إعلان

من الحرب العالمية للإفطار.. ذكريات 199 سنة لمدفع رمضان بأسوان

03:24 م الخميس 17 مايو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أسوان - إيهاب عمران:

يمثل مدفع رمضان أهم الطقوس الرمضانية، رغم التطور الذي يعيشه الناس ودخول التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة في مناحي الحياة، ويرتبط مدفع رمضان لدى الكثيرين بذكريات جميلة ومواقف إنسانية رائعة كان يجتمع فيها أهل أسوان.

يقول المساعد شريف القط من إدارة قوات الأمن والمسئول عن تشغيل المدفع، إن صناعته إلى عام 1819 بما يعني أن عمره بلغ 199 سنة وهو صناعة ألمانية، وتم استخدامه في الحرب العالمية الثانية بمدينة العلمين بالإسكندرية، لافتًا إلى أنه عقب ذلك تم استخدامه في المناسبات المختلفة حتى وصل لمدينة أسوان في منتصف الستينات، وجرى وتشغيله خلال شهر رمضان حيث وضع بجوار شرطة المسطحات بكورنيش النيل، واستمر في موقعه ما يقرب من 50 عاما لم يتوقف خلالها إلا منذ 4 سنوات وبالتحديد عام 2014 لإجراء أعمال صيانة للمدفع، وتوقف عن العمل لمدة عامين وعاد للعمل مرة أخرى العام الماضي في احتفال كبير، وسط فرحة كبيرة من الأهالي الذين ارتبطوا بسماع صوت المدفع منذ طفولتهم.

وأضاف العميد ضياء الدين صبحي مدير إدارة الحماية المدنية بأسوان، بأن المدفع تابع لإدارة الحماية المدنية ويقوم على تشغيله أحد أفراد قوات الأمن الذي يملك خبرة وحاصل على تدريبات مدفع متعددة للتعامل معه بشكل آمن.

وأشار إلى أن تشغيل المدفع يكون من خلال وضع كميات من البارود به وتوصيله بأحجار بطارية لتعطي شرارة كهربائية لينطلق منه صوتًا عاليًا يصل لمسافات طويلة.

وقال الدكتور مدثر سليم الأستاذ المتفرغ بكلية الخدمة الاجتماعية بأسوان، إن مدفع رمضان عندما بدأ العمل به في أسوان خلال الستينات كان هو الوسيلة الوحيدة التي يعتمد عليها أهالي المحافظة للإفطار والإمساك، حيث لم تكن مكبرات الصوت موجود بالمساجد، كما أن أعداد المساجد كانت أعدادها قليلة وحتى بعد انتشار المساجد ومكبرات الصوت ما زال الأهالي خاصة كبار السن مرتبطين بالمدفع.

أما عن تاريخ معرفة مصر بمدفع الإفطار فيقول الأستاذ نجيب نصيف الباحث فى التاريخ المصري، إن هناك روايتان لبداية استخدم المدفع فى مصر.. الأولى تقول إنه عند غروب أول يوم من رمضان عام 865 هـ أراد السلطان المملوكي "خشقدم" أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل إليه، وقد صادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، ظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار ثم أضاف بعد ذلك مدفعي السحور والإمساك.

والرواية الثانية تفيد بأن ظهور المدفع جاء عن طريق الصدفة، فلم تكن هناك نية مبيتة لاستخدامه لهذا الغرض على الإطلاق، حيث كان بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل يقومون بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان، فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، وصاروا يتحدثون بذلك، وقد علمت فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث، فأعجبتها الفكرة، وأصدرت فرمانًا يفيد باستخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفى الأعياد الرسمية.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك: