المدافع أن ينقض فى كل كرة على نجم الفريق الأخر وليس مطلوب فى كل مرة أيضاً "التحليق" ربما فان دايك كان يخشى ميسي وهذه طبيعي لمواجهة لاعب بهذه القوة أيضاً ميسي كان يضع فى الحسبان قوة من يواجهه لأن ذكياً بالقدرة الكافي وليس"فتوة" يسعي للمرور بالقوة .

فى الشوط الثاني استحوذ الريدز فرصة بالجملة تألق من الرائع تير شتيجن الأفضل فى العالم، تدخل فالفيردي، تناسي مدرسة الكرة السيرك والتيكي تاكا وكرويف والشمول والهجوم خير وسلة للدفاع وهدفه سد الثغرة فى جبهته اليمنى وايقاف خطورة الخصم فدفع بسيميدو بدلاً من كوتينيو وعدل طريقته إلى 4-4-2 ولسان حاله سنضربهم بالمرتدات، حتى جاء الهدف الثاني، فابينو يحاول قطع الكرة تذهب فى اتجاه روبرتو، روبرتسون يقطع الكرة تذهب إلى ركبة سواريز ثم إلى العارضة، وفى ظل هذه الدرامة نسوا ميسي فعاقبهم، الكرة اختارته فذهبت اليه وعاقبهم على هفوتهم.

الجزء الأخير من المباراة تحول إلى مباراة ملاكمة مفتوحة، كلوب خفض يديه وبدأ فى الهجوم بوجه مكشوف كاد يسجل ويتعادل أو يخسر بخماسية أو سداسية ولكن ليس هناك مفر، ميسي افسد كل شىء، لا قيمة للخطط والأرقام والاستحواذ فى وجوده، هدف قاتل فى زاوية قاتلة أجهز على المباراة، وخسر ليفربول خسارة غير مستحقة ليس لاستحواذه وفرصه ولكن لمواجهة منافسه فى عهد ميسي.

إعلان

إعلان