إعلان

"مشابك مها" في الأقصر.. مشروع أوقفه "كورونا" وأعادته مسابقة لريادة الأعمال

06:53 م الأربعاء 21 أكتوبر 2020

مها محمود الفائزة بجائزة نوال مصطفى لريادة الأعمال

كتبت-إشراق أحمد:

كأن طاقة نور انفتحت من جديد؛ ما إن سمعت مها محمود خبر فوزها حتى استعادت ابتسامتها الغائبة منذ 7 أشهر. عصفت جائحة كورونا بمصدر رزق السيدة وحلمها في مستقبل أفضل لأبنائها، تراكمت الديون وأُغلقت أبواب العاملين معها، ظنّت ابنة الأقصر ما من سبيل، إلى أن شاركت في مسابقة "نوال مصطفى لريادة الأعمال للغارمات، منحها الحصول على المركز الأول بين المتقدمين الأمل في استعادة مشروعها الذي بدأته قبل 4 أعوام.

لدى مها ثلاثة أبناء، حين كان أكبرهم في المرحلة الإعدادية، خطر للأم فكرة لزيادة الدخل "كان نفسي أعمل مشروع يأمّن مستقبلي ومستقبل ولادي. لما يكبروا ميستنوش موضوع التعيين"، ليس في محيط السيدة الثلاثينية الكثير من المشاريع التي تشارك فيها امرأة، ولم تجد مها أفضل من صحبة زوجها "بيشتغل في الخشب ففكرت ليه معملش حاجة في نفس المجال"، فكان المشروع "مصنع مشابك خشبية".

من بيتها استلهمت الأم مشروعها؛ لا يوجد في الصعيد مثل هذه الصناعة كما تقول مها "المشابك الخشب بتيجي لنا من وجه بحري وده بيخليها غالية بتوصل لـ18 جنيه للدستة"، لذا وجدت في الفكرة فرصة عمل جيدة.

1

مع زوجها بدأت مها المشروع الوليد "هو يجيب الخشب وأنا اصنعها"، استندا إلى القروض لشراء 5 ماكينات للحصول على خط إنتاج للمشابك، اشتغلا وحدهما في البداية وسارت الأمور بوتيرة مُبشّرة، انفتح الباب لهما ولغيرهما من أهالي إسنا في جنوب الأقصر "كان بيشتغل معايا 6 سيدات في التغليف والتركيب و5 شباب ورجاله مع جوزي في التصنيع".

طيلة أربعة أعوام، كانت الأحوال مستقرة، من صناعة المشابك الخشبية توفر مها وزوجها متطلبات منزلهما، يسددا القروض، وفي الوقت ذاته تستشعر قيمة أنها تعمل وتفتح باب رزق لأمهات غيرها، لكن بين عشية وضحاها تبدل الوضع بتفشي فيروس كورونا المستجد؛ فُرض حظر التجوال ومُنعت التجمعات، كان ذلك عصيبًا على الزوجين "الشغل بتاعنا مرتبط بالتجمعات ما بين عمال وسيدات بتغلف"، صار لزامًا عليهم التوقف.

منذ مارس الماضي وتلزم مها منزلها، فيما تطرق الأزمات على بابها "ابتدت قروض البنك اللي واخدينا تتراكم علينا"، بلغت قرابة 70 ألف جنيهًا كما تقول السيدة، وتضرر زوجها هو الآخر جرّاء الأوضاع "شغله هو كمان وقف"، بات الهم مضاعفًا؛ فقدت الأم دخلاً يسيرًا لأسرتها، وغاب عنها الأمل الذي عايشته لأعوام.

2

الصدفة وحدها ما أعادت الحلم لمها؛ شقيق زوجها محامي يهتم بشأن الجمعيات الأهلية، اطلع على إعلان أطلقته جمعية "رعاية أطفال السجينات"، والتي تهتم بأحوال الغارمات من ساقتها الظروف إلى السجن، والسابقات منهن أوالمحتمل وقوعها في الديون، أقامت الجمعية مسابقة تحت اسم مؤسستها "نوال مصطفى لريادة الأعمال للغارمات"، على أن يتم اختيار 10 مشاريع لسيدات، تحصل الفائزات الثلاث الأولى على دعم كامل للمشروعات، والآخرين على منح ودورات تدريبية في ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة.

تقدمت مها للمسابقة عبر الانترنت بمساعدة شقيق زوجها، لم يكن هناك شيء لتخسره، استودعت أملها رغم أنها المرة الأولى التي تعرف فيها عن الجمعية، ما انتظرت شيئًا لكنها نالت ما أرادت. بالأمس تواجدت صاحبة الثمانية والثلاثين ربيعًا في القاهرة، حضرت حفل إعلان أسماء الفائزين في مسابقة جمعية الغارمات، وتفاجأت بأنها صاحبة المركز الأول.

3

كانت مها ممن تستهدفهم المسابقة "هدفنا التمكين الاقتصادي للغارمات والمحتملات عقب جائحة كورونا لحمايتهن من الوقوع في فخ الديون وأن يصبح لهن دخل ثابت للانفاق على أسرهن" كما تقول نوال مصطفى، رئيس ومؤسس جمعية رعاية أطفال السجينات.

زال الحمل عن صدر مها وزوجها "الجمعية قالت هيدعمونا هيجيبوا لنا الخامات ونشتغل تاني وهيتكلموا مع البنوك عشان تصبر علينا لغاية ما نقف على رجلنا تاني"، تنتظر السيدة الثلاثينية العودة إلى إسنا بفارغ الصبر للبدء من جديد في مشروعها الصغير.

فيديو قد يعجبك: