من أسرار القرآن الكريم (15).. الفرق بين "أبرار" و"بررة"

يسعى مصراوي لتوضيح بعض الفروق البلاغية بين بعض كلمات القرآن الكريم التى تبدو متشابهة، ولنغترف من معين البلاغة الذي لا ينتهي ونبدأ بالتفرقة بين:"أبرار" و"بررة" فيما ورد ذكرهما في كتاب الله العزيز.

البر في اللغة هو الصدق.

قال الدكتور محمد محمد داود في (معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم):

ذهب الدكتور أحمد مختار عمر في (دراسات لغوية في القرآن الكريم وقراءاته): إلى أن (أبرار)، و(بررة) جمع لكلمة (بر).

وجاء في (عمدة الحفاظ): "رجل بار وبر، فقيل بوضعه على حدة، وقيل:مقصور من بار".

• الجمع (أبرار) ورد في (وصف البشر)، بينما ورد الجمع (بررة) (وصفًا للملائكة).

• كما ذهب الدكتور فاضل السامرائي؛ إلى أن (الأبرار) جمع قلة، فهو وإن وصف به الناس (هم كثرة) فهؤلاء قلة بالقياس إلى الفجار من الناس.

• أما الجمع (بررة) فهو جمع كثرة؛ ولذلك استعمل (وصفا للملائكة) لأنهم جميعا بررة.

• ذكر لفظ (الأبرار) في القرآن الكريم في آيات مختلفة، فـ(الأبرار) هم أهل الجنة.. أهل الطاعة.. الأتقياء لحقوق الله.. أهل الصدق والإخلاص.. ويتضح ما أعده الله لهم في الآيات التالية.

- {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ}.. [آل عمران : 193].

- {إِنَّ الأبرار يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا}.. [الإنسان : 5].

- {إِنَّ الأبرار لَفِي نَعِيمٍ}.. [الانفطار : 13].

- {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الأبرار لَفِي عِلِّيِّينَ}.. [المطففين : 18].

- {إِنَّ الأبرار لَفِي نَعِيمٍ}.. [المطففين : 22].

• أما لفظ (بررة) فجاء في القرآن الكريم مرة واحدة في سورة عبس.

قال تعالى:"بأيدي سفرة. كرام بررة" وهو وصف للملائكة.