إعلان

"هنعمل إيه في البيت".. دليل الأمهات لقضاء وقت "العزل الذاتي" مع الأبناء

02:02 م الأربعاء 25 مارس 2020

ريهام سمير وأسرتها

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هبة خميس وشروق غنيم:

حين أُعلن عن تعليق الدراسة في الرابع عشر من مارس الجاري لمدة أسبوعين، ارتبكت خطط الأمهات، ومع تصاعد الأحداث تم تمديد مدة التعليق، كذلك دعت رئاسة الوزراء المواطنين لالتزام منازلهم ضمن حزمة إجراءات لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). حيرة وقعت فيها الأمهات وهن يمررن بتلك التجربة لأول مرة، دق التساؤل عقلهن؛ كيف يمكن الاستفادة من تلك الفترة؛ لتنمية مهارات الأبناء، ومع بداية فترة العزل الذاتي اختبرت بعضهن مشاعر جديدة: "اكتشفت إني مكنتش ببص في وش ولادي بسبب الجري ورا المسؤوليات، كنت بشوفهم من مراية العربية وأنا بوصلهم للمدرسة".

أدركت ريهام سمير، مستشار مهارات التعلم ارتباك الأمهات، لذا قررت بخبرتها أن تزيل ذلك، وعبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي أطلقت فكرة "مع بعض بالبيت"، كل يوم تمنح الأمهات فكرة؛ لتنفيذها برفقة صغارها، بصوت مُبهج تحكي ريهام عن فكرتها الأولى: "النهاردة فكرتنا هتخلينا نقعد مع بعض من غير ملل، وهي My journal"، إذ تدعو الأطفال؛ لتدوين أفكارهم وأحلامهم خلال تلك الفترة في كُتيب يصبح مرجعًا لمشاعرهم فيما بعد، فيما تتوالى الأفكار بين اقتراح فيلم عائلي وكتابة مراجعة عنه، مهارات لتحسين اللغة عند الصغار، وكذلك مقترح المخترع الصغير: "أي طفل عنده أفكار بسيطة بالعلوم والتجربة المنزلية يعملها ويورينا"، وثاني يوم وجدت طفلًا يُدعى معاذ أعّد صابونًا ملونًا "عرف إننا عشان نواجه فيروس كورونا لازم نغسل إيدينا كويس فعمل صابون في البيت".

منذ عام 2014 وبدأت مستشار التعلم مهمتها، تؤمن أن: "التعلم مش منهج في جامعة أو مدرسة، دي مهارات لازم نتعلمها ونعيشها بكل تفاصيلها"، أتت خبرتها ثمارها في الوقت الحالي: "في ثقافة عند أمهات كتير إن التعليم هو المدرسة وبس وده بحكم إن كل واحد مشغول في دايرة الحياة بشغله ومسؤولياته"، لكنها ترى أن الفترة الحالية كنز لأي أسرة أو هدنة؛ لالتقاط الأنفاس وإعادة الترابط الأسري: "وتنمية المهارات العقلية والحياتية".

لم يصب الارتباك نفس ولاء بدر، الأم التي قررت الاتجاه للتعليم المنزلي قبل أربع سنوات مع أبنائها، تلمس كل يوم نجاح قرار الأسرة من خلال طريقة تفكير أطفالها وقدرتهم على التحليل، وحينما بدأت في حصد نجاحاتها قررت توثيق تلك التجربة عبر قناة على موقع يوتيوب لتفيد غيرها من الأمهات المشتتة بين أنواع التعليم لأطفالهن، أما الآن فصارت قناتها قِبلة الأمهات "عشان يعرفوا يتعاملوا إزاي مع ولادهم الفترة دي".

وكأنما الصغار في المدرسة، يبدأ يومهم بجدول ومواعيد ثابتة لكل شيء؛ مثل ميعاد الاستيقاظ، مواعيد الدروس الأكاديمية، وتطبيق بعض الأنشطة عليها مع الاهتمام بقراءة القصص والنوم في ميعاد ثابت: "وأحيانًا الوقت مش بيكفي لكل الأنشطة فمش بيحسوا بملل أبداً؛ لأن كل يوم غير التاني مع اختلاف الأنشطة".

هيأت سارة إدريس نفسها لتلك الفترة جيدًا، منذ فترة طويلة وتتبع الأم الثلاثينية طرق مختلفة للتعلم منذ ولادة أطفالها، لا تعتمد على الأساليب التقليدية للتربية "في الوقت الحالي حسيت إني كل اللي عملته زمان مراحش هدر". جلست برفقة ابنيها عمر وعلي لوضع خطة للفترة المُقبلة للمداومة على استذكار دروسهم ونفض الملل عن أنفسهم، كذلك لتسهيل مهمة عملها هي الأخرى في المنزل "أول حاجة حطيتها في دماغي كأم إني استحالة أخليهم يذاكروا 8 ساعات زي ساعات المدرسة وإن الوقت هيبقى أقل النص، وإن أكيد اللعب هيزيد ولازم أتقبل ده"، تدرك الأم صاحبة الـ36 عامًا أن "دول أطفال مليانين طاقة وفي فترة زي دي ولازم تطلع عشان ميحسوش إنهم محبوسين".

أعدّت إدريس مسؤوليات لأبنائها: "إنهم يساعدوني في البيت زي إنهم يرتبوا أوضهم"، أدركت خلال تلك الفترة أن: "لو محسش بأنه مسؤول عن المكان اللي هو مش هيحس بالانتماء ناحيته".

تركت الأزمة أثرها على الأسرة المكونة من أربعة أفراد تم تعليق تدريبات صغارها في الملاكمة وكذلك أُلغي سفرهم إلى تايلاند للمشاركة في مسابقة للرياضيات، لكن لم تترك الأم الطاقة السلبية تتملك من حياتهم: "بالعكس اعتبرت اللي بيحصل منحة، ولادي في سن المراهقة ودي الفترة اللي بيبعدوا فيها عن الأهل، دي فرصة تخلينا نتلم سوا من تاني".

يتمكن أطفالها أصحاب الـ13 و11 عامًا من مادة الرياضيات حتى أن ابنها الأكبر عمر فاز العام الماضي بالمركز الثاني عالميًا في مسابقة للرياضيات بماليزيا، كما حصد علي المركز الـ 16 على مستوى العالم في أول مشاركة له. فوجئت الأم قبل أيام: "ولادي جم قالولي هنعمل قناة على اليوتيوب نقدم فيها دروس رياضيات عشان مش كل الناس متوفر لهم الدروس عن بعد"، انتابت نفس الأم السعادة "خصوصًا إنهم بيعملوا كل حاجة في الفيديو بإيديهم من غير مساعدة زي التصوير والمونتاج والجرافيك".

لا تختلف تجربة ضحى سمير، الأم لطفل يبلغ ثلاث سنوات عن تجارب أغلب الأمهات مع فكرة التعليم المنزلي، قبل سنوات تركت الشابة عملها وقررت التفرغ لطفلها بشكل كامل، خبرة كونتها خلال تلك الأعوام جعلتها تدرك أهمية اكتشاف قدرات الأطفال: "مخ الطفل كنز، لازم ننميه وننور كل اللمبات اللي فيه على أد ما نقدر"، ترى أن الفترة الحالية مناسبة لأي أم لاكتشاف تلك "اللمبات" خاصة ممن لم يسبق لها فرصة الجلوس برفقة ابنها لتنمية مهاراته أو متابعة دروسه التعليمية، لا تُعد نفسها خبيرة في الأمر لكنها تنصحهن: "الطفل من قعدة البيت طبيعي يكون زهقان، عشان كدة لازم نتعامل مع ده بالراحة ونشغل وقته بحاجات ممتعة ومفيدة".

تحاول إدريس الاستفادة من الفترة الحالية قدر الإمكان، منذ اللحظة الأولى وأخبرت صغارها "لو إحنا قعدنا في البيت غصب عننا، فاليوم مش هيعدي غصب عننا"، صارت الأم التي درست العلاج المعرفي السلوكي تمد بمعرفتها أمهات أخريات بالطاقة الإيجابية، تمنحهم بعض النصائح "أهم حاجة يسمعوا ولادهم كويس ويدوهم الفرصة يعبروا عن نفسهم"، فيما تهون على تلك الفترة على صغارها "طول الوقت بقولهم إحنا مش قاعدين في البيت عشان خايفين من المرض لكن عشان نحافظ ع نعمة ربنا اللي هي الحياة"، تدفعهم تجاه شغفهم، استكمال دروسهم التعليمية، تنمية مهاراتهم في الرياضيات، وتشجيعهم على إكمال حلقاتهم على اليوتيوب "لازم لما الفترة دي تخلص يبقى عندنا خزين من الذكريات الحلوة".

فيديو قد يعجبك: