بعد ارتفاع أسعار الذهب.. مصريون "على وش جواز" يُفكّرون في بدائل

12:29 م الخميس 24 مارس 2022

حكايات المُقبلين على الزواج بعد ارتفاع سعر الدولار

كتبت-رنا الجميعي:

تفاجئت سارة محمد حينما علمت أن سعر أحد الأطقم المنزلية زاد أكثر من 100 جنيه، خاب أمل العروس مع وصول سعر الدولار إلى 18 جنيهًا، تيقنّت أن المرحلة القادمة من الاستعداد للزواج ستكون مُرهقة وصعبة، ليست وحدها من خاب أمله، بل كثير من المصريين الذين يقومون حاليًا للاستعداد لأعراسهم.

إعلان

الإثنين الماضي أعلن البنك المركزي زيادة سعر الفائدة وخفض قيمة الجنيه أمام الدولار، وأكدت الحكومة على أهمية هذه الإجراءات من أجل حماية المقدرات المالية للبلاد، وجاء ذلك بسبب التوترات العالمية نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا.

غير أن تلك القرارات أثّرت في سارة كثيرًا، صحيح أنها حينما تلقت خبر انخفاض قيمة الجنيه لم تتوقع سوء النتائج بذلك الشكل "لكن لما قالي البائع إن سعر الجهاز زاد أكتر من 100 جنيه، خوفت"، تقول الشابة لمصراوي، وتذكر أن الطقم الخاص بتوابل المطبخ زاد سعره من 350 جنيه إلى 480 جنيه.

لكن سارة تعلم جيدًا أنها ستضطر للاستغناء عن بعض الأدوات غير الضرورية، المُشكلة تكمن في أسعار الأجهزة الأساسية التي لا يُمكن الاستغناء عنها "زي التلفزيون والتلاجة"، ومنذ نزول سارة إلى السوق لمعرفة الأسعار وهي تشعر بقلق شديد، وبدأت في التفكير في احتمالية الاستغناء أو تأجيل شراء بعض الأجهزة لما بعد الزواج "بفكر استنى بعد الفرح وأشتري أجهزة زي غسالة الأطباق".

وتشعر العروس ببعض الراحة حينما تتذكر أنها تمكنّت من شراء بعض الأجهزة الأساسية قبل قرار البنك المركزي، وبسبب شعورها بالقلق بعد الصدمة الأولى تخاف سارة من السؤال مُجددًا عن أسعار باقي الأجهزة المنزلية "مستنية شوية لحد ما أفوق من الصدمة دي".

زيادة الأسعار أثّرت أيضًا على زياد فتحي؛ يستعدّ الشاب العشريني في الفترة الحالية لشراء شبكة الخطوبة، ونزل عليه خبر وصول سعر الذهب عيار 21 إلى 984 جنيه-حتى الأن- كالصاعقة، حيث ارتفعت أسعار الذهب بعد ارتفاع سعر الدولار في البنوك الإثنين الماضي.

علم زياد أن المبلغ الذي ادخّره للشبكة لن يُجدي نفعًا الآن، وعليه أن يعمل أكثر حتى يتمكّن من الادخار "لازم أشتغل وقت زيادة عشان أزود دخلي"، ورغم قسوة القرار لا يجد زياد بُدًا من فعل ذلك، لأن الحل البديل ليس مطروحًا بالنسبة له "دلوقتي لو أنا حاطط فلوس في حدود 30 ألف جنيه وعامل حسابي أني أشتري بيهم ست قطع دهب، محتاج إني أقلل عدد القطع"، وهو ما لا يُريد فعله.

لا يقتصر همّ زياد على سعر الذهب فقط، بل يغرق تفكيره فيما سيحدث بعد ذلك من تجهيزات خاصة بالشقة "كل الأمور الخاصة بالمحارة والسيراميك غليت كمان"، صحيح أن زياد لم يقابل بعد التُجار لكنه يسأل المقربين منه "وعرفت منهم ومن برامج التلفزيون إن التجار بيحتكروا السلع وبيضاعفوا الأسعار".

لذا قرر زياد في الوقت الحالي ألا يُزيد من همومه بالاحتكاك بالتجار، وسينتظر بعض الوقت حتى تهدأ الأمور، آملًا ألا يظلّ مُحاطًا بـ"دوامة الأسعار": "وبتمنى الأسعار تثبت عند الحد ده".

استعد كريم عصام للبحث عن قاعات الأفراح الخميس المُقبل، لمعرفة المكان المُناسب الذي سيقام فيه عُرسه، ويشعر الشاب بالقلق الشديد أمام ارتفاع الأسعار "متوقع إنها تبقى أغلى"، فيما يُحاول جاهدًا ألا يستغرق في التفكير بلا جدوى، غير أنه يعلم جيدًا أن عليه التفكير في بدائل، فبدلًا من قاعة كبيرة مُغلقة "ممكن أفكّر في قاعة مفتوحة بيكون سعرها أرخص شوية".

هناك بدائل أخرى مطروحة كخيار أخير إذا اضطر كريم للاستغناء "ممكن أعمل حاجات بإيدي بدل ما أكلف نفسي زي الديكور والدي جي".

إعلان