إعلان

"حُب لا يفنى".. كيف أصبحت الإذاعة "ونيسًا" لشاب عشريني في رمضان؟

09:07 م الأربعاء 05 مايو 2021

عدنان السعدني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

مع اقتراب شهر رمضان يُدرك الناس الأيام الكريمة بإعلانات المسلسلات أو بالزينة التي تظهر في الشوارع، لكن عدنان السعدني يُدرك الشهر بشكل مُختلف، فحين يستمع إلى أشعار المسحراتي بصوت سيد مكاوي، على أثير إذاعة البرنامج العام، حينها يعرف يقينًا أن رمضان قد حلّ.

لا تُعتبر الإذاعة في حياة السعدني شيئًا عابرًا، بل هي هواية مُحببة لقلبه منذ الصغر، حينما كان طالبًا في الابتدائية يستيقظ مُبكرًا للحاق بطابور المدرسة، وقتها كان الراديو هو الخلفية الموسيقية لبداية اليوم، فقد شبّ على سماع برامج الفقرة الصباحية مثل "بالسلامة يا حبيبي بالسلامة وربات البيوت وأبلة فضيلة".


ورغم أن كثيرين تربّوا والإذاعة هي خلفية حياتهم، لكن سحرًا ما جعل السعدني يتعلق بالإذاعة دون أخواته، وكما العديد من الأطفال كان الشاب العشريني حين يُسأل "عايز تطلع ايه يا حبيبي؟"، فيكون الردّ "دكتور أو مهندس"، لكن مع إدراكه حُبّه للإذاعة كلما كبر تحوّلت تلك الإجابة خلال مرحلة الثانوية العامة هي "إعلام عشان أدخل إذاعة"، وبالفعل تمكّن من دخول كلية الآداب قسم إعلام، وكان من بين 18 طالب فقط اختاروا تخصص الإذاعة بدلًا عن التليفزيون.

صورة 1

لا يمرّ يوم رمضان على السعدني كما البقية؛ له روتين مُرتبط بالإذاعة المصرية، حيث ينتهي من عمله في الثانية عصرًا، وتُرافقه الإذاعة بقية يومه، يبدأها بسماع إذاعة الأغاني، ثم البرامج على إذاعتي الشرق الأوسط والبرنامج العام "بسمع برنامج من نور الخيال وصنع الأجيال في تاريخ القاهرة"، وهو بالأساس ديوان للشاعر فؤاد حداد، وفي المساء يستمع إلى مسلسل ألف ليلة وليلة المُذاعة بالبرنامج العام "والمسحراتي بييجي الساعة اتنين الا تلت، وبعد كدا دراما دينية أحسن القصص".

للراديو طعم مُختلف في نظر السعدني، ينجذب فيه إلى مساحة الخيال التي تصنعها الإذاعة "من أول ما المذيع يتكلم بفكر شكله ازاي لحد المسلسلات الإذاعية اللي بحبها"، يرى السعدني مثلًا أن مسلسل ألف ليلة وليلة أفضل كما هو في الإذاعة عن التليفزيون "لأنه بيدي مساحة أفكر وأتخيل شكل الأحداث والناس".

لا ونيس للسعدني في سماع الراديو سوى جدته، فلم يُحب الإذاعة أحد داخل أسرته مثلما وقع هو في غرام الإذاعة، ولا وجد من يُحبها من أصحابه، غير أن جدّته شاركته نفس الهواية، فقد كانت السبب الذي جعله يشتري راديو خاص به، فقد كانت الإذاعة دومًا رفيقة لها "حببتني فيها"، حتى نشأت بينهما علاقة قائمة على حُب الأثير، فارتبطا سويًا بسماع محطات صوت العرب والشرق الأوسط والبرنامج العام والقرآن الكريم، حتى أن السعدني يتصل بها خصيصًا ليُذكّرها للاستماع لحلقة المسلسل الذي يُتابعانه سويًا.

صورة 2

ومن البرامج التي عرّفته عليه جدته، كان برنامج يُقدمه الإذاعي طاهر أبو زيد "كان له برنامج بيعمل فيه لقاءات مع قمم فنية زي أم كلثوم، وبعدها أعادوا تقديم الحلقات دي وهو كان المذيع بردو"، وبرنامج آخر يسمى "أغاني وعجباني": "ودا فكرته إنهم بيستضيفوا ضيف يتكلموا معاه وبعدين يختار أغنية تتذاع".

كما كانت تحكي له المسلسلات الإذاعية التي تُحبها، وسمعتها في صغرها، ومن بينها مسلسل تاريخي "المملوك الشارد"، وهو عن رواية للأديب جرجي زيدان، مؤسس مجلة الهلال، ولكنها لم تستمع إلى الحلقة الأخيرة، فأخذ السعدني يبحث عن القصة، وهي صادرة عن دار الهلال "وقريت ليها النهاية بس هي محبتهاش، كان نفسها تسمعها على الراديو"، لم ينْس السعدني رغبة جدته وأخذ يبحث عنها على شبكة الإنترنت، حتى وجدها مُتاحة على موقع اليوتيوب.

ذهب السعدني مرة واحدة إلى ماسبيرو حيث الإذاعة المصرية، فقد اصطحبه أحد المذيعين بالشباب والرياضة معه إلى الإذاعة، حينما كان طالبًا بالكلية، وكانت التجربة أن يُشاركه تقديم الحلقة، لا ينْس السعدني وقع التجربة عليه "كانت حاجة جديدة بالنسبة لي"، شعر حينها بمهابة الإذاعة.

رغم كونه شاب لكنه ليس من أنصار التجديد، فالخريطة الإذاعية موجودة منذ الخمسينيات، ولم يتغير فيها سوى القليل، أما عماد البرامج فهي الأعمال القديمة التي لا يملّ منها أبدًا، يرى أن لها طابع خاص تمتاز به عن الإذاعات الخاصة "ورغم إن فيه جيل من الشباب في الإذاعات القديمة بتجدد شوية في طريقة التقديم، بس أنا محبتش ده"، حيث يرى السعدني مُتعته في استكشاف القديم مرارا وتكرارًا.

حتى أن الإذاعات الحديثة في نظر السعدني قائمة على البرامج القديمة، فطابع برنامج "أنا والنجوم وهواك" للإذاعي أسامة مُنير، يُشبه ما كانت تُقدّمه بثينة كامل على البرنامج العام، وهو برنامج "اعترافات ليلية"، كما يتذكر السعدني برنامجًا أذيع على الشرق الأوسط اسمه "قابلني في ويمبي"، وويمبي هو مطعم للوجبات السريعة اشتهر في فترة الثمانينيات، يُشبه ما قدّمه بعد ذلك طارق أبو السعود في برنامج "قابلني هناك في أون ذا ران"، وهو برنامج قُدّم في بداية افتتاح إذاعة "نجوم إف إم".

لا يستقيم رمضان دون الإذاعة عند السعدني، فرغم أنه يُتابع كما كثيرين الأعمال الدرامية، لكن يظلّ سماع الراديو عادة لا تنقطع، ويصير تكرار سماع مسلسل ألف ليلة وليلة من بين السلوكيات المُحببة للشاب "هي مرتبطة عندي بذكريات الطفولة، وكمان بحب طريقة السرد بتاعة زوزو نبيل وهي بتحكي الحكاية".

ليس رمضان وحده الذي لا تُجدى بدونه الإذاعة، بل النوم أيضًا عند السعدني مُرتبط بالراديو "أنا لو مشتغلتش الراديو جمبي وأنا نايم بصحى مخضوض".

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك: