بعد جدل انتفاخ الأهلة.. تعرف على علامات الساعة الصغرى التي تحققت

04:28 م الخميس 31 مايو 2018

بعد جدل انتفاخ الأهلة.. تعرف على علامات الساعة الص

إعداد- سارة عبد الخالق:

بعد موجة الجدل الشديدة التي أثيرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع السوشيال ميديا عن ظهور القمر في السماء وهو يبدو "شبه مكتمل" في طور البدر باليوم الثاني عشر من شهر رمضان، في ظاهرة تعرف بـ(انتفاخ الأهلة)، وما تسبب ذلك في إثارة آراء وتعليقات الكثيرين حول ارتباط هذه الظاهرة بعلامات الساعة الصغرى، وهل هناك بالفعل الكثير من علامات القيامة الصغرى التي تحققت؟

تعرف ظاهرة انتفاخ الأهلة في اللغة- حسب ما ذكره ابن الأثير وغيره من أصحاب اللغة- أن يُرى الهلال ساعة طلوعه لعظمه ووضوحه من غير أن يتطلب، فيظن أنه ابن ليلتين، بينما هو في الليلة الأولى، والعرب تقول: رأينا الهلال قَبَلاً، إذا لم يكن رئي قبل ذلك.

فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقا، وأن يظهر موت الفجأة) - صحيح الجامع.

وكما أخبرنا القرآن الكريم منذ آلاف السنين باقتراب الساعة، وحدثنا في أكثر من موضع، كما جاء في سورة القمر (آية: 1): {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ}، وكذلك قوله تعالى في سورة محمد (آية: 18): {فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً ۖ فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ۚ فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ}.

وأوضح لنا النبي- صلوات الله عليه - في أحاديث عدة عن اقتراب القيامة، وأن هناك أشراطاً حدثت بالفعل، وفي الصفحات القليلة القادمة نذكر بعض علامات الساعة الصغرى التي تحققت بالفعل في ضوء الكتاب والسنة:

1- بعثة النبي صلوات الله وسلامه عليه

أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الشريف أن بعثته علامة على اقتراب الساعة، فعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (بعثت أنا والساعة كهاتين)، ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى - صحيح مسلم.

وكما جاء في كتاب التذكرة للإمام القرطبي - رحمه الله - أن الله ذكر الأشراط في القرآن فقال {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} أي دنت، و أولها النبي - صلى الله عليه و سلم - لأنه نبي آخر الزمان و قد بعث وليس بينه وبين القيامة نبي.

2- انشقاق القمر

يقول الله تعالى في سورة القمر (آية: 1): {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ}، حيث جاء في تفسير السعدي أن الله تعالى يخبر بأن الساعة وهي القيامة اقتربت وآن أوانها، وحان وقت مجيئها، ومع ذلك، فهؤلاء المكذبون لم يزالوا مكذبين بها، غير مستعدين لنزولها، ويريهم الله من الآيات العظيمة الدالة على وقوعها ما يؤمن على مثله البشر، فمن أعظم الآيات الدالة على صحة ما جاء به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، أنه لما طلب منه المكذبون أن يريهم من خوارق العادات ما يدل على [صحة ما جاء به و] صدقه، أشار صلى الله عليه وسلم إلى القمر بإذن الله تعالى، فانشق فلقتين، فلقة على جبل أبي قبيس، وفلقة على جبل قعيقعان، والمشركون وغيرهم يشاهدون هذه الآية الكبرى الكائنة في العالم العلوي، التي لا يقدر الخلق على التمويه بها والتخييل.

3- وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الشريف عن موته أنه من علامات القيامة، حيث جاء في الحديث الشريف، عن عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه - قال أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك، وهو في قبة من أدم، فقال: (اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطي الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا......) - صحيح البخاري.

- (القبة): هو بناء مستدير، و (الأدم): هو الجلد المدبوغ.

4- فتح بيت المقدس

وبالفعل تم فتح بيت المقدس لأول مرة على يدي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، كما جاء في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السابق ذكره.

وقد ذكر ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية) أنه في سنة 16 من الهجرة تم فتح بيت المقدس في عهد عمر بن الخطاب، كما ذهب إلى أئمة السير، فقد ذهب عمر - رضي الله عنه - بنفسه، وصالح أهلها وفتحها وطهرها من اليهود والنصارى، وبنى بها مسجدا في قبلة بيت المقدس.

5- طاعون عمواس

كما ذكر في حديث الرسول - صلوات الله عليه - السابق ذكره، فذكر فيه: (موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم)، قال ابن حجر: (يقال إن هذه الآية ظهرت في طاعون عمواس في خلافة عمر، وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس، كما جاء في فتح الباري.

ففي سنة 18 للهجرة على المشهور الذي عليه الجمهور وقع طاعون في عمواس - بلدة في فلسطين - ثم انتشر في أرض الشام، فمات فيه كثير من الصحابة رضوان الله عليهم ومن غيرهم، قيل بلغ عدد من مات فيه خمسة وعشرون ألفا من المسلمين، ومات فيه من المشهورين: أبو عبيدة عامر بن الجراح، كما جاء في كتاب أشراط الساعة - تأليف: يوسف بن عبد الله بن يوسف الوابل.

6- كثرة الفتن

أخبر النبي - صلوات الله عليه - أن من أشراط الساعة - كما جاء في المصدر السابق ذكره - ظهور الفتن العظيمة التي يلتبس فيها الحق بالباطل، فتزلزل الإيمان، حتى يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، كلما ظهرت فتنة، فقال المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف ويظهر غيرها، فيقول: هذه، هذه، ولا تزال هذه الفتن تظهر في الناس إلى أن تقوم الساعة.

7- ظهور مدعي النبوة

ففي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في صحيح البخاري قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله).

وقد ظهر بعضهم بالفعل في زمن النبي - صلوات الله عليه - وفي عهد الصحابة، وبعدهم، أمثال: مسيلمة الكذاب الذي أدعى النبوة في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

إعلان