إعلان

مراسلة "بي بي سي" تروي لـ"مصراوي" كواليس مقابلة صحفية أنهاها انفجار بيروت

06:12 م السبت 08 أغسطس 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

كان الموعد المُحدد للمقابلة الصحفية قبل الحادث بأسبوع، لكن اعتذار الضيف أجلها لليوم الموعود بلبنان. سعت مراسلة بي بي سي مريم التومي إلى أن تكون المقابلة صباح الثلاثاء، وطلبت من الضيف ذلك، لكن لم يناسب الصباح مواعيد المسؤول المغربي، فاستقر الطرفان على مساء 4 أغسطس الجاري.

ليلتها غادر زملاؤها جميعًا مقر العمل، وبقيت وحيدة، تجولت في أسواق بيروت قبل دقائق من الكارثة، قبل أن تعود إلى المكتب، وفي اللحظة التي تستعد فيها لإجراء المقابلة الصحفية عبر موقع التواصل زوم، وقع انفجار ضخم بمرفأ بيروت.

وحدها، بمكتب هيئة الإذاعة البريطانية بلبنان، بعد انتهاء دوام عمل زملائها. استعدت التومي لطرح السؤال الأول على ضيفها، لكن قبل أن تنطق بكلمة واحدة، شعرت باهتزاز الأرض من تحتها، كان اللاب توب الذي تجري منه المقابلة الصحفية على جانب من الشباك، وربما هذا أنقذها من ضرر أفدح؛ فالأمر حدث في ثوانٍ، حتى أسرع من أفكارها المذعورة، في التو شهدت غمامة الانفجار تتصاعد من المرفأ، "ردة الفعل السريعة حمتني من ضرر كبير"، نزلت تحت أحد المكاتب وفي يدها اللاب توب، صرخت، بينما تكفل صدى الانفجار بتهشيم الأعمدة الحديدية والزجاج، لتوثق كاميرا المكتب مشهدًا لا ينسى لحدث جلل، يؤثر في حاضر البلد العربي ومستقبله.

بعد أن أدركت المراسلة الوضع من حولها، أجرت اتصالًا هاتفيًا بمديرتها في العمل، أبلغتها بما وقع لها وللمكتب، ورغم تعرضها للإصابة "الإصابات في أول شيء محستش بها، لكن بعدما هدأت اكتشفت كدمات في رأسي وجسمي؛ كتفي متعور كتير، رأسي بتوجعني وعندي دوخة"، لكنها لم تأبه بكل ذلك، سبق لا يجب أن يفوت صحفية "لا شعوريًا، صورت فيديو للمكتب المهشم والنوافذ وموقع الانفجار، لأهمية توثيق اللحظة"، وأرسلت به لمسؤولي التحرير في "بي بي سي"، لينشر على منصات الموقع العربي للتواصل الاجتماعي.

رغم الإصابات، لم تفكر التومي في الذهاب إلى مستشفى، كانت تفاصيل الحادث بدأت تتوارد في وسائل الإعلام "في حالات تضررت بشدة تفوق ما تعرضت له، إلى جانب أن المستشفيات كانت عاجزة عن استقبال المزيد"، فقررت أن تضمد جراحها بعد العودة إلى المنزل في الأخير، لتطمئن كل من تواصل معها بعدم تأذيها من الوضع رغم وقوعه "أسباب شخصية هي التي جعلتني أقلل من إصابتي، فبمقارنة ما تعرضت له مع أشخاص توفوا، فالقدر كتب لي حظًا سعيدًا، عشت إحساس الفقدان قبل عام عندما توفيت أختي بعمر 34 عامًا، وأعرف ما يحسه المكلومون في تلك اللحظة"، كل ما شغل بالها في وقتها طمأنة أهلها، تعرف أنهم مذعورون في تلك اللحظة.

صورت التومي فيديو آخر، طمأنت فيه أهلها، بملامح مبتسمة وهادئة أطلت عليهم "حتى هدأ روعهم، كمغربية مغتربة في لبنان فالواقع أكثر ألمًا على الأهل، خاصة أن الوضع غير مستقر في لبنان منذ فترة طويلة"، لطالما شعر أهل المراسلة بقلق عليها، وبخاصة في تلك الظروف السياسية التي يعيشها لبنان، حتى قبل انفجار المرفأ، من احتجاجات لا تتوقف، وسوء أوضاع اقتصادية يسبب اضطرابًا في الشارع اللبناني.

لم تعد التومي ليلتها إلى منزلها، تضرر هو الآخر من الانفجار، باتت الليل في منزل زميلة بالعمل "لفيت قماشة على رأسي وعملت كمادات الثلج"، لتتوجه إلى المستشفى في اليوم التالي لإجراء الفحوصات الطبية.

لا تعتقد التومي أن حادث الانفجار سيؤثر على مستقبل عملها، تقول إن العمل الصحفي يستلزم هذا النوع من الأحداث والحوادث، فهي اعتادت على ذلك، فيما تتمنى أن يُكتب لها النجاح والخير معًا في آن.

فيديو قد يعجبك: