إعلان

حوار- من أجل أطفال العالم.. أم بريطانية تُنتج أول كتاب مُصور عن "كورونا"

06:36 م الأربعاء 18 مارس 2020

إيلي ولورا أثناء العمل على الكتاب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

قبل شهرين، كانت "إيلي جاكسون" تتحدث مع صديقتها، حين أخبرتها الأخيرة أن ابنها عاد لتوّه من المدرسة باكيا "لأن المدرس أخبرهم في الفصل أن فيروس كورونا قد يقضي على حياتهم وحياة عائلاتهم"، الخوف المصاحب لأطفال كثيرين في محيط إيلي أزعجها، فقررت الأم لأربعة أبناء عمل كتاب يحوي رسوما بسيطة لتعريف الصغار بطبيعة ذلك الفيروس وكيف يحمون أنفسهم منه.

"الملك كورونا الصغير" هو الكتاب الذي انتهت منه السيدة البريطانية قبل حوالي أسبوعين، ليتم إطلاقه عبر التطبيقات الإلكترونية، ويلتحق بقائمة الأعلى مبيعا بموقع أمازون.

ص 1


مبكرا، بدأت علاقة الأم الأربعينية بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، تابعت تفاصيل انتشاره في الصين ثم لبقية الدول "وكنت أعلم أنها مسألة وقت فقط قبل وصوله بريطانيا" حسبما تروي لمصراوي.

تعيش إيلي في مقاطعة "كورنوال" جنوب غرب إنجلترا، اعتادت العمل معلمة لمادة الجغرافيا، بعد دراستها لعلوم البيئة في الجامعة، دائما ما أحبت التدريس للأطفال، طوّعت المواد العلمية لجعلها أقرب إليهم، وحينما أنجبت أبنائها "اتجهت لكتابة القصص للأطفال"، طافت إيلي بين حكايات تبدو عسيرة حتى على الكبار "كتبت عن التغير المناخي وكيف يُدمر البلاستيك المحيطات.. أخبرت الأطفال كيف يكونون سفراء للبيئة في مجتمعاتهم"، وصلت كُتبها لمليون طفل حول العالم بلغات مختلفة ضمنها العربية، لذا بعد حلول أزمة كورونا لم تتردد في فكرة كتابها التالي.

ص  2

خلال أعمالها السابقة، تعاونت إيلي مع الرسامة "لورا كالوود"، وكررت التجربة في الكتاب الأخير "كان الأمر أشبه بطواريء لأنه تعين علينا الانتهاء منه سريعا"، عادة ما يستغرق المشروع الواحد لهما بضعة أشهر "ولكننا أنهينا كتاب كورونا في 4 أيام فقط"، عملت الكاتبة يوميا على قصتها ليلا بعد نوم أبنائها وحتى الصباح.

يأتي الكتاب في 19 صفحة، يحكي قصة طفلين عمرهما 6 سنوات عادا من المدرسة بخطاب متعلق بفيروس كورونا لوالدتيهما "تفتح الوالدتان الخطابين وتشرحان ما يجري"، يروي بألوان هادئة وسائل الحماية الشخصية والعزل المنزلي وما يجب على الأطفال فعله بطريقة سهلة؛ من غسل الأيدي وتقليل التواصل مع العائلة والأصدقاء "ما يجعل تلك الفترة تنتهي نهاية سعيدة".

ص 3

تبسيط المعلومة هو هدف إيلي الأول "أعرف أطفالا عادوا من المدرسة وقد قرروا ألا يلمسوا أي شيء داخل المنزل"، رأت الأم بنفسها كيف ينمو الذعر داخلهم "في تلك الأزمة علينا توعيتهم وليس إخافتهم"، فعلت إيلي ذلك مع أولادها، أجلست ابنها الأكبر ذو العشرة أعوام وأشقائه الثلاثة لتتحدث معهم بلطف "باتوا يعرفون الكثير عن الفيروس حتى ابني صاحب الـ3 اعوام". في المقابل، لا تُنكر إيلي خوفها من طبيعة الفيروس، الذي وصل لوطنها منذ حوالي شهر ونصف.


حتى الآن، أصاب الفيروس ما يربو عن 200 ألف شخص حول العالم، منهم 2642 إصابة في أراضي بريطانيا، قرأت صاحبة الكتاب ما سيحدث مع إصابة أول حالة بوطنها "بدأت بتوعية من حولي.. أصدقائي وأهلي"، ضايقها تعامل بعضهم باستهانة مع نصائحها، لكن مع تنامي الحالات و"اختفاء السلع من المتاجر"، علموا أنها كانت محقة.

تزامنا مع إصدار الكتاب، أنشأت إيلي مجموعة عبر تطبيق واتس آب "لمعرفة من يحتاج إلى شيء في مقاطعة كورنوال فيمكننا إحضاره له خاصة كبار السن الذين يغادرون المنزل، وأيضا المجموعة مُتاحة لمن يريدون التطوع لسد تلك الاحتياجات"، فوجئت الأم بتفاعل جيرانها مع تلك المبادرة "بعضهم بات يوصل السلع للمنازل بنفسه أو يعرض تمشية الكلاب في الخارج فيما باتت خدمة التوصيل في المتاجر كلها دون مقابل"، ذلك التضامن ليس فقط ما أثلج صدرها "تفاعل القراء مع الكتاب أيضا أسعدني".

5

ما أن تواجد الكتاب على موقع أمازون حتى تهافت عليه الآباء "بعضهم قال لي إن الكتاب سمح لهم بشرح طبيعة الفيروس لأبنائهم دون أن يكون ذلك مفزعا"، بينما قال لها أحد الآباء "ابني كان يغسل يديه أكثر من 20 مرة يوميا، واُصيبت يده بالتهابات"، لكن الصغير شعر بتحسن بعد مطالعة الكتاب "لأنه أصبح يفهم الأمر بصورة أعمق".

رغم سرعة الأحداث، لم تُعانِ إيلي من البحث عن مصادر لكتابها "اعتمدت على الهيئات الصحية البريطانية وحدّثت المعلومات حتى لحظة النشر"، غير أن أصعب ما واجهها هو الموائمة بين أعمال منزلها والعناية بأبنائها وإنتاج الكتاب "وعدا ذلك فقد استمتعت به لأنه قريب من مجال دراستي".

ص    6

تعوّدت إيلي على الاستماع لآراء أبنائها، يُعطيها ذلك نظرة أقرب على جمهورها "بعدما انتهيت من كتاب كورونا قرأته لهم"، وعندما رأت الأم بريقا في أعينهم "علمت أن الأطفال الباقين سيحبونه"، تم تحميل الكتاب آلاف المرات، بينما تواصل الكاتبة توعية متابعيها عبر فيسبوك، تُطمئنهم، وتُهديء من ضيق أولادها، إذ منعتهم من "مقابلة أصدقائهم والتسوق واللعب في الخارج وزيارة قريبتنا المُسنة"، تأمل ألا تطول مُدة ابتعادهم عن العالم "لأنه مهما أعطيناهم من كُتب أو وسائل ترفيه هم أطفال يحتاجون للانطلاق".

فيديو قد يعجبك: