إعلان

أيَّهما يفضل طلاب الثانوية العامة في الامتحانات: الإجابة الورقية أم الإلكترونية؟

04:13 م الثلاثاء 08 يونيو 2021

كتب- عبدالله عويس:

في كل عام، تطل الثانوية العامة على الأسر، فتسبب لهم الفزع. إذ ترغب في تحصيل أبنائها أكبر قدر ممكن من الدرجات، ما يكفي لدخول إحدى كليات القمة. ولهذا العام طبيعته الخاصة، فللمرة الأولى يكون الامتحان إلكترونيا والتصحيح إلكتروني أيضا، على أن وزير التربية والتعليم أوضح في مؤتمر صحفي منذ أيام، أن طبيعة الامتحان سيكون ورقيا أو إلكترونيا بحسب رغبة الطالب، وسيظل التصحيح في الحالتين إلكترونيا، وما بين سعادة وامتعاض تباينت ردود فعل طلاب الثانوية العامة.

السبت الماضي، عقد وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي مؤتمرا، أوضح فيه تفاصيل امتحانات الثانوية العامة لهذا العام، التي تشغل بال نحو 650 ألف طالب، وأسرهم. الأسئلة ستكون من نوع الاختيار المتعدد، وسيكون هناك توازن في عدد الأسئلة ومستويات الصعوبة والوقت الكافي لكل سؤال، وسيكون مع الطالب ورقة إضافية بيضاء يستخدمها لكتابة خطوات بعض الأسئلة المتعلقة بالمواد، وسيسمح للطالب بدخول الكتاب الحكومي، وهي تفاصيل تعتبرها نادية محمد مهمة لها، غير أن إجراء الامتحانات بالطريقتين «بابل شيت» وعلى الـ«تابلت» كانت محيرة بعض الشيء: «كنا متدربين على التابلت، وخلاص ظبطنا نفسنا على ده، لكن الكلام عن وجود بابل شيت لتأمين أي ظرف زي انقطاع الكهرباء أو مشكلة في السيرفرات غير المعادلة».

كان تفكير طالبة قسم العلمي علوم بإحدى مدارس شبرا، يتجه إلى الإجابة عبر الورق، لكنها وبالتفكير مرة أخرى مع زميلاتها وأسرتها اهتدت إلى الحل عبر التابلت، فبإمكانها تعديل إجاباته بعكس النظام الورقي، ثم تنقل إجاباتها التي تختارها من متعدد إلى الورقة: «وفي رأيي ده هيكون أحسن من إني أحل الأول في البابل شيت، اللي ممكن أغلط فيه ومعرفش أعدل بشكل سريع» تحكي طالبة الثانوية العامة، والتي رأت في جدول الامتحانات فرصة جيدة لاستذكار المواد، فأيام امتحاناتها يومان في الأسبوع فقط، على عكس طلاب علمي رياضة: «أيام امتحاناتي سبت واتنين بس، فهلاقي فرصة أراجع، وكمان السنة كانت طويلة ويعتبر بدأنا في أغسطس 2020 وهنخلص في أغسطس 2021».

هذه التفاصيل لم تكن مرضية لأحمد محمد، طالب علمي الرياضة، الذي يدرى أن دراسته على مدار عام كامل كانت شاقة وصعبة، ذهنيا وماديا، فبداية المذاكرة كانت مبكرة، وتستمر لعام كامل، كما أن تكاليف الدروس الخصوصية التي حصل عليها كانت كبيرة، إلى الحد الذي يخشى فيه أن يسأل أسرته عن تكلفتها الإجمالية: «وأنا بشكل شخصي هحل بابل شيت، مش إلكتروني، عشان أسهل بالنسبة لي، ومش مقلق» يحكي طالب الثانوية الذي يخشى أن تكون مدة الامتحان لا تكفي للإجابة على التابلت، ولذلك سيلجأ لتدوين إجابته ورقيا، وما يطمئنه أن الإجابات سيتم تصحيحها ورقيا في كل الأحوال: «طالما التصحيح إلكتروني مفيهوش عنصر بشري فده شوية بيطمني، لكن برضه خايف عشان هي الثانوية العامة كفكرة لوحدها مرعبة».

كان الطلاب قد خضعوا لامتحانات تجريبية، في أبريل ومايو الماضيين، وهم على بعد أيام من امتحان تجريبي آخر في يونيو الجاري، وتتم عبر التابلت، وهي محاكاة لأسئلة الاختبار النهائي، وتجريب على النظام الجديد، على أن تكون الامتحانات بنفس توقيت الامتحان الأصلي، وهي فرصة جيدة بحسب حسن أحمد، الطالب بالصف الثالث الثانوي على تجربة الامتحان الإلكتروني مرة أخرى.

على مدار العام كان حسين، الطالب بإحدى مدارس مدينة السلام، يذاكر وفق قدراته، ويستعين بدروس خصوصية، يأمل أن تكون شفيعة له ساعة الامتحان، وفي رأيه أن النظام الجديد سيكون الاختبار الأول له هذا العام، ففي الصف الأول الثانوي كان هناك رسوب كبير، وتظلم عدد من الطلبة وقبلت تظلماتهم، وفي الصف الثاني الثانوي كان فيروس كورونا قد حل على المشهد فتغيرت طبيعة الامتحانات، لكنه هذا العام جهز نفسه لطبيعة الامتحانات بشكلها الجديد، وبما تدرب عليه في الامتحانات التجريبية التي عقدت منذ فترة: «أنا شخصيا هحل إلكتروني، وبعد كده بابل شيت، ورغم إن التصحيح الإلكتروني بيتقال إنه أفضل، لكني بخاف من كل ما هو إلكتروني الحقيقة».

لكن وزير التربية والتعليم سبق وأن طمأن طلاب الثانوية العامة فيما يتعلق بمسألة الوقت، حين قال في مؤتمر صحفي «لا تقلقوا لأننا نقيم عدد الأسئلة ومستويات صعوبتها والوقت المطلوب لتسجيل الإجابات بمعادلات علمية دقيقة».

وحتى عام 2019/2020 كانت الثانوية العامة تمتحن بشكلها التقليدي المعتاد، لكن هذا العام الأول الذي يكون الامتحان فيه وفق نظام جديد، يقيس مدى فهم الطلاب لمخرجات التعلم، وطلاب هذا العام استلموا التابلت في الصف الأول الثانوي منذ عامين، وطبقت عليهم الاختبارات الإلكترونية، وسبق هذا التعديل تغيير في نظام الامتحانات، كأن تكون الثانوية العامة تمتحن في عام واحد، وليس على عامين منذ 2013 وحتى الآن. بعد أن كانت الدرجات تحسب على عامين، الثاني والثالث الثانوي منذ عام 1994.

فيديو قد يعجبك: