إعلان

على مشارف الامتحانات.. كيف حال أهالي وطلاب الثانوية العامة؟

08:07 م الأحد 06 يونيو 2021

كتب- محمد زكريا:

قرابة شهر واحد ويكون زياد عبدالحكيم على موعد مع امتحانات الثانوية العامة، الشاب الذي يسكن إحدى قرى محافظة المنيا يتحسب لنظام الثانوية العامة الجديد.

فحوى تلك القرارات لم تكن جديدة بالكامل على طلاب الثانوية العامة، النظام الجديد تم وضع ملامحه قبل سنوات، لكن على عبدالحكيم الآن أن يشتبك معه بعد أيام معدودات، وذلك يضع في قلبه بعضا من رهبة وخوف.

منذ بداية العام الدراسي كان على الطالب أن يتأقلم على نظام التعليم الإلكتروني، الشاب الذي يسكن قرية أبو يعقوب بمحافظة المنيا لم يكن بمقدوره الالتحاق بالدروس الخصوصية في مواد الفيزياء والكيمياء والأحياء والجيولوجيا كما حال أقربائه خلال سنوات مضت، ويرجع ذلك إلى ما فرضته كورونا من إجراءات استثنائية وإغلاق لمراكز الدروس الخصوصية: "عندي في القرية مفيش مراكز للمواد دي، فكان طلاب الثانوية العامة في القرية بيضطروا ياخدوا الدروس في مدينة المنيا، لكن لما جت كورونا قفلت المراكز دي وبقى عليا أذاكر أونلاين"، كيف ذلك؟ "كل شهر اروح للمدرسين في مدينة المنيا ادفع حق الشهر 150 جنيه لكل مادة، وأخد الدرس أونلاين بشكل أسبوعي والشهر اللي مدفعش فيه معرفش افتح الأبلكيشن".

لم يكن الاعتياد على ذلك النظام بالسهل على عبدالحكيم، فنظام التعليم عن بعد كان أبعد ما يكون عنه وقريته منذ أن دخل المدرسة طفلا، لكنه تأقلم على ذلك مع بداية الثانوية العامة واستخدم الهاتف الذكي للمذاكرة بينما كان أكثر ما يزعجه هو ضعف خدمة الإنترنت في بلده.

كان الرسو على يوم 10 يوليو موعدا لأول امتحانات الثانوية العامة بالنسبة للطالب سببا آخر لانزعاجه، تمنى لو أن تؤجل الامتحانات إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك، وأسبابه لذلك هو رغبته في مزيد من الوقت لمراجعة المناهج وحل الكثير من نماذج الامتحانات للتأقلم على نظام الثانوية العامة الجديد، والذي قال وزير التربية والتعليم طارق شوقي إنه يعتمد على الفهم والاستيعاب وليس على نصوص المواد في الكتب المدرسية، لكنه مضطر الآن للاستعداد لذلك الجدول الموضوع "مخطط أني افضل اراجع لحد آخر يوينو، ومن 1 يوليو أبدأ أركز مع مراجعة العربي".

كثير من الأمور غير واضحة بالنسبة لعبد الحكيم إلى الآن، وكان يتمنى توضيحا لها في كلمات الوزير خلال الأيام الفائتة. يعتقد الطالب أن امتحان عددا من الطلاب الراسبين من العام الماضي وفقا للنظام القديم يقضي على مبدأ تكافؤ الفرص ويقلل من فرصه في تحقيق ما يحلم به وهو الالتحاق بكلية الطب، وكان يتمنى أن يكون لهم تنسيق يخصهم وحدهم.

تلك النقطة بالتحديد ليس أكثر ما يشغل والدة الطالبة ندى سيد واسمها هدى درويش. تقول إن أكثر ما يخيفها على مستقبل ابنتها هو النظام الجديد للثانوية العامة، والذي قالت الوزارة بإن امتحاناته لن ترتبط بالمناهج بشكل وثيق بل على قدر الاطلاع والفهم، وهو يتناقض مع ما تعلمته واعتادت عليه ابنتها طوال سنوات التعليم الدراسية، واختارت وفقا له شعبة الأدبي وحفظت وفقه دروسها "أنا عارفة أن الاعتماد على الحفظ مش الفهم غلط، لكن أنا مقدرش أفرض على الطلاب يغيروا من تفكيرهم في سنة الثانوية العامة. لو عايزين يطبقوا نظام جديد فواجب يطبقوا على الأطفال من البداية".

رغم إرباك كورونا لحياة أسرة طالبة الثانوية العامة، إلا أنها لا تخشى من خطورته على ابنتها خلال أيام الامتحانات "عشان بنتي بتختلط في الدروس بأعداد أكبر من اللي هيكونوا معاها في اللجنة، فمش خايفة عليها خصوصا أنها بتلتزم بلبس الكمامة والكحول". تخشى الأم وابنتها أكثر من نظام الثانوية العامة الجديد.

فيديو قد يعجبك: