إعلان

فنان بالفطرة.. قصة بائع "الحب" في شارع خالد بن الوليد بالإسكندرية (صور)

02:24 م الأربعاء 21 يوليه 2021

قصة بائع الحب في شارع خالد بن الوليد بالإسكندرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

لا بد من أنك زرت شارع خالد بن الوليد بالإسكندرية أو حتى سمعت عنه، وهو أحد أشهر شوارع المدينة الساحلية يقصده المصيفون لشراء الملابس والإكسسوارات والألعاب والهدايا، بينما قرب منتصفه يقف شاب على أحد أرصفته منذ 11 عاما كاملة يبيع "الحب" في زجاجات مملوءة بالرمال الملونة.

صورة 1 منذ بعيد يهوى تامر جابر الرسم، يمارسه على أي ورقة يلتقيها في حال صادف وكان معه قلما، لم يفلح في التعليم، رسب بالإعدادية، وقرر التوقف، فيما خطا بموهبته في سوق العمل بنجاح، الآن لديه مشروعه الخاص، يبيع زجاجات مملوءة برمال يشكلها بأسماء المتحابين ويلونها بالقلوب على صعوبة الأمر ودقته، ويقول إنه يتكسب جيدا من فنه.

كانت البداية قبل أكثر من عقد، عندما اشتغل مع أحد زملائه، فيما أبى صديقه نقل الحرفة له، فقرر أن يعتمد على نفسه ويتعلمها، يقول: "قعدت شهر مع نفسي، اشتغل كتابة على إزازة لحد ما تتملي فاغسلها وارجع اكتب عليها تاني"، إلى أن افترش الشارع وعرض بضاعته: "الناس كانوا مبهورين بيا وأنا كنت شايف أني برسم برجلي"، إلى أن اقتنع بإتقانه لعمله، وصار له زبائن دائمين يأتونه من العام للعام.

يشتري جابر الرمل الأبيض، ثم يقوم بتنظيفه، وتلوينه، ورغم أن محل عمل الشاب ما هو إلا منضدة خشبية يقف أمامها في الشارع، ويرص عليها زجاجاته ورماله وألوانه وأدواته للتشكيل، إلا أن هذا المتر في الشارع كان يكلفه حتى العام الماضي حوالي 10 آلاف جنيه شهريا، لحيوية هذا الشارع في فصل الصيف، لكنه الآن وصل إلى اتفاق بالوقوف على الرصيف أمام محل لزميل له مجانا.

صورة 2 فصل الصيف هو موسم الشاب: "بشتغل 3 شهور الصيف طول اليوم زي النملة"، حتى يأتي الشتاء ويشهد عمله ركودا ورزقه خفوتا، يعوضه ما أدخره في شهور الصيف، وسعر الزجاجة تبدأ بـ15 وتنتهي بـ90 جنيها، لكنه لا يعتمد على فنه بالكلية في فصل البرد: "في الشتا بركب أوبر أو تاكسي من ٨ الصبح لـ5 المغرب وبليل بقف في خالد بن الوليد ابيع أزايز الرمل"، لأنه يؤمن أن "أكل العيش يحب الخفية" خاصة أنه أبا لطفلين.

كأي عمل، يواجه جابر بعض الصعوبات، ليست فقط تلك المتعلقة بالشغل في الشارع، لكن أيضا تلك المتعلقة بالتعامل مع صنوف مختلفة من البشر: "بسمع أحيانا كومنتات أي حد طبيعي ميستحملهاش؛ زي أيه الهبل ده"، في الوقت نفسه يلقى احتفاء في كثير من الأحيان على فنه وشغفا من البعض للحصول على زجاجاته الرملية، وأكثر زبائنه من المتحابين: "إما بنت بتجيب إزازة الرمل هدية لحبيبها، أو ولد بيجيبها هدية لحبيبته".

صورة 3يحلم الشاب أن يحقق نجاحا كبيرا في عمله، ليس فقط على المستوى المادي، بل يتمنى أن يلقى تقديرا على فنه يعتقد أنه يستحقه.

فيديو قد يعجبك: