إعلان

وجع الياسمين.. حصاد النباتات العطرية بـ"أيدي البسطاء" (قصة مصورة)

03:30 م الأربعاء 09 سبتمبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

: كتابة وتصوير- أحمد محمود جمعة

وسط حصاد الياسمين يظهر عالم من الجمال، صنعته الطبيعة في وقت بزوغ الشمس، ووثّقته عدسة الكاميرا، بينما كانت هناك لحظات صعبة ومؤلمة يخفيها الأبطال الظاهرين في الصور.

21 "نفسي أطلع برة القرية وأعيش في أي مكان بعيد عن هنا، أنا مش بحب الياسمين ومش مبسوطة، أنا بصحى بدري كل يوم علشان أشتغل وأساعد أمي".. بهذه الكلمات تعبر الفتاة ذات الثلاثة عشر عام عن غضبها، وهي تجمع بتلات الياسمين برفقة والدتها وأشقائها.

34 دائمًا ما تخفي الكواليس ما هو أعظم؛ المكان هو قرية "شبرا بلولة" التابعة لمحافظة الغربية، وقبل شروق الشمس ترى أضواء مُتناثرة داخل الحقول الزراعية تتحرك ببطء، وكأنّ فريق العمل يبحث عن شيء مفقود.

65يضع الفلاحون الكشافات فوق رؤوسهم لتنير لهم الأشجار متوسطة الارتفاع المتفتح فيها زهرة الياسمين، بعضهم يرتدي أكياس بلاستيكية تحمي ملابسهم من قطرات الندى، فُرادى يعملون بجد وصمت، لا تسمع فيها إلا أصوات أنفاسهم البطيئة، الرطوبة العالية تظهر على وجوههم المُنهكة ويتصببون عرقًا رغم الجو اللطيف.

87يبدأ عملهم كل يوم من الثامنة مساء حتى الثامنة صباح اليوم التالي، رغم بهاء المشهد إلا أنهم يعيشون أجواء من الملل والرتابة، فكل ليلة تنبت الزهور في نفس الأشجار، ويتكرر المشهد يوميًا.

109

ومع ارتفاع درجات الحرارة يبدأ المزارعون في الانصراف إلى بيوتهم، منهم من يذهب لعمله الأساسي ومنهم من يأخذ قسطًا من الراحة؛ استعدادًا لدورة جديدة من الحياة يلونها جمال المنظر ويكسو معها مرار أيامهم وقسوتها.

1211

يحصد كل فلاح كيلو أو أكثر بقليل من نبات الياسمين، ويجمعها طوال الليل في سلال مخصصة، لكي يبيعه بـ٣٥ جنيه، ويتم بيعه في المصانع المخصصة لتجميع الأزهار.

1314ويوميًا يمر السائقون على الفلاحين في الحقول لمتابعة المحصول ووزنه وتجميعه في أقفاص مخصصة، قبل توريدها إلى المصانع.

القرية بها ثلاثة مصانع لتحويل تلك الزهور إلى زيوت خام، تستخدم في صناعة العطور ويتم تصديرها بالكامل خارج مصر إلى الدول الأوربية، خاصة فرنسا بلد العطور التي تجني ملايين الدولارات من صناعة وبيع العطور.

1516

17

لا يخلو المشهد من تواجد الأطفال مع ذويهم؛ يقطفون الثمار بدأب، فيما يحلمون بأماني بسيطة كأن تصبح إحداهن مدرسة للعلوم.

تختلف الوجوه والتعليقات تكاد تكون متطابقة "ده أكل عيشي ومش هينفع أشتغل حاجة تانية"، منهم من يعمل موظفًا يذهب لعمله عقب انتهاء ملء السلة وبيع المحصول.. "أنا كل يوم بعد ما أخلص قطف بروّح أغير هدومى واطلع على الشغل التاني وارجع الظهر أنام شوية واصحى بالليل علشان أنزل أقطف"، وهكذا كل يوم، ومنهم من يخجل الحديث، مُكتفيًا بالعمل في صمت.

1819يستمر حصاد الياسمين من شهر يونيو إلى شهر نوفمبر، أما باقي العام يعمل الفلاحون على متابعة ومراعاة الأشجار، وكذلك العمل على حصاد الأشجار الأخرى في المواسم المتتالية كأشجار الكافور واللارنج.

20ورغم الألم والتعب إلا أن أبناء القرية لديهم أحلامًا وطموحات كثيرة؛ أهمها بناء مصانع للعطور والاستفادة من المحصول الوفير بدلًا من تصديره كالمواد الخام، لكن ظروفهم المادية لا تسمح بذلك، ودائمًا ما يناشدون المسؤولين لتحقيق هذه الأحلام التي تدر بالنفع على أهل القرية بالكامل.

.

فيديو قد يعجبك: