تقرير.. هل يصيب كورونا الصفقات الفلكية في ميركاتو ما بعد العاصفة؟

كتب - أحمد فاروق:

أصبحت العواقب الاقتصادية الكارثية هي الشغل الشاغل لجميع مسؤولي كرة القدم في القارة الأوروبية، بعد توقف المنافسات إلى أجل غير معلوم، عقب انتشار فيروس كورونا.

وانتشر فيروس "كوفيد-19" الذي يصيب الجهاز التنفسي للإنسان، والمعروف عالميًا بفيروس كورونا المستجد في مختلف أنحاء العالم، وتسبب في تجميد الأنشطة الرياضية، بعدما أصاب أكثر من مليون شخص، وأودى بحياة ما يقرب من 60 ألفًا.

وكشفت صحيفة "كيكر" الألمانية أن 13 ناديًا في مسابقتي الدرجتين الأولى والثانية الألمانيتين يواجهون خطر الإفلاس، في حالة عدم استئناف النشاط الكروي بحد أقصى في شهر يونيو المقبل، بينهم ثمانية يضمون ناديًا في بوندسليجا سيضطرون لإشهار إفلاسهم إذا لم تنته الأزمة في شهر مايو المقبل.

ويعود ذلك إلى اعتماد معظم تلك الأندية على عوائد البث التليفزيوني، والتي سيخسرون الدفعة الرابعة منها إذا تم إلغاء الموسم الكروي الحالي، كما خسرت معظم أندية كرة القدم عالميًا العديد من مصادر الدخل الهامة بعد توقف النشاط الكروي، أبرزها عوائد الحضور الجماهيري للمباريات، ومتاجر الأندية ومتاحفها.

خاومي روريس رئيس مؤسسة "ميديا برو" الإعلامية أكد في تصريحات صحفية قبل أيام أن إلغاء الموسم الحالي سيكبد كرة القدم الأوروبية خسائر تتجاوز 7 مليارات يورو، كما أكدت صحيفة "صن" البريطانية أن عدم اكتمال الموسم الحالي بالدوري الإنجليزي الممتاز سيكلف أندية بريميرليج ما يقرب من ثلاثة أرباع مليار جنيه إسترليني.

حملات موسعة بدأتها روابط الأندية والاتحادات الوطنية لكرة القدم لحث اللاعبين على التنازل عن جزء من رواتبهم حتى تنتهي أزمة "كورونا" وذلك بعد الأزمات الاقتصادية التي لاحقت أندية كرة القدم، ولم يفلت منها كبار أوروبا، حيث أعلن نجوم العديد من الأندية الكبرى وأبرزهم برشلونة الإسباني ويوفنتوس الإيطالي قبولهم تخفيض رواتبهم، للمساهمة في تجاوز أنديتهم تلك الأزمة.

الهزة الاقتصادية التي تعاني منها الكرة الأوروبية في الوقت الحالي ألقت بظلالها على خطط العديد من الأندية في فترات الانتقالات المقبلة، وأولها فترة الانتقالات الصيفية، التي قد تتأجل في حالة استئناف الموسم الحالي خلال فصل الصيف المقبل.

وتصاعد الإنفاق في فترات الانتقالات بشكل جنوني في السنوات الأخيرة، وبلغ معدلًا قياسيًا في فترة الانتقالات الصيفية التي سبقت الموسم الحالي، تجاوز 6 مليارات دولار في الدوريات الخمسة الكبرى فقط.

وتجاوز 10 لاعبين حاجز 100 مليون يورو في صفقات انتقال اللاعبين، بينما تجاوز لاعب واحد حاجز المئتي مليون يورو، هو البرازيلي نيمار، الذي انتقل في صفقة "فلكية" من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، مقابل 222 مليون يورو عام 2017.

وخلال الصيف الماضي تجاوزت صفقات انتقال 3 لاعبين حاجز المائة مليون يورو، هم البرتغالي جواو فيلكس الذي انتقل من بنفيكا البرتغالي إلى أتلتيكو مدريد الإسباني، الفرنسي أنتوان جريزمان الذي انتقل من أتلتيكو مدريد إلى برشلونة، والبلجيكي إيدين هازار الذي انتقل من تشيلسي الإنجليزي إلى ريال مدريد الإسباني.

صيف 2020 كان من المنتظر أن يصبح ساخنًا للغاية، حيث استهدفت العديد من الأندية لاعبين مميزين، ووضعت أرقامًا ضخمة لتأمين التعاقد معهم، أبرزهم الجناح الإنجليزي الشاب جادون سانشو نجم فريق بوروسيا دورتموند الألماني، الفرنسي بول بوجيا لاعب خط وسط فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي والأرجنتيني لاوتارو مارتينيز مهاجم فريق إنترناسيونالي الإيطالي.

لكن ضربة فيروس كورونا قد تؤثر بشدة على خطط العديد من الأندية، والتي سيصبح بعضها مضطرًا لترشيد النفقات، بينما سيصبح البعض الآخر مجبرًا على التخلي عن بعض نجومه لتجاوز أزمته الحالية، وهو ما سيساهم كثيرًا في تراجع عدد الصفقات الضخمة في الميركاتو المقبل.

التوقف الكروي الحالي أثر على القيمة السوقية للعديد من اللاعبين، وهو ما أكدته الإحصائية التي استعرضها المركز الدولي للدراسات الرياضية "CIES" والتي أظهرت تراجع القيمة السوقية للاعبي أندية الدوريات الخمسة الكبرى بما يزيد عن ملياري يورو.

ولم يتضح حتى الآن موعد فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، والتي قد يتأخر موعدها انتظارًا لإتمام الموسم الكروي الحالي، الذي قد يمتد إلى أحد شهري أغسطس أو سبتمبر المقبلين، في حالة امتداد أزمة انتشار فيروس كورونا.