إعلان

الدفع مقابل المتابعة| تويتر لن يبقى مجانيا للأبد.. والبداية من أمريكا وكندا

07:04 م الإثنين 06 سبتمبر 2021

تويتر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

في عالم التكنولوجيا، ووسائل التواصل الاجتماعي في القلب منه، لا شيء يَثبُت طويلا، والتغيرات متسارعة، لمواكبة العصر، واللحاق بالتنافس الشرس بين الشركات على المستخدم، مصدر الربح، الهدف الأسمى.

خاصية جديدة!

في خضم ذاك التنافس، أطلقت شركة "تويتر"، خاصية الاشتراكات مدفوعة الأجر في بعض الحسابات، وتمنح من يُعرفون بالمؤثّرين على الشبكة ميزة تحصيل المال من المتابعين عبر اشتراكات مقابل جرعة إضافية وحصرية من المحتوى المقدم على حساباتهم.. الخاصية تسمى "سوبر فولوز".

لماذا أقدمت تويتر على تلك الخطوة؟

تقول تويتر إن الهدف من خاصيتها الجديدة، توفير العائدات لمنتجي المحتوى المؤثرين على منصتها، لتشجيعهم على تقديم محتوى حصري يمتاز بجودة أكبر، تجذب عددا أكبر من المستخدمين.

ومرماها لذلك، هو الحدّ من اعتمادها على إيرادات الإعلانات، في إطار خطة شبكة التغريدات التي يرتادها يوميا حوالي 192 مليون مستخدم لزيادة مداخيلها إلى 7.5 مليار دولار مع حلول عام 2023.

يقول استشاري الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني محمد الحارثي، في حديثه لمصراوي، إن خاصية تويتر جاءت ضمن خطتها لتنويع مصادر تمويلها في المستقبل، تماشيا مع "نماذج أعمال جديدة، تُعظم الربح عبر تعاظم صناعة المحتوى وتسويقه، أكثر من صناعة الإعلان".

ولا تُشكل حصة تويتر سوى 9% من سوق الإعلانات الرقمية العالمية، بينما تشكل حصة جوجل على سبيل المثال 30% وفيس بوك 24%، وفقا لشركة "إي ماركتر".

في وقت أصبحت أدوات الدفع المباشر ذات أهمية متزايدة لصناع المحتوى، لا سيما في السنوات الأخيرة، حيث حققت منصات كيوتيوب وباتريون وجيت هب نجاحا هائلا من ميزات الدفع المباشر لصناع المحتوى.

في بادئ الأمر، لن تقتطع الشركة أكثر من 3% من العائدات، على أن تُرفع هذه النسبة إلى 20% في حالة جنى منتج المحتوى أكثر من 50 ألف دولار.

البداية من أمريكا وكندا

الخاصية بدأ العمل بها في الولايات المتحدة وكندا، ومع عدد محدود من مستخدمي هاتف "آيفون" وجهاز "آيباد" من المؤثّرين على الشبكة، على أن تتوسع تدريجيا في المستقبل لمناطق جغرافية أخرى ومستخدمي كل أنظمة تشغيل الهواتف الذكية.

الخاصية تمثل تحولا كبيرا في خدمة كانت دائما مجانية، لكن استشاري الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني يرى أن الاشتراكات "أكثر نماذج الأعمال نجاحا، لأنها تضمن نجاحا مستمرا ومستداما، يضمن جودة المحتوى ويرفع من قيمة المنصة، لأنك كمستخدم لن تدفع اشتراكا إلا مقابل محتوى جيد".

في المقابل، يرى الحارثي في حديثه لمصراوي، أن "البلاد العربية لا تنجح فيها الاشتراكات على وسائل التواصل الاجتماعي في أغلب الأحوال، لاعتياد مستخدموها على الخدمة المجانية".

ميزة أم عيب!

كسب عدد أكبر من المستخدمين، هو أكثر ما يهم تويتر، وكل شركات التكنولوجيا، فعبر المستخدمين تتحقق الأرباح، وهو ما يسعى إليه أي مشروع ناجح.

لكن الحارثي، يرى أن تلك الخاصية، ربما تحد من حرية تداول المعلومات، وتقلل من التفاعل على المنصة: "لأنه لن يكون بإمكان كل المستخدمين، الاشتراك، للوصول إلى المحتوى الذي ينتجه المؤثرين. ومع تقادم الوقت وتعاظم المستخدمين، ربما يفقد تويتر أعداد كبيرة من المستخدمين، لصالح منصات أخرى مجانية تماما، في مقابل استفادة القليل من ميزة نسبية".

وفي نفس الوقت يؤكد قدرة تويتر على الحفاظ على شعبيته العالمية، نظرا لـ"بنيته المادية والتكنولوجية المستقرة". وتوقعه لـ"اتجاه وسائل التواصل الأخرى، وعلى رأسهم فيسبوك مستقبلا، لنموذج أعمال الاشتراك مقابل الخدمة".

فيديو قد يعجبك: