حديث ومعنى (22): "إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ"

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم مركز الأزهر العالمي للرصد والافتاء الالكتروني (خاص مصراوي) تفسيرا ميسرا لبعض الأحاديث النبوية الصحيحة والتي تتعلق بالصيام وشهر رمضان المبارك.

ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ» أخرجه البخاري

وجاء في تفسير مختصي المركز لمعنى الحديث النبوي الشريف، أن النَّبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم بعض الليل، ويقوم ليالي خاصة، وكان أكثر ما يقوم في رمضان، وأكثر ما يقوم من رمضان العشر الأوسط؛ لأنها وقت غفلة عامة الناس، وفيها تفتر الهمم، فلما أبينت له ليلة القدر اهتم بالعشر الأواخر، وقام بإحيائها كلها، واعتزل نساءه فيها وهو معنى قوله في الحديث وشد مئزره : أي جدَّ واجتهد في العبادة وقيام الليل، واعتزل النِّساء، وهو مأخوذ من قول الشَّاعر:

قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوْا شَدُّوْا مآزِرَهُمْ ... عنِ النِّسَاءِ وَلَوْ بَاتَتْ بِأطْهَارِ.

وأيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من يستطيع القيام من أهله، لم يكن يدع أحدًا من أهله يطيق القيام إلا أقامه؛ ليشاركوه إحياءها التماسًا لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وفي هذا من الدلالات التربوية بالحث على العناية بالزَّوجة والأولاد وأولاده لأنه مسئول عن رعيته ، وفي هذا أيضًا دعوة صامتة فالمسلم عندما يقوم الليل لربه فهذا له أثر في أولاده أيما تأثير!! ، وكما قالوا : حال رجل أفضل من قول ألف رجل في رجل ، بل إنَّ عدم العناية بالأسرة وإهمالها يعرض العبد للخسارة فقد قال صلى الله عليه وسلم : «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ غَاشًّا لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» .

وفي الحديث: استحباب إحياء الليل، واستحباب إحياء العشر الأواخر من رمضان، واستحباب إشراك الأهل مع الرَّجل في العبادات المستحبة وأنَّ ذلك مطلوب منه، وخصوصية العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعملها في غير ها إشارة إلى تجويد وتحسين الخاتمة، فالأعمال بالخواتيم.