إعلان

بالصور- "كورونا" ليس الأول.. أحداث استثنائية في تاريخ الحرم المكي (تقرير)

11:36 م الخميس 30 يوليو 2020

محاولة استعادة الحرم المكي بعد اقتحامه من قبل مسلح

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

لأول مرة في العصر الحديث يطوف حول الكعبة المُشرفة نحو 10 آلاف شخص فقط، نتيجة لتفشي فيروس "كورونا" المستجد، الذي دفع السلطات السعودية إلى منع استقبال الوافدين من خارج المملكة للحج، واقتصار أداء الفريضة على المقيمين داخلها من المواطنين أو الأجانب، ليشهد الحرم المكي ظرف نادر الحدوث، ضمن عدد من الأيام الاستثنائية القليلة التي مرت على المكان طوال التاريخ، لتبقى في الذاكرة أبد الدهر.

الطواف بالسباحة

في عام 1941، كان الشاب البحريني الصغير "محمد العوضي" يعيش في مكة للدراسة، ظل لعدة أيام يجلس في بيته، حيث وقعت سيول عنيفة لم تتوقف لنحو أسبوع "أمطار تنزل ليل نهار، وسيول تجرف الحيوانات والسيارات وكل شيء" كما يقول العوضي في لقاء تلفزيوني نادر، في اليوم السابع نزل للقاء أستاذه التونسي وعدد من زملائه رفقة شقيقه، وبينما يتحدثون عن ما يدور في المدينة صرخ أحد المارة "الحرم المكي مليان مايه وصلت لبوابة الكعبة".

على الفور هرول "العوضي" مع الجميع إلى الحرم المكي، اندفعوا ناحية البوابات الكبرى، مشهد لم تراه الأعين من قَبل، المكان تحول إلى بحيرة صغيرة، لا يمكن السير داخل المياه "وقفنا نتفرج ثم قولت نعمل طواف بالسباحة" تعجبوا من اقتراحه، لكنه سرعان ما بدء في السباحة بملابسه ومن خلفه 4 أشخاص آخرين من بينهم شقيقه، ظل ابن 13 عاما يسبح حول الكعبة دون ملل أو تعب، حالة من السعادة امتلكته "ناس كتير اتجمعوا يتفرجوا علينا".

صورة 1

استمر مع شخص آخر بينما انسحب الباقي نتيجة شعورهم بالإرهاق، قبل أن يستوقفهما شرطي يعمل في الحرم المكي "قال كفاية، ما حد يلف حولين الكعبة" شعر الجميع بالحزن "كلفوني أروح أكلمه" دفع المياه بيديه متوجهًا إلى رجل الأمن "قولتله دا تاريخ لا يتكرر" غير أنه رفض خوفًا من تعرض الحجر الأسود إلى السرقة أو التلف، ليضطر إلى الخروج من المكان، لكن أحد المصورين التقط هذا المشهد ليُحفظ على مدار عقود.

"المهدي المنتظر" في الحرم المكي

قبل الفجر بقليل، في أواخر نوفمبر 1979، وصل 200 رجل إلى الحرم المكي بصورة متفرقة، يحمل العشرات منهم عدد من النعوش، رغبة في إتمام صلاة الجنازة بعد "الفجر" مباشرة، لم تكن هناك أي تصرفات مريبة، لذلك وقف الإمام لأداء الصلاة ومن خلفه نحو 50 ألف مصلي، ومن وراء الجميع فُتحت النعوش التي كانت تحمل أسلحة مختلفة بدلًا من الجثامين، لتبدأ عملية سيطرتهم على المكان في مفاجأة غير متوقعة.

بينما يُصلي الإمام، اقترب نحوه رجل نحيل يحمل في يده السلاح، أمسك المكبر من يده وعرف نفسه بـ "جهيمان العتبي" قبل أن يستلمه أحد رفاقه الذي ألقى خطبة مفادها أنهم أتباع المهدي المنتظر المتواجد بينهم في صحن الكعبة وهو "محمد القحطاني"، دهشة تملكت الناس قبل أن تعلو التكبيرات اعتقادا منه بأنه صادق، بينما خرجت الأوامر بغلق جميع أبواب الحرم واحتجاز المصلين كرهائن، واعتلاء الأماكن العالية من قِبل عشرات المسلحين للتصدي لمحاولات المقاومة.

حين وصلت الأخبار إلى الأمن السعودي، أرسلوا على الفور سيارتين شُرطة للتعرف على حقيقة الأمر، لكن رجال "العتيبي" أطلقوا النيران عليهم وأصابوا عدد من رجال الأمن، وهو ما دفع الوضع إلى الهاوية في لحظات، تدخلت قوات الحرس الوطني، حاولوا بطرق شتى استعادة الحرم المكي دون فائدة، أغلقوا مصادر الكهرباء والمياه دفعوا بمزيد من الوحدات المدربة، حاولوا استخدام الدبابات، غير أن الخسائر دفعتهم للتوقف قليلًا وإعادة الحسابات.

صورة 2

في الداخل فقد المسلحون عددا من رجالهم، كاد العتاد أن ينفذ، أحلامهم بالسيطرة على الكعبة كبداية لحُكم المملكة وفق أفكارهم المتطرفة بدت أحيانًا قريبة وفي أوقات آخرى بعيدة المنال، خاصة مع قلة الزاد وشعورهم بالتعب والجوع وخروج رائحة القتلى والمصابين في الأنحاء تزكم الأنوف، ثم على مدار أيام خسروا الكثير من الأرض، واضطروا إلى التقهقر داخل الحرم بدلًا من وقوفهم فوق المآذنة وفي مواضع القوة.

بعد مرور نحو 14 يوما من بداية الاقتحام، استعانت السعودية بالقوات الخاصة الفرنسية الذين وضعوا خطة لإخلاء الحرم بأقل خسائر ممكنة، ولجأوا إلى ضخ الغاز المسيل للدموع والمانع للتنفس في المناطق التي يتمركز فيها المسلحين، وخلال ساعات قليلة فروا إلى الخارج لعدم قدرتهم على تحمل الأمر، وتم إلقاء القبض على 63 شخصا من بينهم "العتيبي" ثم تم إعدامهم بعدها بشهر في مناطق متفرقة بالسعودية.

انفجار في "الحج"

من اللحظات التي مرت كالدهر في الحرم المكي، خلال أداء مناسك الحج في عام 1989، عندما فوجيء الحجاج بوقوع انفجار عند أحد الطرق المؤدية إلى الكعبة، وبعدها حدوث انفجار آخر في الجسر المجاور للحرم، وهو ما تسبب في حالة من الهرج والمرج والفزع بين الناس، واندفعوا للهروب من المكان خوفًا من اندلاع مزيدا من الأحداث الصعبة التي أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 16 آخرين

وسريعًا تحركت قوات الأمن السعودية للبحث عن المتورطين في تلك الجرائم البشعة في الحرم المقدس، قبل أن تُعلن ضبط 20 شخصا يحملون الجنسية الكويتية بتهمة تدبير تلك التفجيرات، وخضعوا للمحاكمة بينما يتابعها العالم الإسلامي للوقوف على أسباب هؤلاء للقيام بتلك العمليات الإرهابية.

وخلال المحكمة اعترف 16 شخصا منهم بالتورط في تلك الجرائم، وأُذيعت اعترافاتهم في التلفزيون السعودي، وشاهدها الملايين من المسلمين، إذ كانت عمليتهم صدمة للجميع، ثم جاءت النهاية بإعدامهم في أواخر سبتمبر في العام التالي من الحادث.

صورة 3

فيديو قد يعجبك: