إعلان

"هنروّح بيتنا إزاي؟".. أزمة العالقين في المطر بين عطل المترو وقلة المواصلات

08:07 م الخميس 12 مارس 2020

الأهالي تنقذ ميكروباص غارق في مياه الأمطار

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

تصوير- مصطفى الشيمي:

بين الحين والآخر يتصفح وليد شعبان للأخبار، يجلس في مكتب عمله بينما تهطل الأمطار بغزارة في الخارج، لا يرى آثار الحدث غير أنه يتابعه على المواقع الإخبارية والتواصل الاجتماعي، يدّب الارتباك في نفسه كلما يطالعه أخبار عن عُطل مترو الأنفاق حتى تأكد النبأ بعطل الخط الأول، سرى القلق في نفسه رغم أنه يستقل خط آخر "مش ضامن إني أركب المترو دلوقتي، وبقيت قاعد في الشغل مش عارف أنزل أروّح إزاي".

في الثامنة صباحًا بدأت رحلته إلى العمل عبر استقلال محطة مترو طرة البلد "كان فاضي جدًا أكتر من أيام أجازات العيد حتى"، لم يتوقع أن تسوء الأمور لهذه الدرجة، لكن مع حلول الخامسة مساء موعد انتهاء مناوبته في العمل "طلعت أخبار تعطيل المترو، ده غير زمايلي اللي جايين يستلموا الشغل بيحكوا عن بِرك المياه اللي في الشوارع".

وأعلن أحمد عبد الهادى المتحدث الرسمى باسم شركة المترو إيقاف حركة قطارات الخط الأول من الشهداء حتى المرج الجديدة بسبب سوء الطقس، مع استمرار الحركة من الشهداء حتى حلوان، واستمرار حركة قطارات الخطين الثانى والثالث.

بالأمس أنصت جمال محمود للتعلميات جيدًا، لذا آثر ترك دراجته البخارية واستقلال المواصلات العامة للذهاب إلى عمله في منطقة المهندسين "اتعودت في أوقات المطر أسيب السكوتر لإنه خطر في الوقت ده"، غير أن المواصلات كانت قليلة جدًا "وقفت تلت ساعة عشان ألاقي عربية توصلني الشغل"، أدرك في تلك اللحظة أن اليوم لن يمر بشكل اعتيادي "وإني أكيد هواجه أزمة وأنا مروّح".

لزم الشاب العشريني مقر عمله ولم يبرحه منذ التاسعة صباح اليوم، يرسم في مخيلته شكل الشوارع المحيطة به بعدما تصفح مواقع التواصل الاجتماعي "اتصدمت من المشاهد اللي شوفتها، وبقيت خايف أنزل من الشغل معرفش أمشي".

مع الساعات الأولى لصباح اليوم، ضربت موجة الطقس السيئ مختلف محافظات الجمهورية. وهطلت أمطار تراوحت شدتها بين المتوسطة والغزيرة على القاهرة والجيزة والإسكندرية وعدة محافظات.

اتخذ مصطفى محمود القرار ذاته، قرر إبقاء عربته الخاصة في جراج لمدة الثلاثة أيام القادمة تحسبًا لاستمرار سوء الأحوال الجوية، كان يخشى الرجل الثلاثيني حتى ركن عربته أمام منزله كما اعتاد "دي أول مرة أحطها في جراج بس خوفت أسيبها في الشارع تقع عليها حاجة زي ما التحذيرات كانت بتقول"، ورغم أنه قرار صائب بالنسبة له "بس متشحطط بسبب ده، لإن مفيش مواصلات".

قرابة الربع ساعة انتظر الرجل الثلاثيني حتى تأتي أي وسيلة مواصلات لتقله من منزله في وسط البلد إلى عمله في المهندسين "لحد ما جت عربية زحمة جدًا بس مفيش بديل"، عرف محمود عن أحوال الشوارع من الصور "مكنتش متخيل الموضوع هيبقى بالسوء ده، الشوارع متحاصرة بالمياه ومفيش مكان للمارة".

تدّبر محمود أمره حتى وصل لمكان العمل "بعد ما اتغرقت طبعًا"، فيما بات يشغله هاجس واحد، كيف السبيل إلى المنزل. مع كل نصف ساعة تأتيه مكالمة هاتفية من أسرته "قلقانين عليا وعاوزيني أروّح خصوصًا إني مقرر محدش ينزل منهم تمامًا الـ3 أيام الجايين".

ما إن رأى صاحب الـ39 ربيعًا مشهد الشوارع حتى عادت ذاكرته لما قبل 25 عامًا؛ كان لايزال محمود طالبًا في المدرسة الإعدادية "وزي أي يوم عادي جاهز بلبس المدرسة عشان أنزل فجأة الدنيا مطرت جامد"، قررت والدته حينها ألا يبرح المنزل، عايش تفاصيل مشابهة لما يحدث اليوم.

وبينما تستمر الأمطار في الهطول، يزداد وليد شعبان حيرة حتى عرض عليه زميله في العمل "إني استنى لحد ما شيفته يخلص الساعة 1 ويروحني بعربيته"، لم يكن بُدًا أمامه سوى الانتظار، بينما قرر محمود الاستعانة بإحدى شركات المواصلات الخاصة "رغم إن الفلوس هتبقى الضعف بس مضطر"، فيما حسم جمال أمره "هنزل أشوف هلاقي عربيات ولا لأ، زي ما تيجي بقى".

فيديو قد يعجبك: