إعلان

اتفصل من المدرسة وحوّل منازل.. ابن مركز "ديروط" من أوائل الثانوية العامة

08:33 م الثلاثاء 04 أغسطس 2020

جورج يسري شحاتة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

مازال جورج يسري شحاتة لا يصدق ما حدث؛ في الصباح لم يهتم بمتابعة مؤتمر وزير التربية والتعليم لإعلان أوائل الثانوية العامة، انتظر بشوق شأن جميع الطلاب أن تظهر النتيجة ظهر اليوم، لكن مع نطق الدكتور طارق شوقي الاسم الخامس، قفز ابن عم جورج مهللًا، كان يشاهد المؤتمر، فسارع يعلمه "جورج أنت الأول على الجمهورية"، تسمر طالب الشعبة العلمية في مكانه رغم فرحته، أن يكون من الأوائل أمر مستبعدًا بالنسبة له "من وقت ما حولت منازل قلت اللي بيطلع من الأوائل هم الانتظام فأنا استحالة أكون منهم. مش همني نفسي".

شهران ذهب فيهما جورج إلى المدرسة، لم يكن منتظمًا حال كثير من طلاب الثانوية العامة ممن يفضلون المذاكرة وقت أطول بالمنزل "كنت بروح يوم وأغيب تاني كملت 30 يوم غياب"، تفاجأ ابن مركز ديروط في أسيوط بجواب الفصل، أصبح لا سبيل أمام الطالب من الدراسة منزليًا "حتى لو عملت إعادة قيد برضه هكون منازل". سَلم طالب علمي العلوم إلى المصير، حدث نفسه إن "منازل من انتظام مش فارقة المهم أجيب مجموع"، فلم يلتفت إلا للمذاكرة.

ما كان أمر الفصل من المدرسة عصيبًا على جورج، نظر للجانب الإيجابي "كنت بذاكر الصبح الدنيا بتبقى رايقة لكن المدرسة في البداية كانت بتاخد وقت النهار ما كنتش بلاقي وقت أذاكر". لزم جورج المنزل بعد جواب الفصل من المدرسة في 25 نوفمبر 2019، لم يكن يعلم أن 4 أشهر تفصل عن لحاق جميع طلاب الثانوية العامة، وتصبح مذاكرة الجميع منزليًا بعد تفشي فيروس كورونا المستجد.

حين جاء قرار إغلاق المدارس لم يتأثر الأول على الجمهورية كثيرًا "كنت بذاكر لوحدي واتفرج على الدروس يوتيوب وقناة النيل التعليمية ولو في حاجة اتصل على المدرسين اسألهم". داوم على الاستذكار لمتوسط 6 ساعات في اليوم، حتى مع أيام الامتحان، تكيف سريعًا، أصابه الخوف باليوم الأول فقط ثم مضى في طريقه متناسيًا الظروف الاستثنائية.

لم ينشغل جورج سوى بالهدف "أدخل كلية طب"، أراد جورج أن يلحق بشقيقه الكبير طالب الفرقة الثالثة بطب أسيوط، حصل أخيه على 402 درجة، علم جورج حدوده من حينها، فإن لم يحصل على المجموع ذاته فعليه ألا يقل عنه، لكنه حصل على مجموع 410 درجة، مما أعاد ديروط إلى مكانها بين أوائل الثانوية العامة.

لعامين متتاليين، واسم مركز "ديروط" يلحق بأوائل الجمهورية، يحفظ جورج أسماءهم ثلاثيًا وترتيبهم ومن أي مكان "في 2017 يوسف علي سليم طلع السابع و2018 عمرو عبد الراضي الأول من كوم ديرم" فيما خلت ساحة الأوائل العام الماضي من ذكر اسم أكبر مراكز محافظة أسيوط.

طالما تساءل جورج "هم اللي بيطلعوا أوائل الجمهورية بيعملوا إيه؟"، حتى بلوغه المركز الأول كان يظن أنها "حاجة صعبة جدًا"، لكن بعد انضامه للأوائل علم أن الأمر لا يتطلب أكثر من الاجتهاد والتركيز على الهدف وتناسى الصعاب. الآن باتت أمنية جورج حقيقة، سيلحق بكلية الطب، تغمر الفرحة منزل أسرته التي فقدت الأم قبل 13 عامًا، لا يتوقف الهاتف عن الرنين لتقديم التهنئة، فيما أصبح لدى ابن ديروط حلم آخر "اتخصص جراحة قلب. نفسي أكون ولو ربع اللي فيه دكتور مجدي يعقوب"

فيديو قد يعجبك: