إعلان

آية ومعنى (15): {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}

06:28 م الثلاثاء 27 أبريل 2021

القران الكريم

كتب-محمد قادوس:

يقدم مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الالكتروني "خاص مصراوي" تفسيرا ميسرا لبعض الايات القرانية والتي تتعلق بالصيام وشهر رمضان المبارك، واليوم مع تفسير قوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152]

وجاء في تفسير الآية من الدكتور هنيدي عبد الجواد، مدرس التفسير وعلوم القرآن وعضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية المركز: أنْعَم الله على عباده بِنِعَمٍ عديدة، لا تُعدُّ ولا تُحصَى، من بينها: نعمة المال، والصحة، والزوجة، والأولاد، وغيرها من النعم، قال عزَّ وجل: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل: 18]، {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: 20]، إلا أن العبد بمزاولة نِعَمِه والتَّعوُّد عليها، قد ينسبها إلى نفسه، وعلمه، وذكاءه، فينسى رازقه، مانح النعم، ومُعطِيها، ويغيب عنه فضله ورحمته.

فإذا نظر العبد إلى من فقد تلك النِّعم، من المرضى، والفقراء، واليتامى، أدرك فضل الله عليه، ورحمته به، وما حباه بها من نِعَمٍ كثيرةٍ، فقام بنسبتها إلى المُنْعِم، الرازق، وامتلأ قلبه إيمانًا وخشوعًا، وأقْبَل على الله بالشكر والطاعة.

وشُكْرُ المنْعِم يكون بالقلب واللسان والفعل، فأمَّا شكر القلب: فيكون بإقراره بوحدانية الله، ورغبةً في ثوابه، وخوفًا من انتهاك محارمه، وامتلاءه حُبًا وصفاءً وإخلاصًا، وخُلُّوه من الحقد الدَّفين، والحسد البغيض، والكُره المقِيت، وشكر اللسان: يكون بالثناء عليه، وتسبيحه وتنزيهه عن كل نقص لا يليق بذاته ـ سبحانه ـ، وأن يلهج بذكره، وقراءة كتابه، ومطالعة سنة نبيِّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصُّلح بين المتخاصمين، واستخدامه في كل خير يعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع والرَّخاء، والبُعْد عن كل ما يُؤذي مشاعر الآخرين ونفوسهم، من غِيبة ونميمة، وسبِّ وقذفٍ، وبثِّ للشائعات، التي تُدمِّر الدُّول، وتُفرِّق بين الأحِبَّة والأُسر، وتشحن النفوس، وتبعثُ على الكراهية.

والشكر بالفعل: يكون مطابقًا لما وقَر في القلب ونطَق به اللسان، فيُقبل على الله بطاعته وعبادته، من الحرص على أداء الصلاة في أوقاتها، وإخراج ما فرضه الله عليه من زكاة لمستحقيها من الفقراء والمساكين، والمشاركة في جميع أعمال الخير التي حثَّنا الله عليها، والتي تعود على النفس والمجتمع بالخير والسَّعادة، في الدنيا والآخرة، وكذلك بالبُعد عن انتهاك المحرمات، واقتراف الذنوب والآثام، وكل ما يُغضب الله عز وجل، ويُدخِل ناره.

وإذا كان شكر المُنْعم واجبًا على المؤمن في كل مكان وزمان، فإنه أكثر وجوبا في الأوقات الفاضلة، التي يُضاعف فيها الأجر والثواب، كشهر رمضان، الذي ينبغي أن يمتلأ بالشكر والثناء والطاعات والعبادات، {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99].

ومن حرِص على شكر المُنعم ذكره الله عز وجل في الملأ الأعلى، وأثابه بالحياة الطيبة في الدنيا، والنعيم المقيم في الدار الآخرة.

أمَّا جُحود النِّعم: يكون بإنكارها، واستخدامها في معصية الله، كالمُنْفق ماله فيما يغضب الله، والآكل أموال الناس بالباطل، والمعتدي على المال العام، والمطْلق عَنان بصره إلى ما حرمه الله، والمسلِّط لسانه في أذى الناس، وغيرها من المُهلكات التي تُوجب اللعنة والعذاب، ويزداد إثمها وعذابها لمن ارتكبها في شهر رمضان المبارك، واستهان به وانتهك حرمته، ولم يعرف لهذا الشهر فضله، ويقدره قدْرَه.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك: