مقدارها ووقت وجوبها وأحكامها.. أبرز 6 فتاوى توضح أحكام زكاة الفطر

كتب- محمد قادوس:

شرع الله تعالى زكاة الفطر وجعلها مرتبطة بصوم رمضان، كما جعل زكاة المال مرتبطة ببلوغ النصاب والحول، وكما أن الأخيرة شرعت تطهيرا للمال وإنماء له ومساندة للمحتاجين، فزكاة الفطر شُرعت تطهيرا للصائم مما شابه من لغو ورفث، وإدخال السرور على قلوب الفقراء بإغنائهم عن السؤال والحاجة في يوم العيد.

وفي هذا الإطار، يرصد مصراوي أبرز 6 فتاوى توضح أحكام زكاة الفطر:

1- حكم إخراج زكاة الفطر نقداً

في بيان أحكام زكاة الفطر، استشهد الشيخ عبد القادر الطويل عضو مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الالكتروني، بقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه عبدالله بن عمر، أن رسول الله فرض زكاة الفطر من رمضان صاعًا تمر أو صاعًا من شعير على الذكر والأنثى والصغير والكبير والحر والعبد من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة.

وأضاف الطويل عبر فيديو تم نشره عبر صفحة موقع "مصراوي" على "يوتيوب"، بأن الأصل في إخراج زكاة الفطر من غالب القوت من الطعام.

وأوضح عضو الأزهر للفتوى أنه في ظل الظروف التي نمر بها وأن الأموال أصبحت هي الأنفع للفقراء في هذا الوقت، منوها بان المسألة هنا محل خلاف بين العلماء.. منهم من قال بالجواز ومنهم من قال بأن الأصل هو الإطعام ولا يلجا إلى غيره.

وبين الطويل، بأن الراجح والذي عليه الفتوى أنه يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا، مشيرًا بأن هذا هو قول السادة الحنفية، ويستدل عليه بقول ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر صاعًا من تمر أو وصاعًا أو صاعًا من شعير، وعلق عليه ابن عمر رضي الله عنه فقال جعل الناس عدله مدين من حنطة.

وأكد الطويل أنه في ظل هذه الظروف، فإن الأنفع للفقير هو إخراجها نقدًا.. فيجوز إخراج زكاه الفطر نقدًا ولا شيء في ذلك.

2- هل تجب على الجنين؟.. وما الحكم لو ولد بعد العيد؟

كانت دار الإفتاء المصرية ذكرت في إحدى فتاواها السابقة، أن زكاة الفطر لا تجب على من مات قبل غروب آخر يوم من رمضان، كما أنها لا تجب على الجنين، إذا لم يولد قبل غروب اليوم الأخير من رمضان أيضا، ولكن يستحب إخراجها عنه، فقد كان سيدنا عثمان بن عفان يخرج زكاة الفطر عن الأجنة.

وزكاة الفطر على القول الراجح من أقوال العلماء، تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وبناء على هذا، فمن ولد بعد الغروب فلا زكاة علية، ومن مات قبل الغروب فلا زكاة عليه أيضا.

3- هل تجب زكاة الفطر على الفقير؟.. وكيف يخرجها؟

قال الشيخ محمد العليمي عضو لجنة الفتاوى الإلكترونية،: ان زكاة الفطر يسميها الفقهاء هي زكاة رؤوس او زكاة أبدان، مشيرا إلى أنها تجب على الإنسان المسلم الذي ملك قوت يومه وقوت من يعول في هذا اليوم المبارك وهو يوم العيد وليلته.

وأضاف عضو الازهر للفتوى، عبر فيديو بثه مصراوي عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، بأنه لو كان الانسان فقيرا لا يجد ما يسد حاجته ولا حاجة من يعول ف هذه الحالة تسقط عنه زكاة فطره.

وأشار العليمي إلى أنه لو كان انسان فقيرا يعطيه الناس من زكاة الفطر، فأخذ من كثير من الناس او من بعضهم من مال زكاتهم، فلو فاض من هذا الفقير شيء عن حاجته الاصلية وجب عليه ان يخرج زكاة الفطر عن نفسه وعن من يعول.

وبين عضو الازهر ان هذا الامر به ملمح طيب وهو ان يتعلم الفقير وان يباشر الفقير لذة العطاء، وان تكون يد الفقير يد عليا، وان يتعاون الغني مع الفقير في سد حجات الناس تطبيقا لمنهج الإسلام ولأمر النبي محمد- صلى الله عليه وسلم-.

