فنان بالفطرة.. قصة بائع "الحب" في شارع خالد بن الوليد بالإسكندرية (صور)
كتب- محمد زكريا:
لا بد من أنك زرت شارع خالد بن الوليد بالإسكندرية أو حتى سمعت عنه، وهو أحد أشهر شوارع المدينة الساحلية يقصده المصيفون لشراء الملابس والإكسسوارات والألعاب والهدايا، بينما قرب منتصفه يقف شاب على أحد أرصفته منذ 11 عاما كاملة يبيع "الحب" في زجاجات مملوءة بالرمال الملونة.
إعلان
كانت البداية قبل أكثر من عقد، عندما اشتغل مع أحد زملائه، فيما أبى صديقه نقل الحرفة له، فقرر أن يعتمد على نفسه ويتعلمها، يقول: "قعدت شهر مع نفسي، اشتغل كتابة على إزازة لحد ما تتملي فاغسلها وارجع اكتب عليها تاني"، إلى أن افترش الشارع وعرض بضاعته: "الناس كانوا مبهورين بيا وأنا كنت شايف أني برسم برجلي"، إلى أن اقتنع بإتقانه لعمله، وصار له زبائن دائمين يأتونه من العام للعام.
يشتري جابر الرمل الأبيض، ثم يقوم بتنظيفه، وتلوينه، ورغم أن محل عمل الشاب ما هو إلا منضدة خشبية يقف أمامها في الشارع، ويرص عليها زجاجاته ورماله وألوانه وأدواته للتشكيل، إلا أن هذا المتر في الشارع كان يكلفه حتى العام الماضي حوالي 10 آلاف جنيه شهريا، لحيوية هذا الشارع في فصل الصيف، لكنه الآن وصل إلى اتفاق بالوقوف على الرصيف أمام محل لزميل له مجانا.
كأي عمل، يواجه جابر بعض الصعوبات، ليست فقط تلك المتعلقة بالشغل في الشارع، لكن أيضا تلك المتعلقة بالتعامل مع صنوف مختلفة من البشر: "بسمع أحيانا كومنتات أي حد طبيعي ميستحملهاش؛ زي أيه الهبل ده"، في الوقت نفسه يلقى احتفاء في كثير من الأحيان على فنه وشغفا من البعض للحصول على زجاجاته الرملية، وأكثر زبائنه من المتحابين: "إما بنت بتجيب إزازة الرمل هدية لحبيبها، أو ولد بيجيبها هدية لحبيبته".
إعلان