إعلان

حواديت ما بعد "كورونا".. مُدرسة أمريكية تروي للأطفال قصصًا قبل النوم "أون لاين"

11:13 ص الثلاثاء 05 مايو 2020

المعلمة كييشا ييربي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - دعاء الفولي:

لا تتخيل "كييشا ييربي" الحياة دون القصص. تلك العوالم التي تصطحب إليها طُلابها، تحكي لهم عن الفيل الذكي، الفأر الفارس، تأخذهم لأماكن لن يزورها إلا في "الحواديت"، اعتادت المُعلمة الأمريكية تخصيص جزء من حصتها للقصص، قبل أن تنقل الحكايات لصفحة أنشأتها عبر فيسبوك، تجتمع فيها مع الأطفال كل ثلاثاء "لكن مع توقف الدراسة كان علي أن أقابل طُلابي خمسة مرات أسبوعيا لأحكي لهم القصص كما اعتدنا"، تقول المُعلمة لمصراوي.

نوفمبر الماضي كان ميعاد "كييشا" القاطنة بولاية فيرجينيا مع أول حكاية "أونلاين"، بعدما رأت مديرة لإحدى المدارس في ولاية تكساس تقرأ لطلابها عبر البث المباشر في "فيسبوك"، شعرت الشابة الثلاثينية أن ذلك ما تُريد فعله "لكني لم أود القراءة فقط.. بل حكاية القصة كأني أقوم بتمثيلها"، قررت فعل ذلك مرة أسبوعيا، وبعد توقف الدراسة صار العبء أكبر عليها "لأننا مازلنا نعطي الحصص عبر الإنترنت وزاد عليها الحكايات التي أقدمها للطلاب"، لكنها سعيدة بما تفعل رغم الجُهد.

صورة 1

تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) 3 مليون ونصف شخصا حول العالم، نالت الولايات المتحدة مليون و200ألف تقريبا من نصيب الإصابات، جعل ذلك مبادرة "كييشا" أصعب، كانت في الماضي تُحضر كتابا واحدا أسبوعيا، تتحمل تكلفته "وأستأذن المؤلف أو الناشر كي أحكيه للأطفال"، ولكن مع زيادة عدد الأيام "بات علي التواصل مع كُتاب أكثر"، كما أصبحت الكُلفة أعلى "فالوصول للكتب أصعب لأن كثير من المكتبات المجانية اُغلقت".

الحادية عشر مساءً من الاثنين للجمعة هو ميعاد المُعلمة مع الأطفال، تجلس قبلها لمدة ساعة "لأفهم فحوى القصة بشكل أكبر"، تُحب "كييشا" التركيز على الرسائل الإيجابية "يحتاج الصغار ذلك في الأيام الحالية ويحتاج آباؤهم أيضا للراحة قليلا من أسئلة الصغار الحائرين"، فالرسائل التي تبثها "كييشا" تُخبر الصغار أن كل شيء يمر، حتى لو تكبد الناس الخسائر "وأنه لا بأس من الخوف ولكن علينا أن نتسم بالشجاعة والمسئولية"، يتراوح عُمر مستمعي المعلمة من 5 إلى 10 سنوات، تعرف أنهم ليسوا فقط من يحتاج للطاقة الإيجابية "أنا أيضا أحتاج سماع كلمات جيدة حتى ولو من نفسي".

صورة 2

لا تخرج "كييشا" من منزلها إلا نادرا، تشتري متطلبات المنزل بحذر "وأرتدي الكمامة والقفازات ولا أحتك بأي شخص"، لا تتابع المُدرسة نشرات الأخبار "لا أحصي عدد المصابين في الولاية.. ينعكس عليّ ذلك بصورة أسوأ"، عوضا عن ذلك، تهتم بصحتها البدنية فتمارس الرياضة وتأكل جيدا، وتهتم بصحة أسرتها أيضا "وأظن أن هذا ما يجب أن يفعله الجميع.. الهلع لن يفيد أحدا"، فيما ينقسم يومها بين دروس الطُلاب الصباحية وحكاية ما قبل النوم، وإنهاء كتابها التعليمي الأول "يزدحم اليوم بأشياء كثيرة تهون علي عُزلة المنزل، أحيانا لا أجد الوقت الكافي للحصول على إجازة"، حسبما تقول.

صورة 3

لم يعد جمهور "كييشا" من تلاميذها "بات لدي متابعين من الولايات كلها بل وحتى من دول أخرى كاليابان"، تفخر المُدرسة بما تفعل، تتواصل مع أطفال العالم من حُجرتها الصغيرة بفيرجينيا، تسمع منهم ما يسرّها "كتلك الطالبة التي قالت لي أن توقف الدراسة ضايقها كثيرا لكن قصتي اليومية تُسعدها وتجعلها تنتظرها"، فيما يشكرها آباء آخرون على جُرعة الأمل التي تُعطيها لأبنائهم ولهم "إذ يجلسون بجانب أطفالهم ليستمعوا للقصة".

تحاول المُعلمة الثلاثينية هزيمة خوفها، تُغذي مشاعرها بما يبعث على الراحة، لا تنكر قلقها من توقف الدراسة "الجيل الحالي من الطلاب حظه سيء، أخشى أن يؤثر ذلك على مستقبلهم وصحتهم النفسية"، تنفض عنها القلق قدر المستطاع وتُخطط لقصة كل ليلة، لعلّها تخرج من عالم "كورونا" إلى رحابة الخيال.

فيديو قد يعجبك: