عقل المباراة .. فكرة فالفيردي حول راكيتيش ونظرية "شوهدت من قبل" فى الكلاسيكو (تحليل)

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.

ربما يقضي عالم ما في الحديث عن نظرية واحدة وتفسيرات متعددة طيلة عمره.. أخشي أن ألقي مصير إيميل بوراك.

هل سمعت عن نظرية ديجا فو؟

في عام 1917 قام الفرنسي المولود بالجزائر إيميل بوراك بالحديث عن هذا المصطلح في كتابه مستقبل العلوم النفسية، أثناء تصفحي للنسخة المترجمة منه رأيت شيئا شابني في الفترة الماضية الـ(déjà vécu). أو شوهدت بالفعل.

أكثر ما يؤرق كاتب هذه السطور أثناء اعتياده رؤية الشىء في أنه يجد ذلك بات محفوظا وبالتالي ليس من الممكن ألا يشاهده المدرب ، فيغرق في التفاصيل أكثر وأكثر وأكثر علي أمل رؤية شىء جديد ويبدو أن متلازمة (البيلسيا) نسبة إلي مارسيللو بيلسا تصيب بعضا ممن يمتهنون تحليل الأداء.

الحقيقة أن فالفيردي لم يغير إلا أشياء بسيطة في كلاسكيو الدور الأول، فهو كما اعتمد علي رافينها وكوتينيو في العمق وأشياء أخرى تكررت.

صحيح أن أفكار لوبتيجي يجب أن تختلف عن أفكار سولاري ، ولكن الحقيقة أن سولاري لا يستطيع السيطرة علي أفراد الفريق داخل أرض الملعب كلما كانت معه الكرة ، المدرب الارجنتيني ينجح عندما يهاجمه الأخرين مثلما حدث أمام أياكس وأمام برشلونة في ذهاب قبل نهائي الكأس ولكنه يجد أزمة في صناعة شكل مميز في الهجوم أثناء تكتل المنافسين وزاد الأمر صعوبة إبعاد لإيسكو القادر علي تكملة الجزء المفقود في العمق . ، بالمناسبة فالفيردي يعاني ذات الأمر .

أفكار فالفيردي ؟ ربما أكثر ما يعجبني في إرنستو هو قدرته المتميزة في التحولات ورغم خطورة ما يفعله لاعبي برشلونة أحيانا في الخروج بالكرة من قلب منطقة الجزاء والتمرير الذي قد يسبب خطورة علي مرمي تير شتيجن إلا أن نجاح فالفيردي دوما في صناعة الخطورة تأتي من التحول من الدفاع للهجوم بسبب فكرته التي لائمت ظروف برشلونة لحد ما .

اكثر ما عاناه برشلونة سابقا كانت في عدم قدرة إنيستا وتشافي علي تأدية الدور الدفاعي علي أجنحة الفريق هجوميا وبعد رحيل تشافي ظهر راكتيش كبديل جيد لأداء هذا الدور مع اكمال الهجوم من العمق اثناء التحول من 4-3-3 false 9 خاصة بيب جوارديولا إلي عصر 4-3-3 الطبيعية في عهد إنريكي والأخير كان له في أخر مواسمه بداية التفكير في 4-4-1-1 والتي يستخدمها فالفيردي أثناء الدفاع .

برشلونة وهو يعاني من غياب ظهير أيمن واضح رغم إمتلاك سميدو مجبر علي أن يعاون روبرتو لاعبا من الوسط لديه قدره علي الإختراق ومساندة ميسي الذي تحرك إلي العمق ليلائم أفكار فالفيردي ولحاجة الفريق إليه خلف سواريز .

لاعب الوسط الأيمن في 4-3-3 إذا رغبت في رؤية ميسي وديملبي بجوار سواريز هو أهم قطعة في وسط برشلونة هو اللاعب الذي يحمي ميسي دفاعيا وهو اللاعب الذي يرغب ميسي في أن يجعله ظلا معاكسا له طوال الوقت إذا دخل ميسي للعمق ظل هو بالأطراف والعكس صحيح ..ومن غير إيفان راكتيتش .

قبل سنوات تحدثت وقت إنريكي عن أن نيمار وميسي يصنعان اللعب وإنيتسا وراكتيش يصنعان الهدف وتجلي ذلك بوضوح في نهائي دوري أبطال أوربا أمام اليوفنتوس قبل أربعة سنوات .. بالأمس تحدث مورينيو في الإستوديو التحليلي عن دور هذا اللاعب وللحقيقة كنت أتمني أن يعطي جوزيه لاعبيه في خط الوسط تلك الحرية الممنوحة لراكتيش والتي جعلت البرتغالي يتحدث عنه .

سقوط ميسي للخلف يعني تواجد رباعي ( بوسكتس –راكتيش –ارتور –ميسي ) علي ثلاثي وسط الريال ( كاسيمرو –كروس –مودريتش ) ..هذا يعني ضرورة أن يتحرك ريجيلون خلف ميسي للعمق ( أمر بديهيا ) ولكن إنطلاقات روبرتو المستمرة تثير القلق ..لماذا لإن فينسوس لا يتراجع

في مباراة الذهاب كان مارسيللو حائرا بين روبرتو ورافينها ، والان ريجيلون حائرا بين روبرتو وميسي والجميع يعلم من هو ليو

هل تعتقد أن ماسة الوسط هي الوحيدة التي تشكل قوة لبرشلونة ؟ بالطبع لا

حرية الحركة الممنوحة لميسي تجعله يشكل لاعبا زائدا عن لاعبي الريال في أي جهات الملعب تحدثنا سابقا عن الوسط ماذا عن الأطراف ؟

في اليمين ( روبرتو –راكي –بوسكتس – ميسي ) في اليسار ( ألبا –ديمبلي –أرتور –ميسي ) الفارق بين الجبهتين أن أرتور يبقي يسارا ويترك الحرية أكثر لديمبلي وألبا ، فيما تكون الحرية أكبر لراكتيش ليصبح أكثر ميلا لمركز الجناح ومن ثم يخترق دفاعات الريال .

الحل الوحيد هو أن يذهب راموس لرقابة ميسي أثناء تسلمه الكرة أو أثناء تسلم راكيتيش الكرة ، نعم هذا ما حدث ولكن ما حدث أدي إلي هدف المباراة الوحيد ..نشاهد الفيديو التالي

كتب أيمن محمد:

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.

ربما يقضي عالم ما في الحديث عن نظرية واحدة وتفسيرات متعددة طيلة عمره.. أخشي أن ألقي مصير إيميل بوراك.

هل سمعت عن نظرية ديجا فو؟

في عام 1917 قام الفرنسي المولود بالجزائر إيميل بوراك بالحديث عن هذا المصطلح في كتابه مستقبل العلوم النفسية، أثناء تصفحي للنسخة المترجمة منه رأيت شيئا شابني في الفترة الماضية الـ(déjà vécu). أو شوهدت بالفعل.

أكثر ما يؤرق كاتب هذه السطور أثناء اعتياده رؤية الشىء في أنه يجد ذلك بات محفوظا وبالتالي ليس من الممكن ألا يشاهده المدرب ، فيغرق في التفاصيل أكثر وأكثر وأكثر علي أمل رؤية شىء جديد ويبدو أن متلازمة (البيلسيا) نسبة إلي مارسيللو بيلسا تصيب بعضا ممن يمتهنون تحليل الأداء.

الحقيقة أن فالفيردي لم يغير إلا أشياء بسيطة في كلاسكيو الدور الأول، فهو كما اعتمد علي رافينها وكوتينيو في العمق وأشياء أخرى تكررت.

صحيح أن أفكار لوبتيجي يجب أن تختلف عن أفكار سولاري ، ولكن الحقيقة أن سولاري لا يستطيع السيطرة علي أفراد الفريق داخل أرض الملعب كلما كانت معه الكرة ، المدرب الارجنتيني ينجح عندما يهاجمه الأخرين مثلما حدث أمام أياكس وأمام برشلونة في ذهاب قبل نهائي الكأس ولكنه يجد أزمة في صناعة شكل مميز في الهجوم أثناء تكتل المنافسين وزاد الأمر صعوبة إبعاد لإيسكو القادر علي تكملة الجزء المفقود في العمق . ، بالمناسبة فالفيردي يعاني ذات الأمر.

أفكار فالفيردي؟ ربما أكثر ما يعجبني في إرنستو هو قدرته المتميزة في التحولات ورغم خطورة ما يفعله لاعبي برشلونة أحيانا في الخروج بالكرة من قلب منطقة الجزاء والتمرير الذي قد يسبب خطورة علي مرمي تير شتيجن إلا أن نجاح فالفيردي دوما في صناعة الخطورة تأتي من التحول من الدفاع للهجوم بسبب فكرته التي لائمت ظروف برشلونة لحد ما .

اكثر ما عاناه برشلونة سابقا كانت في عدم قدرة إنيستا وتشافي علي تأدية الدور الدفاعي علي أجنحة الفريق هجوميا وبعد رحيل تشافي ظهر راكتيش كبديل جيد لأداء هذا الدور مع اكمال الهجوم من العمق اثناء التحول من 4-3-3 false 9 خاصة بيب جوارديولا إلي عصر 4-3-3 الطبيعية في عهد إنريكي والأخير كان له في أخر مواسمه بداية التفكير في 4-4-1-1 والتي يستخدمها فالفيردي أثناء الدفاع.

برشلونة وهو يعاني من غياب ظهير أيمن واضح رغم إمتلاك سميدو مجبر علي أن يعاون روبرتو لاعبا من الوسط لديه قدره علي الإختراق ومساندة ميسي الذي تحرك إلي العمق ليلائم أفكار فالفيردي ولحاجة الفريق إليه خلف سواريز.

لاعب الوسط الأيمن في 4-3-3 إذا رغبت في رؤية ميسي وديملبي بجوار سواريز هو أهم قطعة في وسط برشلونة هو اللاعب الذي يحمي ميسي دفاعيا وهو اللاعب الذي يرغب ميسي في أن يجعله ظلا معاكسا له طوال الوقت إذا دخل ميسي للعمق ظل هو بالأطراف والعكس صحيح.. ومن غير إيفان راكتيتش.

قبل سنوات تحدثت وقت إنريكي عن أن نيمار وميسي يصنعان اللعب وإنيتسا وراكتيش يصنعان الهدف وتجلي ذلك بوضوح في نهائي دوري أبطال أوربا أمام اليوفنتوس قبل أربعة سنوات .. بالأمس تحدث مورينيو في الإستوديو التحليلي عن دور هذا اللاعب وللحقيقة كنت أتمني أن يعطي جوزيه لاعبيه في خط الوسط تلك الحرية الممنوحة لراكتيش والتي جعلت البرتغالي يتحدث عنه.

سقوط ميسي للخلف يعني تواجد رباعي ( بوسكتس –راكتيش –ارتور –ميسي ) علي ثلاثي وسط الريال ( كاسيمرو –كروس –مودريتش ) ..هذا يعني ضرورة أن يتحرك ريجيلون خلف ميسي للعمق ( أمر بديهيا ) ولكن إنطلاقات روبرتو المستمرة تثير القلق.. لماذا؟ لأن فينسوس لا يتراجع.

في مباراة الذهاب كان مارسيللو حائرا بين روبرتو ورافينها ، والان ريجيلون حائرا بين روبرتو وميسي والجميع يعلم من هو ليو.

هل تعتقد أن ماسة الوسط هي الوحيدة التي تشكل قوة لبرشلونة؟ بالطبع لا

حرية الحركة الممنوحة لميسي تجعله يشكل لاعبا زائدا عن لاعبي الريال في أي جهات الملعب تحدثنا سابقا عن الوسط ماذا عن الأطراف؟

في اليمين ( روبرتو –راكي –بوسكتس – ميسي ) في اليسار ( ألبا –ديمبلي –أرتور –ميسي ) الفارق بين الجبهتين أن أرتور يبقي يسارا ويترك الحرية أكثر لديمبلي وألبا ، فيما تكون الحرية أكبر لراكتيش ليصبح أكثر ميلا لمركز الجناح ومن ثم يخترق دفاعات الريال.

الحل الوحيد هو أن يذهب راموس لرقابة ميسي أثناء تسلمه الكرة أو أثناء تسلم راكيتيش الكرة ، نعم هذا ما حدث ولكن ما حدث أدى إلي هدف المباراة الوحيد.. نشاهد الفيديو التالي:

في إحدي لقطات الفيديو السابق ظهر راموس حائرا بين رقابة ميسي وبين عودته لقلب الدفاع حتي ظهر كاسميرو وهو الأمر الذي شكل عائق تكتيكي أمام سولاري ، كيف لكروس ومودريتش أن ينجحا في كسر حصار ثلاثي العمق (بوسكتس – راكتيش –ارتور ) وإن ظهر ريجيلون هجوميا لمساندة فينسوس يتجه راكتيش فورا لمساندة روبرتو ويصبح سواريز وميسي في مواجهة ثنائية أمام راموس وفاران (يمكنك أن تتخيل المشهد) بالتأكيد لقد شاهدته من قبل.

ربما يكون الضغط العالي هو الحل لإجبار برشلونة علي التخلص من الكرة ؟ برشلونة كان في بعض الأحيان ينجح في اقتناص الكرة إذا جاءت جهة ديمبلي الأطول من كاربخال وفي أحيان أخري كان سواريز لا يلتحم هوائيا ويتجه ميسي مع ثنائي الوسط الحر (راكي وارتور) لخلق مثلث يتسلم الكرة بدون رقابة بعد إبعاد مودريتش وكروس عن عمق وسط الملعب وهو ما ظهر في الفيديو السابق أيضا

كي تعرف أن هجوم الريال بائس يكفي أن تسترجع لقطة بيكيه وهو يتماشي بالكرة من الجانب الايسر للجانب الأيمن وهو يمر أمام شتيجن.. ما سبق لا يدعو للاندهاش، ما يدعو للغرابة هو تواجد بنزيمه معه والذي فشل في إجبار بيكيه حتي علي التخلص من الكرة.. وأين في البيرنابيو!

إذا أضفت لذلك المستوي العجيب لجاريث بيل ستعرف أن الريال يبدو وكأنه ناقصا من لاعبين ، وفي أفضل الأحوال عندما يجتهد بنزيمة سيكون مجهوده بمثابة نصف لاعب فقط ، الريال يعاني نوعيا الفريق يحتاج إلي مثلث هجومي كامل ..فينسوس مازال لديه وقت حتي يستطيع أن يحمل الريال علي عاتقه.

أخيرا.. إذا شعرت بأنك قرأت ذلك من قبل فلا تندهش فهو déjà vécu أو "شوهدت بالفعل".