معركة الهيدروكس كلوروكين: الدواء يختفي من الأسواق.. وترامب يضغط على الهند.. والأطباء يحذرون

02:48 م الثلاثاء 07 أبريل 2020

دونالد ترامب

كتب- وكالات

قبل نحو أسبوعين، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في حرج بالغ أمام العالم كله، عندما أعلن أنّ "إدارة الغذاء والدواء" الأمريكية صادقت على عقار كلوركين الخاص بالملاريا لعلاج كورونا، ولم تمض ساعات على تصريحه حتى سارعت أدارة الدواء والغذاء نفسها إلى نفي صحة ما قاله ترامب.

إعلان

لم يتراجع ترامب عن موقفه، بل قال إن الدواء يستخدم في الحالات المرضية الميئوس من شفائها، ما يعني أن الطبيب يمكنه أن يصف دواءً لمريض في حالة حرجة، حتى إن لم يكن الدواء مصرحاً باستخدامه رسمياً بعد.

وتسبب تصريح ترامب في نقص حاد لعقار الكلوروكين في العالم كله، إذ أقبل الناس على شرائه وتخزينه بوصفه العلاج المحتمل لكورونا.

ووفقا لموقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، طلب ترامب رسميا من الهند رفع الحظر عن تصدير مخزون دواء هيدروكسي كلوروكين الذي تصنّعه البلاد بكميات كبيرة.

هيدروكسي كلوروكين هو دواء مشابه جداً للكلوروكين، أحد أقدم العقارات المستخدمة للوقاية من الملاريا وعلاجه. ويساعد أيضاً في علاج بعض أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل وداء الذئبة، وهو معروف بشكل عام بقدرته على مكافحة الأمراض الجرثومية.

وكانت الهند قررت السبت الماضي حظر تصدير الدواء "بدون أيّ استثناء"، تزامنا مع ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد - 19 في البلاد.

وحسب بي بي سي، يبدو أنّ الحكومة الهندية قد تعيد النظر في قرار الحظر، بعد اتصال أجراه ترامب بمودي. ونقلت وسائل إعلام محليّة عن مصادر حكوميّة أنّه يمكن التوصّل إلى قرار بذلك اليوم الثلاثاء.

ونقلت بي بي سي عن آشوك كومار مادان، من جمعية مصنّعي الأدوية في الهند: بالتأكيد تملك الهند إمكانية التصنيع للسوقين المحلي والعالمي. بالطبع يجب أن نراعي الطلب المحلّي أولاً، ولكن لدينا الامكانية لتلبية الاثنين".

وعلى الرغم من هذه التحركات المحمومة، يحذّر عدد من خبراء الفيروسات والأوبئة من أن يكون الحماس لعقار هيدروكسي كلوروكين سابقاً لأوانه.

يقول مراسل "بي بي سي" للشؤون الصحية جيمس جالاجر، أن الدراسات المعملية تظهر أنّ كلوروكين يعيق فيروس كورونا، لكن لم تجر بعد تجارب سريرية وافية لحسم تأثير الدواء على المرضى، بالرغم من أنّها انطلقت بالفعل في الصين، والولايات المتحدة، وبريطانيا، واسبانيا، مع تشكيك بمدى نجاح العقار.

وتقول الطبيبة جوسيتا باسو "لو كان للدواء تأثير ملموس على المسار السريري لكوفيد - 19، لكنا حصلنا على أدلّة فعليّة الآن. لم يحدث ذلك بعد، وما نستطيع استخلاصه أنّ الدواء، إن كان مفيداً على الإطلاق، فسيكون تأثيره متواضعاً على أفضل تقدير".

وبالرغم من أنّ الاختبارات لم تحسم فعالية العقار بعد، إلا أنّ الناس بدأت بالعلاج ذاتياً، ما أدّى إلى عواقب وخيمة، فقد أفادت تقارير صحفية من نيجيريا حدوث حالات تسمّم، بسبب جرعات زائدة من الدواء، بعد دعم ترامب الحماسي له.

وحذّر مقال نشر في مجلّة "لانسيت" الطبيّة من أنّ هيدروكسي كلوروكين قد يكون له آثار جانبيّة إن لم تضبط الجرعة بحذر.

إعلان