4- هل المال المحجوز للنفقات الأساسية وللزواج عليه زكاة؟

قالت الداعية نادية عمارة إن زكاة الفطر تجب على الإنسان عن كل من تجب نفقتهم عليه، ويجوز للإنسان الذي هو في ولاية غيره المالية أن يخرج زكاة فطرة من باب الاستحباب لا الوجوب.

وأضافت عمارة، عبر إحدى حلقات برنامج قلوب عامرة المذاع على فضائية on: أن المال المحجوز للحاجات الأساسية الآنية لا زكاة عليه، وهذا مأخوذ من مذهب السادة الأحناف، وأن المفتي به أيضا أن المال المحجوز لقصد الزواج لا زكاة عليه.

ونبهت الداعية إلى أن ما زاد عن ذلك المال فإنه تجب فيه الزكاة، فيقوم صاحبة بإخراج 10% من الأرباح فقط لا من أصل المبلغ؛ وذلك أخذا بمن أجاز ذلك من العلماء في خصوص الشهادات والودائع البنكية.

5- الأفضل إخراج زكاة الفطر نقودا أم طعاما؟

قال الشيخ محمد العليمى- عضو لجنة الفتاوى الإلكترونية،إن هذه المسألة من المسائل المتكررة والتي تثار في كل عام من رمضان وخاصة في هذا الوقت الحالي مشيراً إلى أن اخراج زكاه الفطر نقود هى من المسائل التي اختلف فيها الفقهاء قديما وحديثا، فجمهور الفقهاء على انه لا يجوز إخراج زكاة الفطر مالاً بل يجب إخراجها من الطعام.

ويستدل على هذا الرأي بحديث يقول فيه النبي: "فرض علينا رسول الله زكاة الفطر صاعا من بر أو أقط أو شعير".

وأضاف العليمي: كما ذهب الإمام أبو حنيفة ومن تبعه من العلماء إلى أنه يجوز للإنسان أن يخرج زكاة الفطر مالا ولا يخرجها طعاما، وهذا القول مبني على إغناء الفقير وما تقتضيه المصلحة في ذلك أن تخرج مالا وليس طعاما.

وبين أن الأولى والأكمل والأفضل في عصرنا ان يخرج الانسان زكاة فطره نقودا دفعا لحاجة الفقير واعطائه الفرصه ان يشتري ما يحتاجه من طعام او ملابس او نحوه فضلا عن أن هذا قول لبعض الصحابة والتابعين والفقهاء والمحدثين.

وأكد عضو لجنة الفتاوى الالكترونية بمركز الأزهر أن من أخرج زكاة الفطر طعاما أجزأته ومن أخرجها مالا أجزأته، وعلينا أن نطبق القاعدة العامة "لا ينكر المختلف فيه وإنما ينكر المجمع عليه".

6- ما حكم تأخير إخراج زكاة الفطر عن وقتها لعذر؟

قال فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الذي عليه جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة، وهو قول الحسن بن زياد من الحنفية: أنَّ وقت وجوب أداء زكاة الفطر مُضيَّقٌ، فمن أَدَّاها بعد غروب شمس يوم العيد من دون عذرٍ كان آثمًا وكان إخراجها في حقِّه قضاءً.

وأسار فضيلة المفتى، في فتواه عبر بوابة الدار الرسمية، إلى أنه بينما ذهب جمهور الحنفية إلى أنَّ وقت وجوب أداء زكاة الفطر مُوَسَّعٌ؛ لأن الأمر بأدائها غيرُ مقيدٍ بوقتٍ، ففي أي وقتٍ أخرجها كان فعله أداءً لا قضاءً، لكن يُستحب إخراجُها قبل الذهاب إلى المُصَلَّى.

وأوضح علام أن الفقهاء اتفقوا على أنَّ زكاة الفطر لا تسقط بخروج وقتها؛ لأنها وجبت في ذمة المُزَكِّي للمُستحقين، فصارت دَيْنًا لهم لا يسقطُ إلا بالأداء.

وأكد فضيلة المفتي أن الأفضل إخراج زكاة الفطر لمستحقيها قبل صلاة العيد، لكن إن حصل من الأعذار للمزكي أو للَّجنة المسؤولة عن تسلم الزكوات وإخراجها للفقراء ما أخَّر إخراجها فلا حرج في إخراجها بعد ذلك في يوم العيد، أو بعده.