إعلان

7 أشهر من الحظر.. طبيبة مصرية تنشر روايتها الأولى وتتخلى عن وظيفة أحلامها بالكويت

03:36 م الثلاثاء 17 نوفمبر 2020

غلاف الرواية الأولى لدكتورة أماني عبد السلام

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- آية الله الجافي:

بعدما وجدت أخصائية طب العظام د. أماني عبد السلام فرصة العمل التي تمنتها في الكويت، للارتقاء بظروف معيشتها هي وأسرتها، جاءت جائحة كورنا في بداية العام لتجعلها وحيدة في الغربة لمدة 7 شهور؛ تلك الشهور سمحت لها بتقييم حياتها ككل وإحياء موهبتها في الكتابة بعدما دُفنت لعدة سنوات.

"عرفت أن الأمل في أن أسرتي تجيلي بقا سراب" لذا كان القرار بالعودة للهواية التي تركتها بفعل عملها كطبيبة "وفجأة لقيت نفسي بكتب والأفكار معرفش بتيجي منين".

تحب د.أماني أسرتها كثيرا، فهي زوجة وأم لثلاثة أطفال، لم تتردد عندما جاءتها فرصة العمل في الكويت "فلوس وخبرة ونقلة كبيرة جدا"، فخططت أن تسافر وحدها في البداية ومن ثم تلحق بها أسرتها للاستقرار خارج مصر.

"سافرت من هنا والكورونا قفلت الدنيا.. فضلت سبع شهور سنجل، سبع شهور غيروا كل حاجة، اشتغلت في مكان كبير جدا ناطحة سحاب باصة على الخليج العربي. إمكانيات مشوفتهاش قبل كدة لو أي واحدة تبص لوضعي من برة كانت هتتمنى تبقى في مكاني".

رغم تلك النقلة المادية وتحقيقها لأول خطوة من خطوات الطموح الوظيفي، عانت من الحزن الشديد لابتعادها عن أسرتها: "من أكتر المواقف اللي أثرت فيا لما بنتي -٦ سنين- خدت التليفون من وراهم وكلمتني الفجر وقعدت تعيط وتقولي انتي وحشتيني يا ماما ينفع أعيش من غير أم؟ أنا مش عاوزة فلوس أنا عاوزاكي ترجعي".

رغم ذلك لم يسعفها الحظ للعودة، بعد إدراكها أن فترة إغلاق المطارات ستطول، فحاولت أن تستغل الوضع الذي بقيت فيه مُجبرة "بدأت أتعلم علم شرعي.. أول مرة من ساعة ما بقى عندى أطفال أعرف أنفرد بالمصحف وأسمع دروس وأتعلم وأقرأ".

كتبت روايتها الأولى "قضبان من زجاج" من وحي قصتها مع الغربة، والتي نُشرت إلكترونيا في موقع عصير الكتب الإلكتروني، تحدثت من خلالها عن نموذجين من الشباب المصري؛ أحدهم طبيب سافر من مصر للكويت للبحث عن فرصة عمل أفضل، والنموذج الثاني لمُعلم مصري سافر من الكويت لمصر لزيارة والدته المريضة.

تحكي على لسان نموذجي الرواية أبعاد جديدة للحياة: "لما بدأت أزمة الكورنا كل واحد منهم اتحجز بعيد عن عائلته، زوجة الُمدرس اللي في الكويت اشتغلت من البيت علشان تعوض غياب جوزها وتوقف راتبه، والطبيب المصري مر بصعوبات الغربة لوحده وده خلاه يعيش تجربة إنسانية شاقة أسقطته في خيانة زوجته"، وتنتهي الرواية بانقضاء فترة الحظر بأن يصلح كلاهما عددا من القرارات في محاولة لتهيئة حياته من جديد.

تعود دكتور أماني لقصتها قائلة "حسيت أن ربنا اختبرني في فترة الكورونا بأكتر حاجة بحبها في الكون؛ زوجي وأولادي.. كنت زي أي أم بزهق من عيالي وبتحسر على طموحاتي بس لما ربنا أداني إللي عيزاه حسيت إني عايشة في جحيم من غير عيلتي".

"الناس بتعتبرني خيالية زيادة عن اللازم بس و الله مصر أجمل ..الكويت بتلمع الشوارع مكنوسة بالمكنسة، الأبراج حاجة فوق الخيال و الناس محترمة و ما شفتش هناك منهم غير كل خير .. بس لما كنت افتح الشباك أدور على نسمة حلوة زي إللي في مصر مفيش، كنت بفتح الحنفية ادور على مية مصر " تتمنى أماني الاستقرار في بلدها غير أن ضعف الرواتب التي يتقاضاها الأطباء تساهم في حلمهم الدائم بالهجرة.

بعد انتهاء فترة الحظر قررت أماني التخلي عن وظيفتها في الكويت، والعودة للعمل كطبيبة للعظام في مصر بجانب أسرتها، ودفعها شغفها المفاجئ للكتابة إلى التواصل مع عدد من دور النشر لنشر روايتها الأولى في أكتوبر الماضي. كما ستشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021 بالرواية الثانية "نجم خافت" وهي رواية إجتماعية رومانسية.

أنهت د. أماني قصتها قائلة "بالنسبالي البيت والأولاد أغلى حاجة في العالم.. العالم فيه دكاترة كتير لكن ولادك ملهمش أم غيرك والرزق هيجيلك لغاية رجلك".

فيديو قد يعجبك: