إعلان

بعد لقائهما الرئيس.. لوحات "أنطون" و"منة" تُزين معرضًا فنيًّا لذوي الهمم

01:23 م السبت 01 يناير 2022

معرض تتلف في حرير لذوي الهمم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- مروة محيي الدين:

على مدار 7 أيام شهد متحف جاير أندرسون بالسيدة زينب توافد أعداد كبيرة من الزوار للاستمتاع بمعرض "تتلف في حرير" لذوي الهمم الذين أشاد بهم الرئيس عبدالفتاح السيسي ومواهبهم في مناسبات سابقة مثل "قادرون باختلاف" من بينهم منة حلمي وأنطون ماجد وغيرهم من المواهب الشابة وسط حالة من البهجة بين الحضور.

تأسس معرض "تتلف في حرير" عام 2019، منذ ذلك الحين انضم 15 فنان من ذوي القدرات الخاصة ممن أُصيبوا بفقدان في الأطراف، شارك أحدهم بلوحات نفذها بأنفه باستخدام الكمبيوتر لإصابته بشلل رباعي، وفقا لميرفت عزت، المدير العام لمتحف جاير أندرسون أن "تتلف في حرير" يركز على "الموهبة مش الايد".

قبيل إطلاق المعرض، تواصل القسم المختص بذوي الاحتياجات مع عدد من الموهوبين، وقع الاختيار على منة وأنطون، والذين شاركا بلوحاتهما في المعرض.

صورة 1

منة حلمي، متلازمة داون، تحكي والدتها أن مديرة متحف أندرسون تحدثت معها هاتفيًا فور رؤيتها اللوحات التي تعرضها منة على صفحتها الشخصية وطلبت أن تشارك في المعرض ومن شدة إعجابها بفن منة عرضت عليها "لو هي عندها شغل يكفي قاعة نعملها معرض لوحدها".

منذ صغرها وتتمتع منة بموهبة الرسم والتلوين، ولأن والدتها تحترف فن "الديكوباج" كانت أول من ساعدها على تعلمه، وكلما اجادته، تعلمها استخدام مواد أخرى في رسم اللوحات مثل "قشر البيض، السيراميك، والصلصال الحراري" غير أنها دمجت بين أكثر من نوع من هذه المواد في تنفيذ اللوحات، وشاركت بلوحتين منهم في معرض تتلف في حرير.

حازت لوحات منة على إعجاب الكثير من متابعي صفحتها الشخصية على فيس بوك؛ حتى أنهم طالبوها بتعليمهم للفنون وتقديم دورة تدريبية عبر الإنترنت لتعليم فن "الديكوباج".

تقول والدتها إن منة تفضل رسم لوحات من وحي الطبيعة، وأكثر ما يميز لوحاتها اختيارها ألوان متناسقة، يلفت انتباه المعجبين، وهذا الأمر أحدث تغيرات في شخصية منة، إذ زادها ثقة بنفسها وحدّ من خجلها.

لم تكن هذه المشاركة الأولى لمنة في معرض تتلف في حرير، حيث أُقيم لها معرض، ضم 24 لوحة، غير مشاركتها في "رامتان" بمتحف طه حسين والعديد من المعارض الأخرى.

صورة 2

اشتمل معرض تتلف في حرير على ثلاث ورش تدريبية، إعادة التدوير، عجينة السيراميك، والرسم، وضم ما يقرب من 30 فردًا من ذوي الهمم، تقول ميرفت عزت لموقع مصراوي.

كانت سلوى، والدة أنطون، الذي تم اختياره ليشارك بثلاث لوحات بمعرض تتلف في حرير، هي أيضا مُدربة ورشة إعادة التدوير، تقول إن مديرة المتحف اختارتها للورشة، نظرًا لأنها مُدرسة تعليم وسائل ولخبرتها في التعامل مع ذوي الهمم "بحكم ابني احتياجات خاصة، عندي القدرة اعلم بالوسائل".

يمكنها باستخدام ورق الجرائد أن تصنع مقتنيات منزلية "بنعمل بوكيه ورد من الورق بدل ما نشتري ورد ويترمي، ومش بيبان إنه ورق جرايد"، وكانت هذه الوسيلة المُستخدمة لتدريب الأولاد في معرض تتلف في حرير.

أما عن أنطون، طالب كلية آداب علم اجتماع، عانى من ضمور في بعض مراكز المخ نتيجة نقص أكسجين أثناء الولادة، فتأثرت حركته وتأخر النُطق لديه لكنه تحسن فيما بعد، تقول والدته إنها اكتشفت موهبته في الرسم في المرحلة الإعدادية، حيث أنه كان موهوبًا في رسم أعمال الكاريكاتير.

شارك أنطون في معرض تتلف في حرير ولكنها ليست الأولى، فقد سبق له المشاركة من قبل؛ لشدة إعجاب مدير أندرسون بلوحاته المميزة، فضلًا عن مشاركته في عدد من المعارض الدولية بالخارج وتكريمه في حفل "قادرون باختلاف".

صورة 3

شجعته والدته على اختيار أفكار اللوحات من خلال مشاهدة البرامج المعنية بالفن التشكيلي وفنون الرسم، حتى أنه رسم لوحة تعبر عن أضرار حرق الغابات على التغير المناخي، والاحتباس الحراري "اختار حيوان الباندا والغابة بتحترق في الخلفية وهو حزين لأنه مهدد بالانقراض".

شخصيات مرموقة أثنت لوحات أنطون، وأبدت إعجابها بفنه، بفخر تتحدث سلوى عن موهبة ابنها "أنا مكانش عندي فكرة عن الفنون غير إني مُدرسة وإني أعمل وسيلة أوصل بيها معلومة لكن هو خلاني دخلت مجالات معرفش عنها حاجة ووداني أماكن مكنتش أتخيل إني أروحها" مُضيفة إنه بطل الجمهورية في ألعاب القوى والفروسية.

صورة 4

تتلف في حرير أدخل البهجة إلى قلوب أنطون ومنة، وأشعل الحماس في نفوسهما، وزاد من تحدياتهم في الحياة، إذ تحلم منة بتخصيص معرض يجمع جميع لوحاتها يزوره مُحبي الفنون يوميًا، ولم يكتف أنطون بما وصل إليه من تكريمات في سن صغير، لازال يتطلع إلى الأكثر من ذلك.

وهذا ما قصد به إقامة معرض بجاير أندرسون كأول متحف يخصص قسم لذوي الاحتياجات، وينتج سلسلة من المعارض والأنشطة؛ لدمج ذوي الهمم في المجتمع الخارجي، وتنمية ذكائهم، وجعلهم قادرين أن يعبروا عن أنفسهم، لا يخشون التواصل مع الآخرين.

فيديو قد يعجبك: