إعلان

"دعم أُسري لآخر نَفَس".. قصة طالبة الدمج الأولى بالثانوية على مستوى الجمهورية

05:50 م الثلاثاء 04 أغسطس 2020

الزهراء عبداللاه أحمد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

لم يكن انتشار فيروس كورونا أزمة بالنسبة لأسرة الزهراء عبداللاه أحمد، فبمجرد استقرارها داخل المنزل، هيأ الوالد لها مستقرًا بمفردها، باتت تلك الغرفة ملاذَا لها "جهزناها من كل حاجة"، لم يتدخل الأب في طريقة مذاكرتها للدروس، قدّم لها النصح طوال الأشهر الماضية، فيما دعمتها الأم دائما، أخبراها أنهما يفتخران بها أيًا ما كان النتيجة، لكن أحدًا لم يتوقع أن تُصبح طالبة الشعبة الأدبية ضمن أوائل الجمهورية بمجموع 407 ونصف درجة.

اعتمد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم الثلاثاء، نتيجة امتحان شهادة إتمام الثانوية العامة للعام الدراسي 2019/2020، تمهيدًا لإعلانها بجميع مدارس الجمهورية غدًا الأربعاء، ووصلت النسبة العامة للنجاح إلى 81.1%.

لا ينسى أحمد خفقان قلبه، حينما سمع اسم الزهراء في مؤتمر إعلان الأوائل صباحًا، كان يُتابعه للفضول "بس لما اتأكدنا من الخبر الفرحة لجمّتني".

رحلة والد الزهراء معها طويلة، فالفتاة أصغر أخواتها "عندها ضمور في العصب البصري فالنظر شبه منعدم"، إلا أن الشابة القاطنة بسوهاج لم تتخلَ يوما عن حلمها "إنها تدخل كلية السياسة والاقتصاد"، يضحك الأب قائلا "كانت في إعدادي بتقعد تناقشني في القانون والسياسة وانا بقولها وانتي مالك يبنتي بالحاجات دي"، غير أنه أدرك فيما بعد مدى ولعها بالمجال.

"معندناش في سوهاج سياسية واقتصاد".. ما جعل الأب يفكر في نقل أوراقها للقاهرة أو بني سويف، ورغم الجهد الذي سيبذله في تلك الحالة "بس مش مهم.. انا ووالدتها هنروح معاها وناخد شقة هناك عشان تكمل تعليمها".

الزهراء أصغر أخواتها الثمانية. لم تُعقها الظروف الصحية "لما كانت بتتضايق أحيانا كنا بنفضل في ضهرها لحد ما تقوم".. يتذكر أحمد في المرحلة الإعدادية، حين حوّل أوراقها لفصول الدمج "كانت بعض الطالبات بيضايقوها.. بترجع معيطة كل يوم وعايزة تقعد من المدرسة"، ظل والدها يُشجعها على الاستمرار "هي مش ناقصها حاجة.. مخها زي الفل وإعاقتها عمرها ما عملت مشكلة وبتحاول.. ليه تتحرم من التعليم"، كان الأب المتقاعد بالمعاش يُربّت على كتفها كلما ضاقت الحال حتى اعتادت الأمر "وكوّنت صداقات كتيرة"، والآن ينظر لنتائج مجهودهم "وبشكر ربنا على جبر الخاطر".

فيديو قد يعجبك: